محكمة الإسكندرية تسدل الستار على قتل شاب بطريقة وحشية على يد أصدقائه
صورة ارشيفية
أسدلت محكمة جنايات الإسكندرية، الستار على قضية هزت الشارع السكندري بعد مقتل شاب على يد أصدقائه بطريقة وحشية وإلقاء جثته في ترعة المحمودية وتشويه معالمها نهائيًا، وحرق قلب أم على نجلها بسبب سرقته ومصالحة أحدهم لزوجته بعد تركها المنزل، حيث حكمت بالمؤبد لثلاثة قتلى، وسنة للمتهم الرابع لإلقاء الجثة بترعة المحمودية.
قرر المستشار محمد أحمد سنجر، رئيس المحكمة، وبعضوية كلًا من المستشارين أشرف حمدي كامل أبو زينة، ومحمد عبد الحميد عبد الجواد، وأمانة سر الجلسة ماجد سعد إبراهيم، بالقضية رقم 24718 لسنة 2017 العطارين، المقيدة برقم 3409 كلي شرق، بحبس كلًا من "م. ر. م"، و "س. إ. ع"، و "ع. م. ع"، مؤبد وإلزامهم المصاريف الجنائية وإحالة الدعوة المدنية، و "ح. م. س"، سنة مع الشغل.
حصلت "الوطن" على تحريات المباحث واعترافات المتهمين وكيفية قتل شاب والدافع وراء القتل بهذه الطريقة الوحشية والتي استخدم فيها الجناة شاحن هاتف محمول وبخاخ مسيل للدموع ورباط عنق لتلفظ صديقهم أنفاسه الأخيرة وسرقته.
وكشفت تحريات أن الواقعة بدأت عندما تلقى مساعد الوزير مدير أمن الإسكندرية، بلاغ من "نعمة. م. إ"، 54 سنة، ربة منزل، تقطن بمنطقة البيطاش غرب الإسكندرية، تفيد بغياب نجلها "محمد. ع. ع"، صاحب شركة استيراد وتصدير، 27 سنة.
وأضافت الأم المنكوبة في بلاغها أن آخر مكالمة هاتفية كانت مع نجلها أكد لها أنه يتناول وجبة الغذاء مع أصدقاءه، ووضعت وصفات نجلها أثناء تحرير المحضر بأنه يتردي قميص مقلم أبيض X أسود، وبنطلون جينز كحلي اللون، وسيارة الخاصة "س د ى ـ 7895 ـ ملاكي ـ رمادي اللون ـ إسكودا أوكتا فيا A7 ـ موديل 2014، وبعد 4 أيام من بلاغ الأم وحرقتها قلبها على نجلها، حرر محضر رقم 45 أحوال قسم شرطة سيدي جابر يفيد بعثور أحد المواطنين على جثة شخص ملقى أسفل كوبري النزهة الجديد بترعة المحمودية، شرق الإسكندرية، اسُتخرجت من جوال.
وتبين بالفحص أنها لشخص في العقد الرابع، مجهول الهوية، تتطابق أوصافه مع البلاغ الذي تقدمت به الأم، وكلفت النيابة العامة الطب الشرعي لتوقيع الكشف وتشريح الجثمان سبب الوفاة.
وبدأت إدارة البحث الجنائي بالتحري عن الواقعة، وكشف ظروف ملابستها، والتي أظهرت اتهام 4 أشخاص بداية من صديق الشاب المجني عليه ويدعى "م. ر. م"، ويعمل شريك المجني عليه ومدير شركة تصدير للحاصلات الزراعية، ومقيم في نطاق شرطة المنتزه أول، وهو المتهم الأول في القضية، أنه في الآونة الأخيرة تراكمت الديون عليه، مما أدى إلى خلافات بينه وبين زوجته بسبب عدم قدرته على الإنفاق على أسرته.
ووقتها خطط المتهم الأول لسرقة سيارة شريكه وقتله وحل الأزمة المالية له وعودة زوجته، واستدرجه يوم الحادث إلى إحدى الشقق بالعطارين، حيث عقد الحزم وبيتا النية هو والمتهم الثاني ويدعى "س. إ. ع"، 37 سنة، مندوب مبيعات، من محافظة الغربية، على التخلص منه بقتلة للاستيلاء على سيارته، وذلك بمساعدة المتهم الثالث "ع. م . ع"، صاحب مغسلة، محافظة الغربية، واستعانوا بالمتهم الرابع "ح. م. س"، 38 سنة، سائق، في نقل والتخلص من الجثة بإلقائها بترعة قنال المحمودية، ثم اتجهت الأم للتعرف على نجلها بمشرحة "كوم الدكة"، وقررت بأن الجثة له.
واتفق تقرير الطب الشرعي رقم 201603202002371 الذي جاء بعد فحص الجثة مع اعترافات المتهمين في طريقة قتل الشاب والتمثيل بجثته بطريقة وحشية، حيث بدأت باستدراجه إلى الشقة وما أن ظفروا به حتى انقضوا عليه، ورش المتهم الثاني على وجهه سائل مسيل للدموع، وجثم المتهم الثالث فوقه لشل مقاومته وطوق المتهم الثاني رابطة عنق، والمتهم الأول سلك شاحن المحمول حول عنقه، ضاغطين عليها حتى يتلفظ أنفاسه الأخيرة وفقًا للإصابات الموجودة بالتقرير الشرعي والتي أودت بحياته.
وبعد قتله وسرقة سيارته رقم "س د ى ـ 7895" المبينة وصفا بالتحقيقات والمملوكة للمجني عليه، اعترف المتهم الرابع، بأنه أخفى جثة المجني علية دون إخبار جهات الاقتضاء، بأنه قام بتقييدها بالحبال ووضعها داخل جوال كبير الحجم ونقلها من مسكن المتهم الأول برفقة باقي المتهمين مستخدمين في ذلك سيارة المجني عليه وإلقاء الجثة بترعة المحمودية، حيث حدث لها تعفن وعلم بوقوع الجناية موضوع الاتهام الاول، وأعان المتهمين من الأول إلى الثالث على الفرار من وجه القضاء بإخفاء أدلة الجريمة.
وورد تقرير الطب الشرعي يؤكد خلو الجثة من المواد الشامة والمخدرة المشتبه، والعلامات التشريحية المشاهدة بالجثة، وتشير إلى أن وفاة المذكور ناشئة عن إسفكسيا الخنق بسلك أو ما شبه وما أدت إليه ذلك من صدمة.