"الشعراوي".. كفيف أهانه "الإخوان" في "الاتحادية" فثار عليهم
الشعراوي
علاقته بالتظاهر لم تكن قوية من قبل، ولكن موقفا تعرّض فيه للإهانة والضرب بتهمة "المطالبة بحقوقه الاجتماعية والمادية"، كان كافيا ليقف بين صفوف المتظاهرين في ميدان التحرير، خلال ثورة 30 يونيو عام 2013، مرددا معهم الهتاف الأشهر حينها "يسقط يسقط حكم المرشد"، يطالب بإسقاط حكم "الإخوان"، الذين أهدروا حقه هو ومن مثله مقابل تمييز المنتمين إلى جماعتهم.
كان محمد الشعراوي ضرير العين بصير العقل، عضوا أساسيا داخل خيمة ذوي الاحتياجات الخاصة بميدان التحرير إبان ثورة 30 يونيو 2013، يذهب إليها ظهرا ويعود منها مع نهاية الليل، يقضي ساعات طويلة مع المقيمين داخلها من ذوي الاحتياجات الخاصة يطرحون تساؤلا هاما، "ماذا قدم لنا الإخوان خلال فترة حكمهم؟"، ليجدوا إجابات غير مرضية، يروون ملامح الظلم الذي تعرضون له في وظائفهم وجميع التعاملات الاجتماعية، ولذلك كان لزاما عليهم مشاركة المحتجين ضد حكمهم، أملا في تغيير الحال والحصول على حقوقهم كاملة، على حسب تعبيره.
"الشعراوي": "الإخوان" حاولوا القفز على حلمي في تأسيس نقابة للمعاقين
كانت بداية غضب محمد الشعراوي (40 عاما) من حكم "الإخوان"، مع الاعتصام الذي عقده أصحاب ذوي الاحتياجات الخاصة في أكتوبر عام 2012، أمام قصر الاتحادية، يطالبون بحقوقهم في العمل والسكن والمعيشة الكريمة، وحسب حديثه لـ"الوطن" تعرض هو وزملائه إلى العنف والقمع أثناء فض الاعتصام السلمي، ولاحظ بعدها حصول ذوي الاحتياجات الخاصة من المنتمين لجماعة "الإخوان" على حقوقهم كاملة، وكان ذلك دافعا قويا لمشاركته في ثورة "30 يونيو".
"الشعراوي" الذي يعد أول مدير حسابات كفيف في مصر، ومدرب كمبيوتر، ومدرب فن الحركة بالعصا البيضاء للمكفوفين، أسس "الجبهة المصرية للدفاع عن ذوي الإعاقة"، ويسعى حاليا لتأسيس نقابة عامة لذوي الإعاقة على مستوى الجمهورية. ويقول: "وقت حكم الإخوان فكرت في تأسيس نقابة للمعاقين في ديسمبر 2012، إلا أنهم حاولوا إقناعه بجعلها تحت مظلة حكم الإخوان وهو ما رفضه تماما".
أتمنى من السيسي تأسيس شركة مساهمة لذوي الاحتياجات الخاصة
"أصعب الحاجات اللي مرت علينا وقت الثورة الخوف من الزحمة والتجمعات الكبيرة في الميدان"، هكذا عبر الشعراوي عن مخاطر تواجده هو وذوي الاحتياجات الخاصة بين المتظاهرين في ثورة يونيو، خاصة وأنه في حال وقوع اشتباكات لم يتمكن أحد منهم من الفرار، ورغم ذلك أصروا على التواجد يوميا وسط المتظاهرين، لإعادة حقوقهم المسلوبة منهم، حسب تعبيره.
الرجل الأربعيني، أكد أنه يسعى في الفترة الحالية في عامهم الذي خصصه لهم الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى المطالبة بتأسيس شركة مساهمة يكون نسبة 95% من العاملين بها من ذوي الإعاقة، والنسبة الباقية من الأشخاص العاديين، لإتاحة الفرصة لهم للمساهمة في بناء المجتمع.
ودشن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يناير الماضي، عام 2018 "عام الأشخاص ذوى الإعاقة"، وذلك باستقبال الرياضيين الفائزين بميداليات وجوائز في البطولات الرياضية العالمية، والأجهزة الفنية التي تولت تدريبهم، تفعيلا لموافقته بأن يكون عام 2018 عاما "للأشخاص ذوي الإعاقة"، التي جاءت بعدما قدم أحد المشاركين في المؤتمر الوطني للشباب الذي عقد بالإسماعيلية اقتراحا للرئيس بهذا الشأن.