لأول مرة فى تاريخ الفيروس.. نجاح تجارب لتطوير لقاح للحماية من «الإيدز»
صورة أرشيفية
توصل فريق بحثى عالمى من 57 باحثاً من معاهد وجامعات فى أمريكا ونيوزيلاندا وجنوب أفريقيا ورواندا وأوغندا وتايلاند، لاختبارات أولية على البشر وصفها الدكتور دان باروش، الباحث الرئيسى بالدراسة والأستاذ بكلية الطب بجامعة «هارفارد»، بـ«الواعدة»، لاختبار لقاح يحمى من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، فى 12 عيادة بشرق وجنوب أفريقيا وتايلاند والولايات المتحدة.
وأوضحت الدراسة أن الفريق البحثى أعطى سبع مجموعات مختلفة من الأشخاص غير المصابين بالفيروس اللقاح وتتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاماً، واستجاب جميع الأشخاص عن طريق إنتاج شكل من أشكال الاستجابة المناعية ضد فيروس نقص المناعة البشرية أثناء إجراء الاختبار. وأجريت التجارب فى الفترة بين 24 فبراير 2015 و16 أكتوبر 2015، بمشاركة 393 متطوعاً كتابة للخضوع للتجارب، وأفاد خمسة فقط بإصابتهم بآلام فى البطن والظهر وإسهال بفعل تلقى اللقاح.
فريق بحثى عالمى يُجرى تجارب أخرى على 2600 امرأة أفريقية.. ورئيس معمل الفيروسات: «النتائج واعدة»
وتخلص الدراسة، الممولة من المعهد الوطنى للصحة ووزارة الدفاع الأمريكية، ومبادرة اللقاحات الدولية لمكافحة «الإيدز»، إلى أنه فى حال إنتاج اللقاح يقلل ذلك من انتشار فيروس «الإيدز» الذى يعتقد بأن ما يقرب من 37 مليون شخص فى العالم مصابون به، بينهم أكثر من مليونى طفل، إلا أن النتائج تعطى تفاؤلاً حذراً فى ظل استمرار التجارب على جولة ثانية حالياً تتكون من 2600 امرأة فى أفريقيا، كما أجرى الباحثون دراسة جانبية لسلالات من اللقاح على القرود، للتعرف على مقاومة فيروس نقص المناعة «سيمين»، وهو مرض مماثل لفيروس نقص المناعة البشرية يصيب القرود، واستطاع الفريق البحثى العثور على تركيبة للقاح أكثر فاعلية بنسبة 67% المستخدم فى التجارب مع القرود ضد الفيروس. وفى حال التوصل للقاح سيعد ذلك تحدياً غير مسبوق لتطوير لقاح فيروس نقص المناعة. وفى مقال منشور للباحث الرئيسى فى دورية «لانسيت» الطبية، التى خصصت عددها لفيروس نقص المناعة البشرية، قال «باروش» إنه من المحتمل أن يكون تطوير لقاح آمن وفعال للإيدز أمراً أساسياً لتحقيق نهاية لهذا الوباء، وأجريت الاختبارات على أربعة أنظمة للتوصل للقاح للفيروس فى تاريخ الوباء الذى يبلغ 35 عاماً، واصفاً التحديات التى تواجه الوصول للقاح لفيروس الإيدز بـ«العلمية» و«غير المسبوقة» فى تاريخ علم اللقاحات. ووصف الدكتور محمد على، رئيس معمل الفيروسات بالمركز القومى للبحوث، نتائج التجارب الأولية للدراسة بـ«الواعدة»، لافتاً فى تصريحات لـ«الوطن» إلى أنها أول دراسة تصل لنتائج متقدمة فى اختبارات لقاحات فيروس الإيدز بالاختبار على مجموعة بشرية كبيرة من أفريقيا وعدد من الدول الغربية، خصوصاً أن الباحثين عمدوا لإجراء تجارب موازية على الحيوانات أعطت نتائج «واعدة».