موسم الدراسة: أوله «انفلات» .. وآخره «نكافية»
قبل أن يلتقط أولياء الأمور أنفاسهم من الخوف واللهفة على أبنائهم بسبب بدء العام الدراسى فى ظل حالة الطوارئ وعدم استقرار الحالة الأمنية، جاءت الغدة النكافية لتطيح بالأمان الذى يطمح إليه أولياء الأمور فى المدارس. بين البحث عن الأمان النفسى والصحى، أصبحت المدارس مصدر إزعاج للأسرة المصرية، خاصة بعد ارتفاع حالات الإصابة بالغدة النكافية -آخر الأمراض التى هاجمت المدارس- إلى حوالى 1300 على مستوى الجمهورية حتى كتابة هذه السطور.
«مش عارفين نلاحق على إيه ولا إيه»، قالتها ولاء فتحى، ولى أمر، مؤكدة أن بعض المدارس استغلت الأوضاع المضطربة للتحميل على ولى الأمر؛ حيث استخدمت شماعة الانفلات الأمنى لتبرير عدم وجود المدرسين فى المدارس، وبالتالى اضطرار الطالب إلى الاستعانة بمجموعات التقوية والدروس الخاصة، لتزيد من الأعباء المادية الملقاة على أولياء الأمور.
تنفى وزارة التربية والتعليم عن نفسها تهمة الإهمال، مؤكدة، على لسان إبراهيم فرج، المتحدث باسم الوزارة، أنها تبلغ وزارة الصحة بمجرد ظهور أى مرض بموجب اتفاقية بين الوزارتين: «التأمين الصحى على الطلبة بيكون مسئول عن علاج الطلبة المصابين ويكشف على المشتبه فيهم»، مضيفا أن مصلحة الطب الوقائى بوزارة الصحة مسئولة عن خطة التصدى للإصابة بمجرد ظهورها، حسب «إبراهيم»، الذى يؤكد وجود عيادة بها ممرضة فى كل مدرسة، إضافة إلى وجود «زائرة صحية»، وهى طبيبة لكل 3 مدارس.
«اتعمل مسح كامل لكل المدارس المشتبه فيها حالات غدة نكافية».. قالها «إبراهيم»، مضيفا أن هذا الإجراء يحدث كل عام عند ظهور أمراض: «الطلبة المصابين والمشتبه فيهم بياخدوا أجازة 15 يوم».
وزارة الصحة، أحد طرفى الأزمة الحالية، أكدت أنها تشكل غرفة طوارئ عند ظهور أى مرض جديد. وقال د. خالد الخطيب -المتحدث باسم وزارة الصحة- إن هناك برامج تعمل باستمرار على تلك الظواهر السنوية للقضاء عليها: «الوزارة عملت خطة وقضت على فيروس إنفلونزا الخنازير والطيور زى ما قضت تماما على شلل الأطفال، وإن شاء الله نقدر نواجه الغدة النكافية».
هدّأ من روع أولياء الأمور الدكتور وائل خفاجة، مدير مستشفى الطوارئ بالمنصورة، مؤكدا أن عدد حالات الإصابة لا يزال فى المعدل الطبيعى، لكن هذا لا يمنع من اتباع أولياء الأمور للعديد من الإجراءات الوقائية، منها: حظر الوجود فى الأماكن المزدحمة، تقليل التعرض للتيارات الهوائية الشديدة، فضلاً عن قيام المدارس بمنع استقبال الطلاب المصابين.