سكرتير «هيئة الوفد»: المشهد مرتبك بسبب غياب السياسيين وعدم ثقة الأحزاب
نشوى الشريف، سكرتير الهيئة العليا بحزب الوفد
أكدت نشوى الشريف، سكرتير الهيئة العليا بحزب الوفد، أن السبب الرئيسى فى إرباك المشهد السياسى الراهن هو غياب السياسيين وعدم ثقة الأحزاب فى قدرتها على الوجود فى الساحة، وانغلاقها على نفسها، مشيرة إلى أن انتخابات المحليات المقبلة ستكون فرصة أمام الأحزاب للاحتكاك بالشارع وتكون قريبة من مشاكله ومطالبه، لإثبات وجودها، وإذا لم تستغلها سينفد رصيدها المتبقى لدى المواطن فى الشارع.
وقالت «الشريف»، فى حوارها لـ«الوطن»، إن على الأحزاب المتشابهة فى الفكر والرؤى التكاتف وعقد ندوات وورش عمل مشتركة حول القضايا المختلفة وطرح وجهات نظرها، فضلاً عن تجنب الخلافات وإعلاء المصلحة العليا على المصالح الشخصية الضيقة وبدء التفاعل مع قضايا الشارع، وتلبية طموحاته من خلال برامج واضحة، لأنه لا يمكن أن تكون هناك حياة حزبية مع وجود مشاكل داخلية فى الأحزاب لأنها إذا بقيت بها نزاعات لن تنال ثقة الشارع ولا الدولة.
نشوى الشريف: تقدمنا بمبادرة لفتح قنوات اتصال مع الدولة
وأضافت أن شباب الأحزاب تقدموا بمبادرة للدولة تحت اسم «عام الأحزاب» على غرار أعوام «الشباب، والمرأة، وذوى الإعاقة»، وهدفها عمل حوارات مع الأحزاب حول القضايا المختلفة وبحث سبل دعم الحياة السياسية، وتبادل الرؤى والأفكار بين الدولة والأحزاب، وتابعت أن الرئيس السيسى خاض معركة «أكون أو لا أكون» ونجح، وحقق إنجازات كبيرة فى كل المجالات وثبّت أركان الدولة وأعاد الهيبة لمؤسساتها، والريادة على المستويين الإقليمى والدولى، لافتة إلى أن لديه شخصية قوية وأدار كل الملفات بحرفية وثقة، ولولاه لكانت مصر ذهبت إلى المجهول.. وإلى نص الحوار.
ما تقييمك للمشهد السياسى الراهن؟
- المشهد مرتبك، وهذا بسبب غياب السياسيين، وأعتقد أن الأحزاب لا تأخذ حقها بالقدر الذى يمكنها من العمل بفاعلية أكبر للتأثير فى المشهد، فضلاً عن أن الأحزاب نفسها غير واثقة فى قدرتها على الوجود فى الساحة، بجانب أنها غير قادرة على إبراز وتسويق كوادرها ومنغلقة على نفسها.
وكيف يمكن إصلاح المشهد السياسى؟
- بدأت الدولة مؤخراً تنظر إلى الأحزاب بعين الاعتبار، وتعطيها الأهمية ومساحة فى الظهور، ورأينا هذا جلياً فى مؤتمر الشباب الأخير فى القاهرة الذى كان يدور حول دعم التعددية الحزبية، فضلاً عن الاهتمام الإعلامى وبدء تسليط الضوء على الأحزاب، ومن هنا أرى أن إصلاح المشهد السياسى بدأ بالفعل.
ما الدور الذى يجب على الأحزاب أن تقوم به فى ظل اهتمام الدولة بتنشيط الحياة السياسية؟
- على الأحزاب استغلال ما تقوم به الدولة، كما يجب أن تتكاتف الأحزاب المتشابهة فى الرؤى والفكر والأيديولوجيات وعقد ندوات وورش عمل مشتركة حول القضايا المختلفة وطرح وجهات نظرها، فضلاً عن تجنب الخلافات وإعلاء المصلحة العليا على المصالح الشخصية الضيقة جانباً وبدء التفاعل مع قضايا الشارع، وتلبية طموحاته من خلال برامج واضحة، لأنه لا يمكن أن تكون هناك حياة حزبية وتوجد مشاكل داخلية فى الأحزاب لأنها إذا بقيت بها نزاعات لن تنال ثقة الشارع ولا الدولة.
«التنظيمات» لن تنال ثقة الشارع إلا بحل مشاكلها الداخلية و«السيسى» ثبّت أركان الدولة وأنقذنا من مصير مجهول
هل ترين أن الأحزاب تقوم بدورها تجاه الشارع؟
- هناك أحزاب تقوم بالفعل بدورها تجاه الشارع والدولة من خلال عقد ندوات ومؤتمرات حول القضايا المختلفة وتقدم الحلول لمشاكل المواطنين والتحديات التى تواجه الوطن، وهناك أخرى لا توجد لديها الآليات التى تمكنها من الوجود أساساً، وعليها أن تعى أنها موجودة من أجل المواطن، ويجب أن تشق طريقها إليه بفعاليات مفيدة.
وأين موقع الشباب اليوم داخل الأحزاب المصرية؟
- الشباب هم من يشكلون المشهد السياسى خلال الفترة الأخيرة، وأى حزب حالياً شبابه هم الأكثر فاعلية ونشاطاً، وأصبحوا يمثلون نسبة كبيرة داخل الهياكل التنظيمة فى الأحزاب المختلفة وليس من أجل الوجود فقط، والشباب يستطيعون خوض أى استحقاقات انتخابية بشراسة كما حققوا عدداً كبيراً من المقاعد فى البرلمان الحالى، وانتخابات المحليات المقبلة فرصة كبيرة أمام الشباب، وأعتقد أنها ستعطى ثقة للشباب وستفرز وجوهاً جديدة.
وماذا قدم الشباب لإحياء الحياة الحزبية؟
- تقدمنا كشباب أحزاب بمبادرة للدولة تحت اسم «عام الأحزاب» على غرار أعوام «الشباب، والمرأة، وذوى الإعاقة»، وهدفها عمل حوارات مع الأحزاب حول القضايا المختلفة وبحث سبل دعم الحياة السياسية، وتبادل الرؤى والأفكار بين الدولة والأحزاب، وهذا ضرورى لأن الأساس فى المشهد السياسى فى أى دولة هو وجود الأحزاب وفاعلية دورها، ومطلوب من الدولة، كى يتم إصلاح المشهد، استكمال ما بدأته مؤخراً من إعطاء الفرصة لكوادر الأحزاب سواء الشبابية أو غيرها للمشاركة بفاعلية والأخذ بآرائهم فى القضايا المختلفة.
وما تقييمك لدور الدولة فى ملف الشباب؟
- الدولة تقوم بدور كبير من ناحية الاهتمام بالشباب، وهناك مؤتمرات الشباب التى تعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى وتعتبر منصة مهمة لصوت الشباب كى يعبر فيها عن رأيه بكل حرية، وهذه المؤتمرات فتحت خط تواصل مستمر بين الشباب والدولة، وهذه سابقة تتم لأول مرة فى العالم، فلا تجد رئيس دولة يجتمع بشباب بلده بصفة دورية كل شهر مثل «السيسى».
ما دلائل اهتمام الدولة بالشباب؟
- المؤتمرات الدورية التى تعقد مع الشباب لسماع وجهات نظرهم فى القضايا التى تهمهم، وتم خلال عام الشباب تمكين عدد كبير منهم بالمناصب القيادية بالدولة، هناك مساعدون للمحافظين والوزراء من الشباب، وإنشاء الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب، وأرى أنها ستكون هى المفرخة لقادة المستقبل وضخ دماء جديدة فى الجهاز الإدارى للدولة، فضلاً عن اهتمام الدولة فعلياً بالشباب عندما سمحت أن تكون هناك تنسيقية تجمع الشباب المصرى بمختلف توجهاته يطرحون من خلالها الرؤى والمقترحات حول القضايا المختلفة، وهذا أعطى الشباب قدراً كبيراً من الثقة فى النفس.
كيف ترين انتخابات المجالس المحلية المقبلة بالنسبة للأحزاب؟
- انتخابات المحليات المقبلة ستكون المنافسة فيها على 52 ألف مقعد، وهى فرصة كبيرة أمام الأحزاب كى تحتك بالشارع وتكون قريبة من مشاكله ومطالبه، وأعتقد أنها الفرصة الأخيرة أمام الأحزاب كى تثبت وجودها، وإذا لم تستغل هذه الفرصة سينفد رصيدها المتبقى لدى المواطن فى الشارع، وعليها العمل من الآن على تدريب وتأهيل كوادرها لخوض هذه الانتخابات كى تنال ثقة المواطن فى مرشحيها، وتستطيع حل مشاكل الشارع وتلبية طموحاته.
هل تدعمين خطوات الدولة فى الإصلاح الاقتصادى؟
- الإصلاح الاقتصادى هو الخط الأبرز الذى تسير عليه الدولة المصرية وحققت نجاحاً فيه حتى الآن، وتريد الوصول إلى حالة من الثبات واستقرار الأسعار، وكانت خطة لا بد منها، فالوضع الراهن كان يحتم على الدولة اتخاذ هذه القرارات على الرغم من صعوباتها على المواطنين.
وهل كانت هناك بدائل أخرى للإصلاح الاقتصادى غير التى اتخذت؟
- لا، هو دواء مر كان لا بد منه، والآراء التى كانت ترى أن هناك بدائل أخرى بعيداً عن رفع الدعم عن المحروقات، وغيرها، تسببت فى إرباك الناس فى الشارع.
هل حقق البرلمان والرئيس المرجو منهما على مدار 4 سنوات؟
- مجلس النواب لم يحقق كل المرجو منه، لكنه حاول قدر المستطاع أن يقوم بدوره وحقق أقصى ما يستطيع تحقيقه، وهذا يرجع بسبب أن الفترة الراهنة التى تمر بها الدولة صعبة للغاية، لذلك الشارع ليس لديه إحساس بدور البرلمان وإنجازه، أما الرئيس عبدالفتاح السيسى فقد تولى مقاليد الحكم فى ظرف استثنائى تمر به الدولة وخاض معركة «أكون أو لا أكون» وحقق إنجازات كبيرة فى كل المجالات على أرض الواقع، وثبّت أركان الدولة وأعاد الهيبة لمؤسساتها والريادة مرة أخرى لمصر على المستويين الإقليمى والدولى، ويكفى أن لديه شخصية قوية وأدار كل الملفات بحرفية وثقة، ولولاه كانت الدولة ذهبت إلى المصير المجهول، والفترة الثانية للرئيس السيسى ستكون هى الحصاد لكل هذه المجهودات.
وما الأولويات التى يجب أن تقوم بها الحكومة خلال الفترة المقبلة؟
- على حكومة الدكتور مصطفى مدبولى أن تتعلم من أخطاء حكومة المهندس شريف إسماعيل، وأرى أنها أمام تحديات كبيرة أولها ملف السياحة، فعليها أن تفكر خارج الصندوق لتنشيط هذا الملف نظراً لأهميته للاقتصاد المصرى، وطبعاً لدينا كارثة اسمها «الصحة والتعليم»، هذان الملفان كى يتم تطويرهما يجب تشكيل لجنة مكونة من خبراء ومتخصصين ووضع برنامج واضح ومتكامل والعمل على تنفيذه فى أسرع وقت، لأنه لا إنتاج ولا تقدم ولا تنمية دون صحة وتعليم، وهناك قنبلة موقوتة فى المجتمع وهى ملف الثقافة، هناك تقصير كبير فيه، ويجب أن يكون هناك تعاون بين وزارات التربية والتعليم والتعليم العالى والثقافة لوضع خطط ورؤى مشتركة لتطوير حياة المصريين ثقافياً، نظراً لتأثير ذلك على المجتمع ككل.