الأسطى والصبى.. طفلان يديران ورشة نجارة
«أحمد وشهاب» داخل الورشة
بين قطع الخشب والأدوات الحادة والدواليب والأسرة، وقف أحمد أشرف، 16 عاماً، يمارس عمله داخل ورشة نجارة وبجواره صبى أصغر منه سناً يتعلم منه العمل. من يراه للمرة الأولى يظنه صبياً يتعلم، لكنه «صنايعى» يجيد تجهيز الأثاث بكل إتقان. يخرج «أحمد» يومياً للعمل بورشة على بُعد كيلومترات من مدينته، رغم صغر سنه.
«من صغرى بحب الشغل، وأبويا عارف كده كويس وسايبنى أتعلم وأحط رِجلى كويس فى الصنعة» هكذا حكى أحمد، الذى يدرس بالثانوية التجارية، ويأمل أن يكون صاحب ورشة، مضيفاً: «فى الأول كنت بساعد بس، أرفع خشب وأنزل عدة، وأصنفر شوية، ومع الوقت بقيت صنايعى بعمل كل حاجة من الألف للياء». يمسك الشاب أحد الأدراج التى انتهى منها ليقوم بصنفرتها وتلميعها، ثم ينادى على شهاب كمال لأخذها منه ومسحها بالقماش، فيمتثل رفيقه، 12 عاماً، لكلامه، وتابع: «شهاب شاطر وهييجى منه، بس يركز شوية فى الشغل».
«أحمد»: «بحب الشغل».. و«شهاب»: «هاخد فلوس أكتر»
عمل «شهاب» فى صناعة الشبابيك والأبواب لفترة بسيطة، لكنه اضطر لترك الورشة للبحث عن مكان أفضل، يمنحه أجراً أكبر وتعليماً أفضل للصنعة، ولأن كل إخوته صنايعية، فالصغير بدأ شق طريقه فى المجال نفسه: «قلت لازم أبقى صنايعى زى إخواتى، باخد 100 جنيه فى الأسبوع، ولما أبقى صنايعى شاطر هاخد فلوس أكتر». قالها الصغير الذى يمتثل لأوامر «أحمد»، رغم فارق السن الصغير بينهما.