بسبب الثعابين.. فلاحو "منية السعيد" يهجرون أراضيهم ويشكون نقص الأمصال
"الثعابين" تهاجم أهالى "منية السعيد" فى البحيرة
هجر الفلاحون بقرية منية السعيد، التابعة لمركز المحمودية بالبحيرة، أراضيهم الزراعية، بعد انتشار الثعابين والحيات داخل الزراعات، حتى وصلت إلى المنازل المجاورة للأراضي، وأصبحت خطرًا يهدد حياة المواطنين بالقرية، وذلك بعد وفاة 7 أشخاص على مدار عام، تعرضوا للدغ الثعابين.
وكشف آخر تقرير طبي صادر عن مستشفى المحمودية لحالة تسمم ثعباني، أن المستشفى لا يوجد به مصل لهذه النوعية من السموم، وغير مؤهل لاستقبال حالات التسمم لعدم وجود أطباء متخصصون، الأمر الذي أثار غضب الأهالي بسبب عدم تحويل الحالات السابقة إلى مستشفى آخر، لعلاج أبنائهم الذين تعرضوا للدغ الثعابين، فيما وجهت محافظ البحيرة بسرعة توفير طبيب سموم بالمستشفى، والقضاء على ظاهرة الثعابين بالقرية.
"إحنا هجرنا أراضينا خوفًا من الثعابين.. ومع كل موجة حر بنلاقي الحيات تدخل البيوت وتموت ولادنا".. بهذه الكلمات بدأ عبدالقادر عمارة، أحد أهالي قرية منية السعيد، التي تبعد حوالى 9 كيلومتر عن مركز المحمودية، كلامه مع "الوطن"، متابعًا: شهدت القرية أول حالة وفاة العام الماضي، حينما تعرض عبدالعزيز شلبي أحد أهالي القرية إلى لدغ ثعبان أثناء تواجده داخل أرضه، وذهب الجيران به إلى المستشفى العام على الفور، وبعد تلقى العلاج اللازم على حد قولهم، لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى، ليدق بذلك ناقوس الخطر وينذر الفلاحين من الوجود داخل أراضيهم خلال موجة الحر التي تنتشر بها الثعابين، وجرى التحقيق في الأمر وأرسلنا مذكرات للجهات المختصة نطالب فيها بتوفير وسائل حماية من الثعابين داخل الأراضي الزراعية، ولم يستجاب لشكوانا طوال عام كامل.
وأضاف أنه على مدار هذا العام تعرض 5 حالات أخرى إلى لدغ الثعابين، وجميعهم لقوا مصرعهم جراء هذا الحادث، ولم تسعفهم الأدوية الموجودة بالمستشفى العام بالمحمودية، وزادت تساؤلات الأهالي عن سبب عدم فاعلية المصل الموجود بالمستشفى، مشيرًا إلى أن القرية شهدت آخر حادث من هذا النوع، والذي راح ضحيته صبري سعيد بدوى، 18 سنة، بعدما تعرض للدغ أفعى أثناء عمله بالأرض الزراعية، أمس السبت، وقام أهله بسرعة نقله إلى المستشفى العام وتوفى بعد ساعتين من وجوده بالمستشفى، فما كان من الأهالي إلى التوجه إلى محافظة البحيرة، وتقديم شكاوى بخصوص هذا الأمر، وطلبوا توضيح من مديرية الصحة بشأن المصل الغير فعال لحالات التسمم، وعرفنا بعدها أن المستشفى لا يوجد بها طبيب متخصص في السموم، وكان يجب على إدارة المستشفى إحالة الحالات إلى المستشفى الجامعي بالإسكندرية.
ومن جانبها، وجهت المهندسة نادية عبده، محافظ البحيرة، بتشكيل لجنة فنية متخصصة لفحص شكوى أهالي قرية منية السعيد بمركز المحمودية، الذين يتضررون من انتشار الثعابين أثناء عملهم بالأراضي الزراعية مما يعرض حياتهم للخطر.
وتضم اللجنة المتخصصة، ممثلين للوحدة المحلية لمركز ومدينة المحمودية ومديريات الطب البيطري والصحة والزراعة، وأساتذة من كلية الزراعة جامعة دمنهور.
وقال جمال أبو الفضل، المستشار الإعلامي للمحافظة، إنه جرى شراء نحو 5000 بيضة وحقنها بمادة سامة لمواجهة الثعابين، وانتهت اللجنة من المسح الشامل للأماكن المحتمل أن تكون أوكارًا وتختبئ بها تلك الثعابين، ووضع البيضة بها.
وأضاف أنه جرى توعية الأهالي وتحذيرهم لتوخي الحيطة والحذر وعدم تعرضهم للبيض السام خوفًا على سلامتهم، لافتًا إلى أنه جرى رفع حالة الطوارئ بمستشفى المحمودية والتنسيق مع مركز السموم بكلية الطب بالإسكندرية لاستقبال أية حالات تتعرض للتسمم نتيجة للدغ الثعابين.