أرشيف الجيش الإسرائيلى يفرج عن وثيقة جديدة
واصل أرشيف الجيش الإسرائيلى، أمس، الإفراج عن الوثائق السرية التى احتوت شهادات قادة الجيش الإسرائيلى بعد حرب أكتوبر 1973، أمام لجنة «أجرانات» التى شكلتها رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير، للتعرف على أسباب الخسارة ومحاسبة المسئول عنها، ونشر الجيش الإسرائيلى وثائق جديدة تتناول شهادة وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه ديان، أمام لجنة التحقيق الإسرائيلية، والتى أكد خلالها أنه لم تكن لديه أى مخاوف بشأن خروج المصريين للحرب.[SecondImage]
وأشار «ديان»، فى شهادته، إلى أن المخطئ الحقيقى والمسئول عن الهزيمة الإسرائيلية، هو أجهزة المخابرات الإسرائيلية وجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، حيث إنه قرر الاعتماد على تقاريرها حتى اندلاع الحرب، لأنها كانت موثوقة ويمكن الاعتماد عليها، متهما رئيس الأركان الإسرائيلى آنذاك دافيد أليعازر، بعدم الإشارة أمامه بضرورة وأهمية استدعاء جنود الاحتياط الإسرائيليين. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلى الأسبق، أن رئيس الأركان تغاضى تماما عن ذكر أى معلومة تتعلق باحتمالية اندلاع الحرب، ولم يتوقع اندلاعها من الأساس، وأكد أن احتمال خروج المصريين إلى حرب «ضئيلة جدا جدا». وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إلى أن قضاة لجنة التحقيق الإسرائيلية لم يعجبوا بشهادة «ديان»، وتساءلوا عن السبب الذى منعه من التفكير فى خيار استدعاء قوات الاحتياط، على الرغم من أنه أكد أنه كان يتوقع الحرب.[ThirdImage]
ولفت «ديان» إلى أن أجهزة الاستخبارات جميعها قالت إن مصر لن تخرج إلى الحرب، بما فى ذلك جهاز المخابرات المركزية الأمريكية، مشيراً إلى أن المخابرات الأمريكية كانت متشككة بشأن هذا الأمر فى البداية، إلا أنها سرعان ما تراجعت وأكدت أن مصر تجرى تدريبا وليس حربا، بعد أن صدر تقرير المخابرات الحربية الإسرائيلية «أمان». وأضاف: «أجهزة الاستخبارات هى السبب فى الهزيمة، فمثلا: قلت أنا إن تحريك الصواريخ السورية إلى الجبهة كان أمرا مهما، ولكن وضع (أمان) تقديره بأن السوريين يخشون ردنا، بينما رأيت أنا أن المسألة تتعلق بهجوم على الجولان وليس مجرد تدريب أو غير ذلك. كما أن حقيقة أن السوريين بحثوا عن سيارات لنقل عائلاتهم، كانت تبدو بالنسبة لى كأمر مخيف يجب دراسته لأنه يشير إلى احتمالية نشوب الحرب»، لافتا إلى أنه لم يتم إطلاعه على البرقية التى وصلت من العميل أشرف مروان، والتى احتوت عبارة تشير إلى الحرب أو موضوع يتعلق بالحرب.
ووفقا لـ«ديان»، فإن تقديرات «أمان» كانت تشير إلى أن المصريين لن يخرجوا أبدا إلى الحرب إلا بعد الحصول على مقاتلات حربية، كما أن سوريا لن تقصف إسرائيل دون دخول مصر فى الحرب معها. وأشار «ديان» إلى أن نوايا المصريين للخروج إلى الحرب لم تكن موضوع بحث، حيث إن الرئيس الراحل أنور السادات تحدث عن هذا الأمر على مدار سنوات كاملة، والمخابرات الحربية أيضاً ظنت هذا الأمر، حتى مع أنهم لم تكن لديهم أى طائرات مقاتلة. وتابع «ديان»: «صحيح أننى قلت أكثر من مرة فى خطاباتى السابقة إننى لا أعتقد أنه ستندلع حرب، ولكن فى نظرى، يمكن أن يكون السادات قرر الخروج إلى الحرب بعد أن سمع أو قرأ ما صرحت به أنا عن إقامة ميناء بين العريش ورفح، أعتقد أن محرر الأهرام المدعو هيكل، قال هذا أيضاً. قلت إن غبيا فقط هو من يفكر أن السوريين سيبرمون معنا سلاما ما دمنا نحتل الجولان، ولكنها أيضاً لن تخرج إلى الحرب إذا سوينا الأمر مع مصر من خلال تسوية جزئية ننسحب بموجبها من السويس، ونقلل من دوافعهم للخروج إلى الحرب». وأكد الوزير الإسرائيلى أن رئيس «الموساد» أشار إلى أن الحرب لن تحدث بنسبة 99%، بل إنه أكد أن المصريين يخشون أن تبدأ إسرائيل بالهجوم وليس العكس.