عمرو يوسف: المعارضون لتقديمى شخصية «طايع» تراجعوا عن رأيهم بعد الحلقة الخامسة.. والمسلسلات تشترى «مشاهدات وهمية»
عمرو يوسف
قال النجم عمرو يوسف إنه نجح فى التصدى لجيش من معارضى تقديمه لمسلسل «طايع»، الذى ينتمى لنوعية أعمال الدراما الصعيدية، مؤكداً أنهم اعتذروا له على موقفهم الرافض بعد النجاح الكبير للعمل على المستويين الجماهيرى والنقدى.
وكشف «يوسف» فى حواره مع «الوطن» تفاصيل وأسرار تجربته التليفزيونية، وسبب «غمقان اللون» فى صورة الحلقة الأولى، وكواليس مشهد مقتل «مهجة» التى جسدتها الأردنية صبا مبارك، ورأيه فى تسابق إعلان صناع المسلسلات عن احتلال أعمالهم للمركز الأول فى نسب المشاهدة.
ما أبرز ردود الفعل التى وصلتك عن مسلسلك الجديد «طايع»؟
- ردود الفعل مُبهرة وفاقت توقعاتى وأحلامى، سواء من الوسط الفنى أو رواد مواقع التواصل، حيث تلقيت إشادات جماهيرية ورسائل تهنئة من زملائى، ومنهم محمد هنيدى وتامر حسنى وأمير كرارة وصلاح عبدالله، ما أشعرنى بسعادة إزاء الحالة التفاعلية التى أحدثها المسلسل مع الناس.
كيف تعاملت مع انتقادات اختيارك لتجسيد شخصية صعيدى قبل انطلاق العرض بسبب ملامحك الشكلية؟
- أشبه هذا الموقف كمن قرر التصدى لجيش من المعارضين، ونجح فى التغلب عليهم وفقاً لردود الفعل المشار إليها سلفاً، علماً بأن هؤلاء المعارضين ليسوا أعدائى أو كارهين لشخصى، ولكنهم يحبوننى ويخافون علىّ بشكل شخصى ومهنى، واعتبروا إقدامى على هذه الخطوة خطراً كبيراً، ولكنهم سرعان ما عادوا عن موقفهم الرافض، وحدثونى بعد عرض الحلقات الخمس الأولى قائلين: «إحنا آسفين.. انت كان عندك حق وإحنا كنا غلطانين».
خفوت إيقاع أحداث بعض الحلقات سببه «إننا علينا بالسقف» وظاهرة رقم «1» سيئة يتزعمها فردان لا ثالث لهما
ألم تشعر بالقلق حيال خوضك لتجربة الدراما الصعيدية لأول مرة فى مشوارك الفنى؟
- لا أنكر شعورى بالقلق إزاء هذه التجربة، ولكنه قلق صحى ينتابنى كلما تلقيت عملاً جديداً، إلا أننى أحوله لطاقة تدفعنى إلى العمل والاجتهاد والتحضير الجيد، وعلى أثره استمررت فى طور التحضيرات بـ«طايع» لأشهر عدة، بداية من تعلم اللهجة الصعيدية والعمل على السيناريو واختيار الملابس وباقى العناصر الفنية التى سبقت انطلاق التصوير، وبعيداً عن هذا وذاك، أحاول الاختلاف فى أدوارى دائماً، بدليل عدم تشابه عمل بآخر فى أعمالى التليفزيونية والسينمائية، لأنى أبحث عن التغيير دوماً، ولكن ظل الرهان كبيراً فى «طايع»، وأحمد الله على نجاحى وتوفيقى فيه.
ولكن آراء عدة تعتبر تقديم الدراما الصعيدية لعباً فى المضمون لصناعها من حيث نسب المشاهدة؟
- مقاطعاً:
كيف نعتبر «طايع» تجربة مضمونة وهى مغامرة فنية؟ لا ضمانة فى الفن من الأساس، وإلا لما كان للفشل وجود، وظل الجميع ناجحاً على مدار سنوات العمر، وبالعودة إلى أصل سؤالك، فهناك أعمال صعيدية نجحت وكسرت الدنيا، وأخرى لم يحالفها التوفيق ومرت مرور الكرام.
لماذا اتسمت الصورة التليفزيونية لـ«طايع» بـ«غمقان اللون» ما أثار شكوى من الجمهور؟
- «الصورة الغامقة» اقتصرت على الحلقة الأولى وحدها، ولكن صورة باقى الحلقات لم تكن على نفس الشاكلة.
لماذا الحلقة الأولى على وجه التحديد؟
- لإكساب الصورة واقعية بحسب وجهة نظر المخرج عمرو سلامة ومدير التصوير بيشوى روزفلت، ولكن نهاية الحلقة تضمنت مشهدين «ضلمة» نسبياً، وهذه كانت مشكلة تقنية تم تداركها فى باقى الحلقات، والحقيقة أن صورة «طايع» من أفضل صور المسلسلات هذا العام، والفضل يعود فيها لمدير التصوير.
ألم تنزعج من تشابه بدايات عدد من المسلسلات حيث قبوع أبطالها داخل السجن كما حدث مع «طايع»؟
- لم أشاهد المسلسلات المعروضة حالياً، نظراً لانتهائى من التصوير قبل أيام، وأعتقد أن حيثيات حبس الأبطال تختلف من مسلسل لآخر، ولكن سجن «طايع» كان باختياره ورغبته الشخصية، لعلمه بأنه ما دام حياً فلن ينال الثأر من شقيقه الأصغر «فواز»، خاصة أنه كان يتعامل مع أصحاب الثأر بمنطق «لا تموتونى ولا أموتكم»، فاختار السجن مكاناً للاختباء فيه، وسرعان ما غادره فى نهاية الحلقة الأولى.
«مشكلة تقنية» سبب «غمقان اللون» فى صورة الحلقة الأولى وأصبحت صعيدياً مع زوجتى وأصدقائى قبل التصوير
ما رأيك فيمن اعتبر أن الحلقات من 18 لـ22 شهدت خفوتاً فى الإيقاع على عكس الحلقات الأولى؟
- الحلقتان 16 و18 شهدتا مقتل «فواز» و«مهجة»، علماً بأن «طايع» كان «تريند» رقم 1 عبر «تويتر» وجوجل» من يوم 16 لـ19 رمضان، ما يعكس حجم متابعة الجمهور للمسلسل وانجذابهم لأحداثه، وبما أن الحلقات شهدت خفوتاً فى إيقاعها بحسب بعض الآراء، فهذا يرجع إلى «إننا علينا بالسقف قوى»، وبالتالى كان الناس بحاجة لالتقاط الأنفاس، ولم تستمر تلك الحالة سوى حلقتين ثم تصاعدت الأحداث مجدداً، ولكن إذا تحدثنا عن أحداث «طايع» سنجد الحلقة الواحدة متضمنة لـ5 أحداث درامية، وذلك على عكس باقى المسلسلات التى ربما تفردها على 5 أو 6 حلقات، ولكننا نتعامل مع المسلسل بتكنيك سينمائى وليس تليفزيونياً، وأدين بالفضل للعباقرة «آل دياب» وعمرو سلامة وكل الممثلين الذين قدموا أدوارهم على أفضل نحو ممكن.
ألم تقلق من عدم تقبل الجمهور لأداء فنانة أردنية كـ«صبا مبارك» لشخصية فتاة صعيدية؟
- بالعكس، ثقتى فى «صبا» كانت كبيرة، وكنت متأكداً من تقديمها للدور بشكل جيد، ولكن أداءها تخطى توقعاتى لأنها شخصية مجتهدة ومخلصة لمهنتها، واستمتعت كثيراً بالعمل معها فى «طايع» بعد فيلم «الثمن»، الذى لم يتضمن نفس مساحة التمثيل بيننا كالتى توافرت فى المسلسل، كما أود أن أشيد بالممثل العظيم عمرو عبدالجليل، الذى جسد شخصية خارج الصندوق وأبدع فيها، وأذكر أن وقت طرح عمرو سلامة لاسمه لأداء شخصية «حربى»، وقفت لأصفق على هذا الترشيح، رغم أنه لم يكن تم عرضه على أستاذ عمرو عبدالجليل حينها.
حدثنا عن كواليس مشهد مقتل «مهجة» الذى أحدث صدى كبيراً عبر مواقع التواصل الاجتماعى؟
- هذا المشهد تم تصويره على 4 أيام، لأن جزءاً منه صُور داخل صوان، الذى شهد تنازل العمدة عن العمودية، أما باقى المشهد فصُور داخل المستشفى الذى توفيت فيه، وأحمد الله على رد الفعل الكبير حياله، وكذلك على مشهد وفاة «فواز».
ما المغزى من ظهور «طايع» متماسكاً عند وفاة والدته على عكس انهياره وقت مقتل حبيبته وشقيقه الأصغر؟
- واجهت تحدياً كبيراً فى هذه المشاهد، لرغبتى فى عدم تكرار انفعالاتى وطريقة أدائى، فاخترت طرقاً مختلفة للأداء والتعبير، بدليل اختلاف ردة فعلى فى كل مشهد منها، حيث تعرض «طايع» بوفاة «فواز» لضربة قوية، إلا أن الضربة القاضية جاءته عند مقتل «مهجة»، ولذلك بدا متماسكاً عند وفاة والدته لدخوله فى مرحلة من عدم الإحساس، وذلك أشبه بمن افتقد الشعور إزاء ضربه المتواصل، كما أنه أصبح كجبل يهد من حوله سعياً إلى الانتقام من قتلة أفراد عائلته.
هل انزعجت من وصف «طايع» بـ«مسلسل الأموات» نظراً لكثرة حالات وفاة أبطاله فى الأحداث؟
- تفاعل الجمهور مع الشخصيات يعكس حبه لهم وانجذابه للأحداث، ونحن قررنا السير خلف الدراما «ومطرح متودينا هنروح معاها»، كما أردنا التأكيد على عدم جدوى خطوة الثأر وأضرارها، لأنها لا تخطف سوى المقربين لقلوبنا.
لماذا اخترت قضية الثأر تحديداً محوراً لأحداث «طايع» رغم تناولها مراراً وتكراراً فى أعمال سابقة؟
- «آل دياب» وعمرو سلامة اختارونى لطرح قضية «طايع»، حيث أعجبت بالسيناريو حينها لأسباب عدة، أبرزها عدم تناوله لقضية الثأر بشكل تقليدى، واختلافه كلياً عن أى أعمال صعيدية سابقة، فضلاً عن توقعى بإخراج عمرو سلامة للمسلسل بتكنيك سينمائى مختلف، استناداً إلى أنه مخرج سينمائى الأصل يخوض أولى تجاربه التليفزيونية، وبالفعل جاءت الحلقات أشبه بأفلام السينما، كما أحببت فكرة تعرضنا لقضية تهريب الآثار لواقعيتها، بدليل تضمن الحلقة الثامنة لواقعة تهريب آثار عبر حقيبة دبلوماسية، وأعقبها إحباط الأجهزة الأمنية لمحاولة تهريب آثار إلى إيطاليا فى اليوم التالى مباشرة، وبعيداً عن تلك الجزئية، لا بد أن تكون المتعة حاضرة للمتفرج عند المشاهدة، بحيث يشعر بالاستمتاع عند متابعته للحلقات، باعتبار أن المسألة ليست قاصرة على مناقشة قضية بعينها، لأنه يمكننى الحديث فيها عبر وسيلة إعلامية مثلاً، بحيث أبرز حينها أخطار الثأر... إلخ، ولكن من الضرورى أن يتسم العمل الفنى بعنصرى الجودة والإمتاع كما شاهدنا فى «طايع»، الذى تضمن قصة حب جمعت بينه وبين «مهجة»، وعلاقات متشعبة تمثلت فى إجبار الأم لابنها على الأخذ بالثأر رغم رفضه، وسعى الابن لحماية شقيقه وشقيقته وأمه وحبيبته.
كيف تدربت على اللهجة الصعيدية؟
- خضعت لتدريبات مع المصحح عبدالنبى الهوارى لمدة 3 أشهر، حيث كنت ألتقيه 5 ساعات يومياً، ورغم اعتقاد البعض بسهولة اللهجة الصعيدية، فإن تمثيلها يستلزم تحويلها للهجة عادية بالنسبة لناطقها، ولذلك كنت أتحدث بها داخل المنزل ومع أصدقائى، حيث تعايشت معها لتقديمها بشكل تلقائى كما ظهر للجمهور.
لماذا ارتديت قميصاً واحداً للشخصية فى عدد من الحلقات؟
- ضاحكاً:
ارتديت 5 قمصان وليس قميصاً واحداً، ولكن تشابه أشكالها وراء هذا الاعتقاد، ولكن ملابس الشخصية عكست شكلها، لأنها أحد العوامل المساعدة للممثل، الذى لا بد أن يكون شكله وملابسه شبيهين بالشخصية، و«طايع» إنسان عملى لا يهتم بمظهره وشكله، والظروف الذى تعرض لها لا يجوز معها ارتداؤه لملابس مهندمة، وأود أن أشكر مصممة الملابس ميساء عارف على جهودها.
أخيراً.. ما رأيك فى تسابق إعلان صناع المسلسلات عن احتلال أعمالهم للمركز الأول فى نسب المشاهدة؟
- أراها ظاهرة سيئة أطلت برأسها أخيراً على يد فرد أو فردين، «وعمرنا ما سمعنا عنها أو شفنا حد من اللى قبلنا عملها ولا احنا عملناها»، لأن العمل الجيد يحظى بمتابعة جماهيرية، ولا أحد قادر على إطفاء نجاح غيره أو إنجاح عمل فاشل رغماً عن إرادة الناس، وذلك رغم حدوث تلاعبات على مواقع التواصل الاجتماعى، وشراء البعض لعدد مشاهدات وهمية عبر «يوتيوب»، إلا أن الجمهور يكتشف هذا الزيف سريعاً، لعدم منطقية بعض أرقام المشاهدة التى تطرح تساؤلات بدورها، وتظل الناس قادرة على التمييز بين الناجح والفاشل، وبهذه المناسبة أهنئ أصدقائى وزملائى ياسر جلال وأمير كرارة ومصطفى شعبان وأحمد عز على نجاحاتهم التليفزيونية هذا العام، وأتساءل: «إيه المشكلة لو أنا نجحت وغيرى نجح؟»، باعتبار أن حالة النجاح سوف تصب فى صالح صناعة الدراما والمشاهدين.