موهبة أدخلت السرور على قلوب الجميع خلال سنوات طويلة من عمله الفني، وهو أيضا كاتب وأديب مطلع قبل أن يكون فنانا، كتب مقالات أدبية ذات طابع فني في المجلات الأدبية والصحف، إنه الفنان عبدالسلام النابلسي، الذي أثرى الحياة الفنية واطلق عليه يوسف وهبي لقب "الكونت دي نابلسي".
ولد النابلسي، في 23 أغسطس عام 1899، في لبنان، وأحب فتاة قاصر تدعى جورجيت، ولم يتقدم إلى أهلها لخطبتها بل خطفها على حصان أبيض ليتزوجها، واتصل بأحد أصدقائه المقربين ليبلغ أهلها حتى لا ينشغلوا عليها، وفور علم أهل الفتاة بما فعل توجهوا إلى بيته لاسترداد ابنتهم ورفعوا قضية فكسبوها ثم خطفها النابلسي مرة أخرى في بلدة أخرى، وكان يبرر ذلك بقوله "أنا بحب واحدة ليه أروح أخطبها من أهلها هم يعرفوا وييجوا يباركوا".
أشيع عن النابلسي، أنه كان يكره الأطفال، ويشفق على أصدقائه عندما ينجبون لدرجة أنه كان يعزيهم، ولكنه نفى هذه الشائعة قائلاً: "أنا صادق ومخلص، وليس عندي نقص حتى أكون معقد وأكره الأطفال، ولكنهم مسؤولية وهَم كبير، والعاقل يدرك أن العالم امتلأ بالملايين من الرجال والنساء فكفى أطفالا، مؤكداً أنه لن يمنع زوجته من الإنجاب لأنها عاقلة وتعرف مصلحتها، ومقتنعة أن تحديد النسل من متطلبات العصر.
ورث الأدب من أبيه فقد كان والده الشيخ إبراهيم النابلسي، أديب كبير وقاض وكانت عائلته تقدس العلم ومتدينة، فكان عبدالسلام يعتبر والده المدرسة الذي تعلم منها، وكان يقول: "درست على يد المرحوم والدي ومدرسة البيت مهمة كتير في العلم والثقافة " كما أنه دراسته في الأزهر أفادته كثيرا.
ولم تكن كتاباته نقدا فنيا فحسب، بل كانت شعرا أيضا، والأدب لم يكن سجية وطبع فقط بل هو أساسي في حياته وكان يعتبره عمله الثاني الذي يجلب منه مال يستعين به على معيشته، في الوقت الذي كان فيه الفن بلا مردود مادي، "خدت الأدب كمهنة تانية علشان أنفق على نفسي" فكان الأدب ركيزة أساسية في حياة النابلسي".
كتب النابلسي، سلسة من المقالات الصحفية امتدت لأكثر من سنة، اتخذت طابع البروفايل فى مجلة "الشبكة" التي كانت حلقة الوصل بين الفنانين وجمهورهم، فكتب الحقائق عن الفنانين الذين عاصرهم بالقلب والعقل فكانت كلماته فى حقهم بمثابة الميزان، ومن بينهم الفنان الكبير يوسف وهبي، الذي اعتبره عماد الفن و سميرة توفيق وإسماعيل ياسين وعبدالحليم حافظ والفنانة صباح صديقته التي لقبها بـ "شمس الشموس"، لإجبارها له على أن يتحدث اللغة الإنجليزية أثناء رحلتها إلى لندن رغم أنه كان لايجيد الإنجليزية وذلك حسب قوله فى برنامج " نجوم على الأرض".
شغلت الثقافة والأخلاق حيزا كبيرا من حياته وكان يرى أن الثقافة لها دور كبير في حياة الفنان فهي تبلور الفن وتظهر مواضع القوة فيه لأن الفن من وجهة نظره "شيء مجرد، بهيم مجنون" فالفنان الذي يقود هذا الفن لابد أن يهذبه ويقربه لذا فالعقل ضرورة ملحة للفنان هو مثل اللجام للفرس، كما أنه من الضروري أن يكون الفنان على خلق لأن البقاء للأصلح الذي يسيره عقلة.
تعليقات الفيسبوك