أشارت نتائج دراسة سريرة في مرحلتها المبكرة، أن حقن فيروس شلل الأطفال المعدل وراثيًا، يعمل على تحسين صحة مرضى مصابين بنوع مميت من ورم في الدماغ على المدى الطويل.
21% من المرضى الذي خضعوا للعلاج بالفيروس، بقوا على قيد الحياة لثلاثة سنوات، مقارنة مع 4% فقط من المرضى الذين خضعوا للعاج الكميائي المتعارف عليه.
تضمنت التجربة في معهد "ديوك للسرطان"، مرضى الورم الدبقي، وهو النوع من الورم الذي يصارع السناتور جون ماكين، ويعتبر من السرطانات الأكثر شيوعًا، والأكثر عدوانية مقارنة بباقي أورام المخ التي تصيب الإنسان، ونشرت النتائج على الانترنت في مجلة "نيو إنجلاند الطبية"، وقدمت أمس في مؤتمر دولي لأورام الدماغ في النرويج.
افتتح باحثو "ديوك"، تجربة المرحلة الأولى في عام 2012 لاختبار سلامة علاج الفيروسات المعدّلة ومحاولة تحديد الجرعة الصحيحة، بعد أن زرع الجراحين قسطرة في دماغ كل مريض، تم إدخال كمية صغيرة من شكل معدل وراثيا لفيروس شلل الأطفال مباشرة في الورم، تم تصميم الفيروس لاستهداف خلايا الورم وتحفيز استجابة من جهاز المناعة.
حظت هذه التجربة باهتمام واسع النطاق في عام 2015 عندما تم تغطيته من قبل برنامج "60 دقيقة" على قناة "CBS" الأمريكية، وكان أول مشارك في التجربة طالباً في التمريض تزوج منذ ذلك الحين، وأصبح ممرضاً، وفقاً لمسؤولين من "ديوك".
تم الترحيب بنتائج من قبل خبراء لم يشاركوا في الدراسة، ومع ذلك، حث هؤلاء العلماء بقوة على الحذر قائلين إن ذلك كان مبكرًا جدًا، وعدد المرضى في التجربة قليل جدًا، لمعرفة مدى فعالية النهج المتبع في الإصابة بالورم الأرومي الدبقي.
علاج شلل الأطفال هو واحد من عدة "فيروسات oncolytic" يجري التحقيق فيها كعوامل مضادة للسرطان.
وعلى الرغم من أن الباحثين ينظرون إلى هذه الفيروسات على أنها أدوات محتملة لقتل السرطان مباشرة، إلا أنهم يشتبهون الآن في أن الفيروسات قد تكون أكثر فعالية في تنظيم جهاز المناعة في الجسم ضد الأورام الخبيثة، وفقا للمعهد الأمريكي الوطني للسرطان.
وقال باحثو المعهد، إن متوسط بقاء 61 مريضا في التجربة كان 12.5 شهرا مقارنة مع 11.3 شهرا بالنسبة "لمجموعة المراقبة التاريخية"، وهي مجموعة من المرضى، تستخدم للمقارنة، الذين عولجوا في وقت سابق مع العلاج الكيميائي القياسي واستوفوا معايير تجربة فيروس شلل الأطفال.
تعليقات الفيسبوك