أول «صنايع» شمال سيناء: ترك التدريس «عشان حلم والده»
«مستر حسن»
لم تمنعه وظيفته أو كبر سنه من العودة لمقاعد الدراسة من جديد، ورغم أنه بدأ أولى خطواته فى مسيرته المهنية معلماً للغة الإنجليزية، فإن حلم والده بأن يراه طبيباً أو مهندساً ظل يلاحقه، وبعد وفاة «الأب»، قبل 3 سنوات، قطع حسن محمود عبدالفتاح، ابن مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء، عهداً على نفسه بأن يحقق حلم والده، فقرر الالتحاق بمدرسة ثانوية صناعية، واضعاً هدف الالتحاق بكلية الهندسة نصب عينيه، حتى تحقق له ما أراد، وحصل على دبلوم «الصنايع»، قسم تركيبات ومعدات كهربائية، بمجموع 639 درجة، وترتيبه الأول على شمال سيناء.
اللحظة التى التحق فيها «حسن» بكلية التربية، بعدما أنهى الثانوية العامة، القسم العلمى شعبة العلوم، بمجموع أقل من المطلوب للالتحاق بكلية الطب، ظلت محفورة فى ذاكرته طوال دراسته الجامعية، حتى تخرجه، وتعيينه مدرساً للغة الإنجليزية بإدارة الشيخ زويد التعليمية، وهذا ما دفعه للالتحاق بالدراسات العليا، حتى أصبح «باحث ماجستير»، لكن بعد رحيل والده، أخذ على عاتقه مهمة تحويل حلمه لواقع، فاستوفى الأوراق المطلوبة للالتحاق بمدرسة ثانوية فنية صناعية، ليتخذها باباً للالتحاق بكلية الهندسة، كما تمنى والده الراحل.
«مستر حسن» عايز يبقى باشمهندس ويستعد لـ«معادلة» جامعة القاهرة
«الإنسان يجب عليه أن يضع هدفاً أمامه، وعليه أن يدرك أنه مهما كبرت سنه فإن النجاح لا يأتى إلا بالجد والاجتهاد والطموح، والكسل واليأس لن يحققا أى أهداف».. هكذا تحدث «مستر حسن»، كما يطلق عليه زملاؤه بالمدرسة، ابن حى «الكوثر» بمدينة الشيخ زويد لـ«الوطن»: «الحمد لله، حققت أمنية والدى رحمه الله فى ذكراه الثالثة، أشعر بسعادة بالغة»، وأضاف أن الجميع كانوا ينظرون إليه باستغراب فى بداية الأمر، لكنهم بعد ذلك ساعدوه فى تحقيق هدفه، معرباً عن أمله فى الالتحاق بكلية هندسة بترول، ويستعد حالياً لاجتياز امتحان «المعادلة» بجامعة القاهرة.