أحد مؤسسى «تمرد»: أنا أول من طرحت فكرة إنشاء الحركة.. والقوى السياسية خذلتنا وقالوا «الإخوان مش هيمشوا بورقة».. ومصر لم تخطئ فى حق أحد لتتصالح معه
حسن شاهين
كشف حسن شاهين، أحد مؤسسى حركة تمرد، أنه أول من طرح فكرة إنشائها على زميليه محمود بدر، ومحمد عبدالعزيز، وقال إنه اقترح عليهما عمل استمارات لسحب الثقة من نظام الإخوان، واختاروا للحركة اسم «تمرد». وأضاف فى حوار لـ«الوطن»: «القوى السياسية خذلتنا فى هذه الفترة، خاصة أننا سعينا لعمل حملة سحب الثقة من مرسى تحت مظلة حركة كفاية أو بالتعاون مع عدد من الأحزاب والحركات السياسية، ولكن مع طرح الفكرة على هؤلاء رفضوا تماماً، وقالوا: هما الإخوان هيمشوا بورقة وشوية توقيعات؟! لكننا صممنا عليها».
«شاهين»:مصر تُبنى من جديد فى عهد «السيسى».. وإنجازاته ينقصها التسويق فى الشارع
وقال إن أول اقتراح لاسم الحركة كان «كارت أحمر للرئيس» وتم رفضه لكونه مكرراً، وشدنى اسم مجلة سورية فى هذه الفترة وهى «تمرد» واقترحت أن يكون اسم حملة سحب الثقة من الرئيس بنفس الاسم، وتمت الموافقة عليه وانطلقنا فى الشارع، وفى بداية طباعة الاستمارات كانت من أموالنا الخاصة، حتى مؤتمرات الحملة «كنا بنلم فلوس من بعض عشان نعملها»، متابعاً: «كان كل هدفنا استعادة الدولة من يد الإخوان ولم نبدأ أى تواصل فعلى مع أحد فى الدولة، غير فى 3 يوليو مع القيادة العامة للقوات المسلحة وهو يوم اجتماع القوى السياسية والاتفاق على خارطة الطريق وعزل مرسى».. وإلى نص الحوار:
ما كواليس الساعات الأخيرة لحركة «تمرد» قبل يوم 3 يوليو؟
- فى خلال الفترة ما بين آخر مؤتمر لحركة «تمرد» الذى عُقد فى نقابة الصحفيين 28 يونيو 2013 للإعلان عن أرقام ما توصلنا إليه من توقيعات للمواطنين على استمارة «تمرد»، ولحظة التحرك فى الشارع فى 30 يونيو، كان هناك مقران للحركة، أحدهما مُعلن بالنسبة لأعضاء اللجنة المركزية بالحركة، والآخر كان خاصاً بالقيادات «محمود بدر، ومحمد عبدالعزيز، وحسن شاهين» للتجهيز للحظة التحرك إلى قصر الاتحادية والانتشار على نطاق أوسع فى ميادين مصر بعد حشد المواطنين، وكانت هذه الفترة فترة قلق للغاية وترقبنا وانتظرنا نزول الناس للشارع، وكان من غير المتوقع رد الفعل من جانب الإخوان، حتى عندما امتلأت الشوارع بالمواطنين المتظاهرين ضد نظام الإخوان كانت هناك قيادات من الجماعة تحرض على العنف ويرهبون الناس، وشعرنا بالخوف من حدوث أى صدامات، ومع تطور الأحداث عقدنا مؤتمراً بجريدة «الوطن» فى 3 يوليو، وكان الشعب فى الشارع أمام قصر الاتحادية وفى ميدان التحرير يطالبون بإسقاط نظام الإخوان وكان هدفنا هو تشجيع الناس فى الشارع على الثبات فى أماكنهم والتمسك بالمطالب وهى رحيل الإخوان من الحكم، وكان هذا المؤتمر محفزاً للجمهور على الصمود فى مواجهة دعوات الإخوان للعنف، ولم نعرف إلى أين ستسرى الأمور، وكان لدينا ميعاد مع الكاتب الصحفى الراحل محمد حسنين هيكل متفق عليه أن يتم بعد انتهاء المؤتمر، ولكن فوجئنا أثناء انعقاد المؤتمر باتصال هاتفى من القيادة العامة للقوات المسلحة يدعونا لاجتماع القوى السياسية وأننا من الضرورى أن نكون موجودين.
أعضاء الجماعة لو دخلوا ضمن النسيج الوطنى مرة أخرى سيكونون العنصر المدمر للمجتمع فيما بعد.. وأول اقتراح لاسم الحركة كان «كارت أحمر للرئيس».. والبرلمان منعزل عن الشارع ولم يقدم شيئاً.. و«السيسى» يقوم بإصلاح أخطاء كارثية لأنظمة سابقة.. ومصر صاحبة كلمة قوية فى عهده
هل كان هناك أى مساعدات تقدم لـ«تمرد» من أجهزة الدولة؟
- «تمرد» حركة شبابية، لا هى صنيعة أجهزة ولا كان يشرف عليها أحد فى الدولة، هى مجرد فكرة خرجت من شباب مصريين يحبون بلدهم، وأنا أول من طرح فكرتها على محمود بدر، ومحمد عبدالعزيز، وكانت الفكرة أننا نعمل استمارات سحب الثقة من الرئيس الإخوانى محمد مرسى واخترنا لها اسم «تمرد»، لأن القوى السياسية خذلتنا فى هذه الفترة، خاصة أننا سعينا لعمل حملة سحب الثقة من «مرسى» تحت مظلة حركة كفاية أو بالتعاون مع عدد من الأحزاب والحركات السياسية، ولكن مع طرح الفكرة على هؤلاء رفضوا تماماً، وردوا علينا «هما الإخوان هيمشوا بورقة وشوية توقيعات؟»، لكننا صممنا على الفكرة وسعينا فيها مع مجموعة من الشباب، وبدأنا فى اختيار اسمها وكان مقترحاً أن يكون «كارت أحمر للرئيس» وتم رفضه لكونه مكرراً، وشدنى اسم مجلة سورية فى هذه الفترة وهى «تمرد» واقترحت أن يكون اسم حملة سحب الثقة من الرئيس بنفس الاسم وتمت الموافقة عليه وانطلقنا فى الشارع، وفى بداية طباعة الاستمارات كانت من أموالنا الخاصة، حتى مؤتمرات الحملة «كنا بنلم فلوس من بعض عشان نعملها»، وكان كل هدفنا استعادة الدولة المصرية من يد جماعة إرهابية كانت تريد أن تأخذها إلى المجهول، ولم نبدأ أى تواصل فعلى مع أحد فى الدولة، غير فى 3 يوليو مع القيادة العامة للقوات المسلحة وهو يوم اجتماع القوى السياسية والاتفاق على خارطة الطريق وعزل محمد مرسى.
أين حركة «تمرد» الآن؟
- «تمرد» ما هى إلا كانت صحوة للمصريين وتظل ذكرى تاريخية موجودة فى ذاكرة مصر، وكانت الحركة فكرة عامة جمعت كل الشعب المصرى بكل طوائفه وأيديولوجياته المختلفة تحت مظلتها لاستعادة مصر والخلاص من الجماعة الإرهابية.
لماذا لم يكمل قيادات «تمرد» فكرة تحويلها لحزب سياسى؟
- كان من الصعب أن تكمل كل هذه الفئات المختلفة من المواطنين تحت مظلة «تمرد»، فهى حملة انتهت بانتهاء الحدث، وكانت هناك مساعٍ قوية من قبل بعض قيادات الحركة لتحويلها لحزب، وتم اتخاذ عدة خطوات فعلية فى هذا الاتجاه، ولكن تم رفض إنشائه من قبل لجنة شئون الأحزاب نتيجة بعض الأخطاء فى اللائحة التى تم إعدادها، وتوقفت الفكرة عند هذا الحد ولم تكن هناك محاولات أخرى فى هذا الاتجاه.
لماذا ترى من الصعب تحويل «تمرد» لحزب؟
- أرى أنه من الصعب تحويلها إلى حزب، لكونها كانت مظلة دخل تحتها كل الناس فى وقت ما واتفقوا جميعاً على هدفها الرئيسى، ولو تم تحويلها إلى حزب لدخلت «تمرد» فى إطار من الخلافات والتعامل بأيديولوجيات سياسية مختلفة بسبب اختلاف وتباين توجهات الأعضاء من منطلق اختلاف أيديولوجياتهم وأفكارهم، ولكن ستظل «تمرد» باقية بدورها الوطنى الذى لا يستطيع أحد أن ينساه ونحن نمارس العمل السياسى بشكل آخر بعيداً عن تحويل «تمرد» لحزب للحفاظ على الحركة محفورة فى ذاكرة التاريخ.
ما رأيك فى دعوات التصالح مع الإخوان؟
- لم تخطئ مصر فى حق أحد حتى تتصالح معه، فهى دولة يحكمها دستور وقانون، وكل من يخرج عن هذا الإطار القانونى للدولة تتم محاكمته، وانتهجت هذه الجماعة نهج العنف والإرهاب ضد المصريين، وهؤلاء أيديهم مليئة بالدم ولا مرحب بمصالحات معهم سواء من النظام الحاكم أو الشعب المصرى فى الشارع، وهؤلاء لا يمكن أن يدخلوا مرة أخرى ضمن النسيج الوطنى المصرى لأنه سيكون العنصر المدمر لهذا النسيج فيما بعد.
الحملة انتهت بانتهاء الحدث وتظل ذكرى تاريخية.. ولجنة شئون الأحزاب رفضت تحويلها إلى حزب بسبب أخطاء فى اللائحة
كيف ترى مصر خلال عهد «السيسى»؟
- يتم بناء مصر من جديد فى عهد السيسى، الرئيس رجل قوى فى إدارته للدولة وهذه ميزة لأن مصر قبله كانت قد فقدت هيبتها الممثلة فى شكل رئيس الجمهورية ولكنها فى حكم السيسى أصبحت موجودة وبقوة، فهذا الرجل يجتهد ويتحرك فى كل الملفات ويعمل على تطويرها ويقوم بإصلاح أخطاء كارثية لأنظمة سابقة للدولة ومنها الإصلاح الاقتصادى الذى يتم الآن، فهو يعمل لصالح مصر ويحقق الإنجازات لصالح شعبها على أرض الواقع ولكن لا يوجد تسويق جيد لما يقدمه هذا الرجل وتعريف المواطنين بما يحدث خلال هذه الفترة، واستطاع السيسى أن يعيد هيبة الدولة الخارجية فمصر أصبحت صاحبة كلمة قوية فى عهده ورأينا مواقف مصر فى مجلس الأمن والأمم المتحدة فى كل القضايا المصيرية التى تخص العالم كله وليست فى منطقتنا العربية أو الإقليمية فقط ورأينا منتدى شباب العالم الذى جمع شباب العالم كله على أرض مصر كل هذا نتج من قيادة سياسية قوية، ولكن ما ينقصها هو فكرة تسويق ما يتم إنجازه للشارع المصرى.
هل «تمرد» تلعب دور الظهير السياسى والشعبى للرئيس السيسى؟
- وقفت «تمرد» ظهيراً للدولة المصرية قبل أن يأتى الرئيس السيسى على رأس السلطة، وعندما أصبح رئيس الجمهورية وقفت قيادات تمرد تمثل ظهيراً سياسياً وشعبياً له وتدعم هذا الرجل ولا يوجد أقدر منه لقيادة هذه المرحلة.
هل ترى أن البرلمان يعبر عن ثورة 30 يونيو وأهدافها؟
- لم يقدم البرلمان الحالى شيئاً، وكل القوانين التى تمت الموافقة عليها كانت مقدمة من الحكومة، ويعتبر هذا البرلمان غائباً عن الشارع الذى انتخبه بشكل كبير، ومن المفترض أنه كان يمثل ثورة 30 يونيو ولكنه يدار خارج سرب 30 يونيو وأصبح معزولاً عن الشارع تماماً والمواطن أصبح لا يشعر بوجوده.