تباين الآراء بشأن تأثر مصر بـ"الحرب التجارية".. ومميش: القناة لن تتضرر
الرئيس الأمريكي ونظيره الصيني في إحدى لقاءاتهما السابقة
عقب تطبيق الولايات المتحدة إجراءاتها الجمركية على السلع الصينية، بدأت الصين فرض رسوم جمركية على السلع الأمريكية كرد فعل، ووصفت وزارة التجارة الصينية ما يحدث بـ"أكبر حرب تجارية في التاريخ"، واستطلعت "الوطن" آراء أساتذة وخبراء اقتصاديين على خلفية هذه "الحرب التجارية"، وآثارها على الاقتصاد الدولي والمحلي.
قال الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، إن ما يثار بشأن تأثير الحرب التجارية بين الصين وأمريكا السلبي على حركة التجارة عبر القناة عار تماما من الصحة.
وأضاف مميش، في تصريح لـ"الوطن": ليس من مصلحة العالم أن تقف القوى الكبيرة اقتصاديا موقف المتفرج من تلك النزاعات التجارية بين واشنطن وبكين، مؤكدا أن قناة السويس هي أهم مجرى ملاحي في العالم، وستظل هكذا، فهي الشريان الذي يغزي حركة التجارة من الشمال إلى الجنوب والعكس.
فيما قال الدكتور عبدالمنعم السيد رئيس مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية، إن "التأثير الأكبر للحرب التي دقت طبولها فعليا منذ أيام سيكون على الاقتصاديات العملاقة القائمة على أسواق صغيرة، وتحديدا التي تعتمد في نموها على الخدمات ظهر المعادن، في المقابل تتأثر بالفعل الدول الآسيوية التي تعتمد في نموها على صناعة السيارات أيضا مثل كوريا الجنوبية".
وبشأن تأثير الحرب التجارية على مصر، قلل السيد، في تصريح لـ"الوطن"، من تأثيرها إلى حد كبير جدا، لافتا إلى أن ما يحدث بين القطبين الكبيرين قد ينعش حركة التجارة كثيرا داخل قناة السويس، خاصة أن الصين لا تقف عند حدود الرد بالمثل على واشنطن بل ستبحث على أسواق جديدة تستوعب منتجاتها.
وقال الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، إن ما يحدث والذي يسمى اقتصاديًا بـ"فرض الرسوم الجمركية على الدول المختلفة" يعود لما يسبق ترشح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للانتخابات الرئاسية، إذ صرّح ترامب آنذاك بأن "أمريكا أولا" ما يعني أن العالم كله "ثانيًا وثالثًا"، كما صرّح بأن الصين هي "الشر الأكبر"، وأنه عندما يتولى المنصب سيفرض عليها عقوبات.
وأضاف عبده، لـ"الوطن"، أن ترامب عندما تولى الرئاسة لم يغير كلامه بل أصدر قرارا بفرض ضرائب بواقع 25% على الصلب و10% على الألومنيوم على كافة دول العالم؛ لتجنب الظهور بمعاداة الصين منفردة، وعندما ردت الصين بزيادة الرسوم أعلنت الولايات المتحدة فرض رسوم على الواردات التكنولوجية تصل إلى 60 مليار دولار، وجرى تطبيقها على العالم كله بما فيهم الاتحاد الأوروبي.
وتابع: حاولت الدول السبعة الكبار المتمثلة في أمريكا وبريطانيا وفرنسا ألمانيا وإيطاليا وكندا واليابان، إثناء ترامب عن هذا القرار لكنه رفض، لتقرر الصين أن ترد على القرارات الأمريكية بالمثل.
وأوضح عبده: على الصعيد المحلي ستتأثر مصر بشكل مباشر، حيث إنها تصدر الصلب والألومنيوم إلى أمريكا، وبالطبع لن تستثنى وبشكل غير مباشر من قرار الرسوم، ونتيجة لهذه القرارات ستضعف حركة التجارة العالمية، وبالتالي يقل دخل قناة السويس الذي ينتج عن التجارة الخارجية.
فيما رأى الدكتور هشام إبراهيم أستاذ الاستثمار والتمويل بجامعة القاهرة، أن الدوافع الأمريكية وراء رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية تتمثل في أن العجز التجاري بين أمريكا والصين كبير، وسط رغبة الولايات المتحدة تقليل هذا العجز.
وأضاف إبراهيم، لـ"الوطن"، أن ما تفعله أمريكا قد يحقق مصالحها على المدى القصير لكنه سيضرها على المدى البعيد، مؤكدا أن ما يحدث يؤثر على الاقتصاد العالمي، من خلال تضاؤل معدل النمو الاقتصادي وقلة الاستثمارات في دول العالم، وبالتالي زيادة البطالة وتكاليف الإنتاج.
يذكر أن الولايات المتحدة بدأت بفرض الرسوم على 818 مصنفا بقيمة تبلغ 34 مليار دولار، وأشار ترامب إلى حزمة إضافية من الضرائب على ما بلغت قيمته 16 مليار دولار، من الفترض تنفيذها في غضون أسبوعين.
كما أعلن ترامب استعداده تصعيد الرسوم لـ200 مليار إذا زادت الصين رسومها من جديد، وهو ما فعلته الصين أمس، إذ دخلت الإجراءات الصينية حيز التنفيذ بحسب ما صرح لو كانج، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية، الذي أعلن فرض رسوما على سلع أمريكية بقيمة 34 مليار دولار.