حكاية "الكفيف الفصيح".. كتب قصيدة في ميدان الثورة وعاد "لما الحق رجع"
أحمد شحاتة .. الشاعر الكفيف
الكفيف الفصيح، شاب جذب الأنظار إليه في منتدى شباب العالم الذي انعقد في نوفمبر الماضي، دعاه الأمل إلى السعي لحضور ذلك الحدث العالمي والذي كان الأول من نوعه بالنسبة إلى الفعاليات التي حضرها لإيصال مطالب ذوي القدرات الخاصة، كما يُفضِّل وصفهم.
قبل 5 سنوات، شارك في الثورة ضد حكم جماعة "الإخوان" وظل يتابعها حتى قرر النزول إلى الأرض، ولم يعد إلى بيته إلا بعد سماع بيان عزل الرئيس الأسبق.
لم تمنعه إعاقته البصرية من المشاركة في ثورة 30 يونيو 2012، تابع انطلاقتها وتمنى النزول، حتى استطاع الاتفاق مع صديق له مُبصر ليصطحبه، وشارك أحمد شحاتة، طالب الأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا ورئيس العلاقات الخارجية بجمعية قلوب مثمرة للمكفوفين في الإسكندرية، في الثورة وعاد إلى منزله عقب سماع بيان الفريق أول عبد الفتاح السيسي حينها، بعزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في اليوم الثالث للثورة العارمة التي اجتاحت البلاد رفضًا لحكم جماعته ومطالبته بالرحيل.
"كل الناس تردد كلمة واحدة، لا قول غير (ارحل) يجتاح ميدان القائد إبراهيم بمحافظة الإسكندرية، الجميع محبط لا بصيص نور يحثهم على الانصراف دون الرحيل".. هكذا وصف شحاتة، لـ"الوطن"، الأجواء التي حاوطته بشكل عام، وبالنسبة إلى ملف ذوي الإعاقة بوجه خاص، لم يجد تقدمًا "مقدملناش حاجة رغم الوعود الكتير".
مشاعر الغضب والاحتجاج لم تعبر في هتاف فقط بالنسبة إلى الشاب الكفيف الذي ترجمها إلى قصيدة ألّفها وسط الميدان، وكانت كلماتها: "هحكي حكاية عجباني، هزت فكري ووجداني، حكاية أبطالها حقيقيين، أصلهم شجعان مصريين، قاموا بثورة التلاتين، عشان يقضوا على كل الحاقدين والفاسدين والآثمين، نظام فاسد وأعوانه، نهب وطني هد كيانه لكن ولاد بلدي الطيبين في الخير دايما متجمعين صرخوا، وقالوا كلمة حق قالوا للظلم والفساد لأ، ورجعوا وهم منتصرين وقالوا وهما مش خايفين روحنا فداكي يا ضي العين يا مصر يا جنة على الشطين".
يتذكر شحاتة جيدًا يوم 3 يوليو 2013 حينما تلى السيسي بيان عزل محمد مرسي: "كنت سعيد سعادة محستش بيها قبل كدة فرحة إن الحقوق رجعت، وفي اللحظة دي روحت البيت بعد 10 ساعات في الشارع".
وكتب قصيدة للسيسي، حينما رأى خطوات الأمل تتحقق بانعقاد مؤتمر لذوي القدرات الخاصة، وتحديد 2018 عاما لذوي الإعاقة، حيث قال كلمته في حضور الرئيس السيسي خلال مشاركته في جلسة "اختلاف الحضارات والثقافات.. صدام أم تكامل؟"، وألقى شحاتة حينها أبياتًا شعرية خلال كلمته بالمنتدى، قال إنها من نظم إبراهيم الدسوقي الذي كان ناظرًا بمدرسة وأحيل إلى المعاش للتعبير عن ذوي القدرات الخاصة ورفضهم لكلمة "عاجز".
ودشن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يناير الماضي، عام 2018 "عام الأشخاص ذوى الإعاقة"، وذلك باستقبال الرياضيين الفائزين بميداليات وجوائز في البطولات الرياضية العالمية، والأجهزة الفنية التي تولت تدريبهم، تفعيلا لموافقته بأن يكون عام 2018 عاما "للأشخاص ذوي الإعاقة"، التي جاءت بعدما قدم أحد المشاركين في المؤتمر الوطني للشباب الذي عقد بالإسماعيلية اقتراحا للرئيس بهذا الشأن.