هانى جابر حماد يكتب: الصعيد يعانى
هانى جابر حماد
من رأى وعاش وعانى غياب الخدمات ليس كمن سمع على مدى سنوات طويلة عن معاناة الصعيد من التجاهل والنسيان والتهميش، ربما المقصود فى مرات، ومرات أخرى بسبب ضيق ذات اليد.
الصعيد بعاداته وتقاليده له طابع خاص مختلف عن الوجه البحرى.. وأهل الصعيد على مدار الحكومات الرشيدة المختلفة عاشوا فى فقر وشح ونقص الخدمات واشترك فى زيادة هذا الإهمال والتهميش للصعيد من انتخبهم أبناء الصعيد ليمثلوهم تحت قبة البرلمان، فغاب صوت شعب الصعيد فى مجلس الشعب، كما شارك الإعلام فى تلك المأساة وعدم تسليط الضوء عليها لفترات طويلة ولم يهتم المثقفون من أهل الصعيد بإيجاد قنوات شرعية يعرضون فيها مشاكل وأوجاع أهل الصعيد.
وإذا أخذنا مثلاً محافظة سوهاج من محافظات الصعيد، فهى تعد كبرى محافظات الصعيد من حيث المساحة الممتدة شمالاً حتى محافظة أسيوط، وجنوباً حتى محافظة قنا، وعدد سكانها تخطى خمسة ملايين نسمة يسكنون غرب النيل فى مراكز طما وطهطا وجهينة والمراغة وسوهاج والعسيرات والمنشأة وجرجا والبلينا وشرق النيل فى مراكز أخميم وساقلتة ودار السلام ومدينة ناصر، ولذلك فهى تضم أكثر من دائرة انتخابية ومن المفترض أن يكون لها أكثر من لسان يتحدث عنها ولكن المحصلة صفر.
ويوجد بها موارد بشرية هائلة، وإذا نظرت إلى الموقع فهى فى منتصف محافظات الصعيد، ومع هذا الكم الهائل من المميزات لا تجد هناك تنمية سريعة والأغرب من ذلك أن أهالى المحافظة يتجهون إلى السفر خارج البلاد لرعاية أسرهم، فتعد محافظة سوهاج من أكثر المحافظات الطاردة للسكان مثل باقى محافظات الصعيد وهذا يرجع إلى سوء الخدمات وضيق الرزق وقلة الإمكانيات والهدف الأول هو البحث عن لقمة العيش والرزق الحلال.
وقد اكتفى نواب سوهاج والمخول لهم البحث عن حلول لمشاكل الناس بحضور المناسبات الاجتماعية والوجود مع أهل الدائرة فى السراء والضراء.. فالمقام الأول عند النائب هو حضور مثل هذه المناسبات وإلا ستصبح شعبيتهم تحت الصفر لعدم حضور تلك المناسبات.
هناك مشاكل كبيرة تواجه أهل الصعيد منذ العديد من العقود ولم يتم وضع حل لها إلى الآن، من أهم المشاكل التى تواجه محافظات الصعيد عدم وجود صرف صحى فى بعض القرى، وعدم وجود مصانع وعدم وجود وعى وتهميش المرأة وسوء الخدمات الصحية ومياه الشرب وسوء الطرق والمرافق العامة ومشكلات زراعية وتعليمية...وغيرها.
إلى متى سيظل هذا التهميش وغياب الحقائق وعدم استغلال إمكانيات وشباب الصعيد؟.. إذا أردتم إنقاذ الصعيد فلا بد من النزول إلى أرض الواقع ومعرفة المعاناة عن قرب.
رئيس قسم بإدارة جرجا التعليمية