حكايات لم تأكلها النار.. "جدعنة المصريين" تهزم حريق "الحسين الجامعي"
حكايات الجدعنة على مواقع التواصل
بالرغم من الكارثة، سادت حالة من الفخر والسعادة لدى كثير ممن حضروا حريق مستشفى الحسين الجامعي، أو تابعوه عبر منشورات المتواجدين في قلبه، نجحت عمليات الإنقاذ، واحتفظ الجميع بحياتهم، رغم الخسائر، بدت النجاة هي العنصر الأهم، لتتوالى من بعدها المواقف والحكايات عبر منشورات أظهرت كم الحب الذي يحمله الكثيرين للمستشفى العريق.
صور لعنبر مرضى القلب، وأخرى للمدرج الذي استحال من النظام والنظافة إلى ركام: "الواحد مش مصدق إن المدرج دا يتفحم في دقايق، قعدت فيه كطالب ودرست لزمايلي الأصغر مني فيه كمدرس، اللهم أجرنا وأخلفنا خيرا يا رب" قالها المحمدي، أحد مسئولي صفحة "أطباء مصر"، وأحد الحضور في الحريق الذي واصل سرد الحكايات عنه عبر "فيس بوك": "لفت نظري الشاب اللي كان بيعرج، ومش ذلك بيجري يشيل ويخرج في الناس ويجر التروللي بكل حماس".
عشرات الحكايات قدمها أطباء، ومرضى وشهود عيان عن الجدعنة: "أنا كنت موجودة في مكان الحريق، شوفت الدكاترة بتجري بالمرضي ويطلعوهم في الشوارع، شوفت شباب جايين من بعيد بيجروا رايحين يساعدوا في الإنقاذ حتى السايس كان بيطلع الناس بعربياتهم عشان يفضي مكان للمطافي تدخل، شوفت مرضى متشالين على الكتاف"، هكذا قدمت مروة أحمد شهادتها، اما إيناس رزق فقد كانت بالمستشفى، في قسم العظام بالدور الرابع أثناء الحريق حين سمعت صريخا: "افتكرنا حد مات، لكن عرفنا إنه حريق، وشوفنا الشباب في المستشفى بيتصرفوا بسرعة، وحاولوا يستخدموا طفايات الحريق لكن مكانتش شغالة، الموقف كان ممكن يتلحق لو فيه شوية أمان في المستشفى".
الدكتور إبراهيم لطفي وصف ما فعله أطباء وتمريض وعمال وإداريي المستشفى بـ "الملحمة"، قائلا: "لم يتركوا مرضى العمليات تحت التخدير رغم تسرب الدخان وألسنة اللهب إلى العمليات والرعايات، كان منظر الأطباء وهم يحملون المرضى بأجهزة التنفس الصناعي مشهدا لا يقل روعة عن مشهد الجنود البواسل لحظة العبور".
أما الدكتور أيمن حلمي، استشاري جراحات السمنة، فقد تابع البطولة بصورة مختلفة: "رغم مواجهتهم الموت، غي سبيل إنقاذ المرضة، إلا أن عدد كبير من تمريض المستشفى اتجه إلى مستشفى باب الشعرية لخدمة المرضى الذين تم تحويلهم إلى هناك"، أما هالة العليمي اعتبرت الحدث بداية خير: "يمكن يكون الحريق سبب في تجديد المستشفى ومبانيها المتهالكة وفرصة للناس تتعرف على مستشفى كل العاملين فيها جدعان وعندهم شهامة زيكم".