المتحدث الرسمى لـ«المؤتمر»: أطالب بمشروع قومى لـ«بناء الإنسان» محوره «الصحة والتعليم والاستثمار».. انطلاقاً من خطاب الرئيس
جهاد سيف، مساعد رئيس حزب المؤتمر والمتحدث الرسمى باسمه
قال جهاد سيف، مساعد رئيس حزب المؤتمر والمتحدث الرسمى باسمه، إن الأحزاب هى قناة الاتصال بين المواطنين والسلطة، ويجب عدم شيطنتها أو الهجوم عليها، مشيراً إلى أن هناك العديد من المشكلات التى ساهمت فى ضعف الأداء الحزبى. وأضاف «سيف» فى حواره لـ«الوطن» أن انتخابات المحليات تعد من أهم التحديات التى تواجة الدولة والأحزاب على حد سواء، مطالباً الحكومة الجديدة بالتركيز على ملفات الصحة والتعليم والاستثمار، والإعلان عن مشروع قومى لبناء الإنسان، تنفيذاً لما ورد فى خطاب الرئيس أثناء تنصيبه لفنرة رئاسية ثانية، وإلى نص الحوار:
ما مطالبكم فى حزب المؤتمر من الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى؟
- أطلب منها العمل على ملفات محددة، خاصة التعليم والصحة والاستثمار، وأدعوها للاستماع إلى الأحزاب والتعرف على الآراء المختلفة، حتى لو كان هناك شعور بأن الأحزاب غير فعالة وضعيفة، وهى وجهة نظر فيها ظلم كبير، كما يجب أن تعلن الحكومة عن مشروعها لبناء الإنسان المصرى الذى تحدث عنه الرئيس فى خطاب تنصيبه.
جهاد سيف: يجب عدم «شيطنة» الأحزاب.. وأدعو القيادات القديمة لتمكين الشباب
تقول إن هناك نوعاً من الظلم للأحزاب، هل ترى أن الأحزاب تقوم بدورها وفعالة فى الشارع؟
- فى ظل تجربة حزبية وليدة بعد ثورتين وعقود من غياب ثقافة المشاركة السياسية فى مصر فمن الطبيعى أن نعطى للتجربة الوقت الكافى قبل الحكم عليها، ويجب أيضاً العمل على رفع الوعى العام بأهمية المشاركة السياسية من خلال الأحزاب بصفتها القناة الشرعية الوحيدة للعمل السياسى، ولكن عملية البناء السياسى ما بعد إسقاط الحزب الوطنى لاقت العديد من العقبات، أهمها تلك الحملات الإعلامية المكثفة التى تشيطن الأحزاب وتتهمها دائماً بغيابها عن الشارع وعدم تعرضها للقضايا الوطنية، بالرغم من أن الأحزاب السياسية تقوم بدور رقابى وتشريعى كبير لا ينكره منصف، ناهيك عن موقف الأحزاب من حكم الجماعة الإرهابية ووقفتها التاريخية بجبهة الإنقاذ، يبدو أن هناك من يؤسس عن قصد أو بعدم دراية لتشويه تلك الصورة، ودعنا لا ننسى أن هناك الكثير من دوائر المصالح والمتربصين باستقرار البلاد يرون أن عملية الإصلاح السياسى ورفع الوعى العام التى تتبناها القيادة المصرية ويؤكد عليها سيادة الرئيس قد تضر بمصالحهم المباشرة.
يجب إصدار قانون المحليات فى أسرع وقت.. وأناشد ‹النواب» الاستماع لمواقف القوى الحزبية لأن الهم واحد.. و«السيسى» أكد أن اختلافنا ثراء لأمتنا.. ودربنا آلاف الشباب على مهام عضو المجلس المحلى واخترنا كوادر قادرة على تمثيل الحزب فى الانتخابات المقبلة.. واقتراح دمج الأحزاب «ملتبس»
وما الذى يمنع الأحزاب المتقاربة فى الأيديولوجيا من الاندماج فيما بينها؟
- نرى أن مشهد الاندماجات الحزبية ملتبس بعض الشىء وهذا أمر طبيعى فى تجربة حزبية ناشئة، وإن كنا نتشرف أننا من رواد تلك التجربة، ففى عام ٢٠١٣ اندمجت مجموعة من الأحزاب التى تأسست ما بعد ثورة يناير وأثمر هذا الاندماج عن حزب المؤتمر الذى نشرف بالانتماء إليه فنحن ندعم الفكرة بالتأكيد، ولكن نتحفظ على الآلية، فكل الديمقراطيات المستقرة مرت بتلك الفترة وأثبتت كل التجارب أن الاندماجات التى تبنى من الأعلى تفشل، لأن الأصل فى العمل التنظيمى هو البناء من القاعدة إلى القمة، لذلك يجب أن تمر الأحزاب المقدمة على الاندماج فى البداية بفترات من الائتلاف أو التحالف، ويكون على أساس طرح سياسى مشترك، وبفعل الطبيعة سوف يثمر هذا التقارب والعمل التشاركى عن أطروحات اندماج حقيقية لها مضمون يؤسس لممارسة سياسية سليمة، أما نماذج الاندماج بقرار بين يوم وليلة فهى كفيلة بأن تربك عملية البناء السياسى الطبيعية، وتخلق حزمة من الأزمات داخل تلك التنظيمات تُفشل عملية الاستقرار المرجوة من الاندماج فى الأساس وتصيب الكيان بأمراض.
ما خطتكم كشباب أحزاب فى الفترة المقبلة لحصد أكبر عدد من المقاعد فى المحليات؟
- انتخابات المحليات تعد من أهم التحديات التى تواجه الدولة والأحزاب على حد سواء، فآخر انتخابات محلية كانت عام 2008 وهيمن عليها أعضاء الحزب الوطنى المنحل، وحتى فى الاستحقاقات التى سبقت تلك الانتخابات كانت دائماً استحقاقاً مهمشاً ومرتبطاً بتشكيل المجلس المحلى المنتخب بكل دائرة بنائب مجلس الشعب عن تلك الدائرة والذى فى 90% من الدوائر منتم للحزب الوطنى المنحل، فلم تكن ثقافة الترشح للمحليات ثقافة دارجة، بل لم يكن يهتم المواطن أصلاً بأن يعرف أهمية المجالس الشعبية المحلية، أما الآن فمستوى الوعى قد ارتفع بالقدر الذى أهل المواطن لأن يعرف أهمية المحليات، فالمحليات هى التى تتعامل مع حاجات المواطن اليومية بشكل مباشر، لذلك على مدار السنوات الثلاث الماضية دربنا آلاف الشباب على مهام عضو المجلس المحلى، وتخيرنا الكثير من الكوادر القادرة على تمثيل الحزب تمثيلاً مشرفاً فى أغلب مناطق الجمهورية، ولكن يبقى أمامنا عائق كبير ألا وهو القانون، الذى قُتل بحثاً وتعديلاً ولكن لم يُقر حتى الآن، وفى غياب إقرار قانون المحليات يتعذر على الأحزاب أن تحدد عدد المقاعد التى سوف تنافس عليها نظراً لعدم وجود نظام انتخابى واضح أو تقسيم دوائر يجعلنا نعرف حتى عدد مقاعد المجالس المحلية المقترحة وصلاحيتها، لذلك نطالب أعضاء مجلس النواب بسرعة العمل على الانتهاء من هذا القانون والاستماع إلى مواقف الأحزاب، لأن عمل المجالس المحلية بشكل صحيح كفيل بأن يرفع عن كاهل المواطن المصرى الكثير من الأعباء اليومية وينظم حياة المواطنين بشكل أفضل.
هل ستساعد الأكاديمية الوطنية للشباب فى تخريج قيادات سياسية للدولة المصرية.. كيف تقيم هذه الخطوة؟
- أتصور أن مصر فى أمس الحاجة إلى مشروع الأكاديمية الوطنية للتدريب، لأن مصر عانت على مدار عقود من تجريف ممنهج للكوادر السياسية وفى غياب أحزاب قوية قبل الثورة فلم تملك مصر أى فرصة فى إنتاج كادر سياسى ملم بكافة القضايا الوطنية ويملك من الخلفية الثقافية والتدريب السياسى ما يؤهله لأن يكون سياسياً محترفاً، فعلى سبيل المثال وبعد ثورة يناير تصدر المشهد السياسى المصرى مجموعات من الشباب قدموا نموذجاً غاية فى السوء لشكل السياسى نتاج تجربة يناير، مع العلم أننى شخصياً ابن تلك التجربة فقد لمست عن قرب تشوهات حقيقية فى أذهان مئات الشباب وتحديداً فى عدم التمييز بين ما هو معارضة وما هو خيانة، بين الاختلاف لإثراء التجربة وبين الخلاف على المصالح العليا للوطن، فبالتأكيد وجود الأكاديمية الوطنية كفيل بأن يساهم فى تخريج دفعات من السياسيين قادرين على التفرقة بين هذا وذاك، وهذا دور ينمى ويغذى الأحزاب، لأن الأكاديمية لن تلقن أيديولوجية ولكنها سوف تعلم الشباب كيف يختار الأيديولوجية اختياراً حراً مبنياً على ثقافة سياسية ومعرفة حقيقية بالتاريخ والجغرافيا والمدارس الفكرية والتجارب الدولية، وأنا أتصور أن هذا مُنجز من الإنجازات التاريخية لسيادة الرئيس، وكفيل أن يُنتج نخبة وطنية بناءة على اختلاف توجهاتها.
ما تقييمك لما ورد فى خطاب الرئيس أمام البرلمان مع توليه فترة رئاسيه ثانية، خصوصاً أنه احتوى أفكاراً وتوجيهات عديدة للحكومة؟
- استهل الرئيس كلمته بالوقوف دقيقة وأكد أنها ليست دقيقة حداد ولكن دقيقة احترام وتقدير وإعزاز لكل تضحيات أمتنا، وهذه رسالة فى غاية الأهمية وإشارة إلى وجوب تغيير كافة المفاهيم السلبية بأخرى إيجابية بناءة يؤكد لنا الرئيس أننا يجب أن نخلق من أحزاننا رجاء وأملاً، ومن ضعفنا قوة ومن شهدائنا مصدر فخر وحافزاً لنهضة أمتنا العظيمة، كما نوه أيضاً إلى أن مصر انتهت من المرحلة الأولى بالإصلاح السياسى والاقتصادى والمجتمعى وتهتم الآن فى المرحلة الثانية ببناء الإنسان، الذى يجب أن يتم بناؤه على أساس شامل ومتكامل بدنياً وعقلياً وثقافياً، بحيث يعاد تعريف الهوية المصرية من جديد بعـد محاولات العبث بهـا، ونحن نتصور أن هذا الاتجاه هو الاتجاه الصحيح لبناء أمة قوية قادرة أن تغتنم الفرصة وتجابه التحدى.
وسعيد جداً بإشارة الرئيس إلى ملفات وقضايا التعليم والصحة والثقافة، التى أكد أنها فى مقدمة اهتماماته، وسيكون ذلك من خلال إطلاق حزمة من المشروعات والبرامج الكبرى على المستوى القومى، التى من شأنها الارتقاء بالإنسان المصرى فى كل المجالات، واستناداً إلى نظم شاملة وعلمية لتطوير منظومتى التعليم والصحة، لما يمثلانه من أهمية بالغة فى بقاء المجتمع المصرى قوياً ومتماسكاً، كما بعث الرئيس على الصعيد السياسى العديد من رسائل التأكيد على أهمية الحوار وأن مصر العظيمة تسعنا جميعاً على اختلاف توجهاتنا عدا من انتهج الإرهاب وترويع الآمنين وسيلة لفرض مشروعه، كما أكد سيادته أن اختلافنا هو ثراء لأمتنا وقيمة مضافة لها، وأكد أن مصر للجميع وهو رئيس لكل المصريين، من اتفق معه ومن اختلف، وأنه حريص على العمل على المزيد من الإصلاحات السياسية التى تكفل ذلك، وإجمالاً أرى أن خطاب الرئيس كان خطاباً صادقاً مفعماً بالأمل محدد الالتزامات، أشعل فينا جميعاً شعلة الحماس بأن نكون خلفه جميعاً، عاقدين العزم على تحقيق الحلم المصرى.