بيتر ميمى: سعينا لخلق بطل شعبى يلتف حوله الجمهور فى «حرب كرموز»
مشهد من فيلم «حرب كرموز»
تجربة سينمائية مختلفة أقرب إلى المخاطرة، تلك التى أقدم عليها المخرج بيتر ميمى فى فيلم الأكشن التاريخى «حرب كرموز»، الذى تصدر قائمة الأعلى عائداً من حصيلة بيع التذاكر فى موسم عيد الفطر، إذ وصلت إيراداته إلى 24 مليون جنيه فى الأسبوع الأول من طرحه بدور العرض السينمائى.
وقال «ميمى» لـ«الوطن»: «لم يكن لدينا تخوف من طرح الفيلم فى الموسم الحالى الذى يتزامن مع مباريات كأس العالم، فنحن نعلم جيداً طبيعة العمل الذى نقدمه، علاوة على أنه لا يوجد تعارض بين طقس مشاهدة السينما ومتابعة المونديال، والإيرادات التى حققها «حرب كرموز» كانت متوقعة بشكل ما، خصوصاً أن التكلفة الإنتاجية له كانت مرتفعة أيضاً».
شاهدت مئات الصور واستعنت بأفلام تسجيلية لمحاكاة الأربعينات.. وحرصت على رصد تفاعل المشاهدين مع الفيلم بنفسى.. و«حميدة» كان رافضاً لجملة «أمك صاحبتى»
وتحدث عن تفاصيل تجربته فى «حرب كرموز»، بقوله: «الفيلم مسئولية كبرى بالنسبة لى، إذ كنت أظل مستيقظاً لأيام متواصلة للتفكير فى الشكل النهائى للعمل وتنسيق تفاصيله، لا سيما أنه يعد تجربة مختلفة تماماً، حيث يجمع بين الأكشن، وإحدى حقب الاحتلال الإنجليزى لمصر، فلا يوجد فيلم قدم هذه النوعية، لأن معظم الأعمال التاريخية القليلة المطروحة سلفاً اقتصرت على الدراما فقط»، وتابع: «أصعب شىء أن الجمهور لا يحب الأفلام التاريخية، ولكن النتائج كانت عكسية، حيث أحب المشاهدون الفيلم وتفاعلوا معه باعتباره عملاً وطنياً وحماسياً، يضم عناصر متعددة أسهمت فى نجاحه وتفاعل الناس معه، بداية من تقديم مشاهد أكشن مختلفة، ووجود مجموعة كبيرة من الممثلين، بالإضافة إلى رغبتنا وهدفنا الأساسى فى خلق بطل شعبى يلتف حوله الجميع ويتعلقون به ويحبونه»، وأشار إلى أن المجتمع فى حاجة إلى عمل سينمائى يركز على الانتماء المفقود لدى قطاع كبير من الشباب خلال الفترة الحالية، لافتاً إلى أنه حرص على مشاهدة الفيلم مع الجمهور أكثر من مرة، وكان منبهراً بتفاعلهم مع العمل، «الأمر كان أشبه بمشاهدة عرض مسرحى أو مباراة كرة قدم، فكان المشاهدون يتحدثون مع الممثلين على الشاشة ويعلقون على الأحداث بشكل مباشر ما بين الضحكات والدموع، ومعظم الحفلات التى شاهدت فيها العروض، كانت تدوى بالتصفيق فى نهاية الفيلم».
وعن استعداده وتحضيره للفيلم، أوضح: «لم يكن (حرب كرموز) تجربة سهلة على الإطلاق، حيث استغرق فترة طويلة فى البحث والإعداد للفترة الزمنية التى تدور فيها أحداثه، حيث شاهدت مجموعة كبيرة من الأفلام الوثائقية تصل مدتها إلى 15 ساعة، بالإضافة إلى كتب تناولت تلك المرحلة، حتى أستطيع الإلمام بكل شىء متعلق بهذه الآونة، فيما يتعلق بأدق وأصغر تفاصيلها، وصولاً إلى الملابس والديكور وحتى شكل ونوعية الأسلحة المستخدمة آنذاك»، وتابع: «استعنت بفريق تصميم معارك، وشاهدت ما يقرب من 1200 صورة عن شكل الدبابات والمدرعات، حيث قمنا بتصميم 5 دبابات تم تفجيرها خلال الأحداث، وكنا نقوم بتصميم خرائط ونستعين بالأفلام التسجيلية كمرجع لنا فى شكل الحروب وطريقة الضرب والاشتباكات فى تلك الفترة، وكنا نحرص على عقد اجتماعات كثيرة قبل تصوير المشهد بفترة، أو خلال اللوكيشن نفسه على أرض الواقع، قد تصل أحياناً إلى أيام، للوقوف على الشكل الأفضل لتقديمه».
وفيما يتعلق باختيار الأبطال، قال: «هناك عدد من الممثلين اعتذروا عن عدم المشاركة فى الفيلم، ومسألة اختيار الممثلين كانت قاسماً مشتركاً بينى وبين المنتج محمد السبكى، وكانت من أهم المراحل بالنسبة لنا، حيث كنا نهتم بقراءة الشخصية أكثر من مرة لنرى من الأنسب لتقديمها، فمرحلة تسكين العناصر الأفضل فى الفيلم، من أهم عوامل نجاحه».
وبحسب «ميمى»: «من أصعب الأدوار فى التسكين كانت شخصية (عزت الوحش)، التى جسدها الفنان محمود حميدة، لأنها من الأدوار المهمة والمؤثرة فى الأحداث، واستغرقنا فترة طويلة فى البحث حتى استقررنا على «حميدة»، الذى تحمس للدور ووافق على تقديمه بمجرد قراءة السيناريو، ولكنه كان رافضاً فى البداية جملة (أمك صاحبتى)، التى تقولها الشخصية خلال الأحداث، ولكن نجحت فى إقناعه مع المنتج محمد السبكى فى نطقها، وقد تفاعل معها الجمهور بشكل كبير بعد عرض الفيلم».
وعن الانتقادات التى وجهت له فيما يتعلق بكتابته لسيناريو الفيلم، رغم وجود خطة مسبقة للاستعانة بسيناريست، أكد: «هذه ليست المرة الأولى التى أقوم فيها بكتابة سيناريو فيلم، أنا أجيد كتابة السيناريو، ومن وجهة نظرى «حرب كرموز» مكتوب بشكل جيد جداً وبالطريقة التى نريدها، وليس التى ترضى أناساً بعينها، فهو مصاغ بشكل محترم يناسب فيلم أكشن تجارياً جذاباً يحبه الجمهور ويتفاعل معه، رغم أنه خضع للتعديل أكثر من مرة».