«سياسيون»: انسحاب أمريكا من «حقوق الإنسان» بسبب إسرائيل «تصرف أهوج»
أبوسعدة
أثار إعلان الولايات المتحدة الأمريكية انسحابها من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، «مفوضية حقوق الإنسان»، حالة من اللغط حول ازدواجية المعايير الأمريكية، وانتهاكات الإدارة الحالية للمبادئ التى نص عليها الدستور الأمريكى، باعتبار حقوق الإنسان قيماً إنسانية يجب دعمها والدفاع عنها. واعتبر حقوقيون أن الخطوة الأمريكية تثبت انحيازها لانتهاكات الاحتلال، فيما رأى سياسيون أن منظمة الأمم المتحدة والمجالس التابعة لها تفتقد التأثير على الدول الكبرى، مما يدعو لإعادة هيكلتها وفقاً للتغييرات التى شهدها العالم بعد 70 عاماً على تأسيس المنظمة.
قال حافظ أبوسعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان: إن موقف الإدارة الأمريكية من قضية حقوق الإنسان أصبحت تحوم حوله علامات استفهام كثيرة. وأضاف لـ«الوطن»، أن انسحاب أمريكا من المجلس الدولى لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تضامناً مع الكيان القائم بالاحتلال «إسرائيل» يهز القيم الأمريكية فى ما يخص حقوق الإنسان، وهى قيم ثابتة فى الدستور الأمريكى، واعتبر القرار انقلاباً على القيم الأمريكية، ويهز صورتها أمام العالم.
«أبوسعدة»: موقف حوله علامات استفهام.. و«حسن»: سابقة تاريخية.. و«بدر الدين»: ازدواجية فى المعايير
وتابع: «إسرائيل دولة احتلال، وترتكب جرائم ضد الإنسانية، ولا يمكن أن يتغاضى المجلس الدولى لحقوق الإنسان عن كل هذه الأمور، لأن هناك بنداً أساسياً فى المجلس اسمه القضية الفلسطينية، ولن تستطيع الولايات المتحدة أو غيرها تغيير الضمير الدولى المعادى لممارسات الاحتلال. وأكد أن مساعى الولايات المتحدة فى تكميم أفواه المناهضين للاحتلال فشلت، وأن القرار يجعل الولايات المتحدة تفقد مصداقيتها فى الدفاع عن حقوق الإنسان.
وقال بهى الدين حسن، مدير مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان: إنه لأول مرة منذ إنشاء المجلس تتخلى دولة عن عضويتها فيه. وألمح فى تغريدة له على موقع «تويتر»، إلى أن أمريكا انسحبت من مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان احتجاجاً على انتقاده المتوالى لإسرائيل، وبسبب الانتقادات التى وجّهها الأمير زيد رعد، المفوض السامى لحقوق الإنسان، إلى انتهاكات إدارة ترامب لحقوق المهاجرين.
وأكدت داليا زيادة، مدير ومؤسس المركز المصرى لدراسات الديمقراطية الحرة، أن انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من المجلس تصرّف «أهوج» ويفتقر إلى الحكمة التى تقضيها إدارة الشئون الخارجية لدولة بحجم وأهمية الولايات المتحدة، ويعبّر عن نظرة قاصرة، لكنها ليست بغريبة على الرئيس «ترامب» وطريقته المتهوّرة فى التعامل مع الأمور.
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الولايات المتحدة تطبّق فى تعاملها مع القضايا المتعلقة باللاجئين والفلسطينيين ما يُعرف بالمعايير المزدوجة، وليس حماية حقوق الإنسان، وأنها تستغل الملف سياسياً، وتهدّد الدول بفرض عقوبات عليها، بينما إسرائيل تنتهك الحق فى الحياة، ومع ذلك نجد أمريكا تعرقل إصدار أى قرار يمكن أن يُتّخذ ضد إسرائيل.