طلقة في الرأس تنهي حياة "رضا" على يد 3 أشقاء في "عرب المعادي"
المجنى عليه رضا
12 عاما قضاها "رضا قدري جمعة" (34 سنة)، في منطقة عرب المعادي بعدما نزح إلى القاهرة مع زوجته من قريتهما "منبال" التابعة لمركز مطاي في المنيا باحثا عن "لقمة العيش"، واستقر به الحال حارسا لعقار بشارع مرعي، لم يُرزق "رضا" بأطفال وفي سبيل بحثه عن "الخلفة" طلق زوجته الأولى وتزوج من أخرى عام 2008.
يستعد "رضا" لدخول مرحلة جديدة في مشوار الإنجاب مع زوجته، حيث شرعا منذ يونيو الماضي فى التجهيز لعملية حقن مجهري لعلها تكون نهاية المعاناة. سعي "رضا" وحياته وآماله توقفوا بغتة ودون مقدمات بطلقة تلقاها في رأسه، فجر الأحد الماضي، أثناء محاولته منع 3 أشقاء من دخول العقار، بعدما تشاجر مع أحدهم قبيل مقتله بقليل.
الساعة تُشير إلى الواحدة والربع من صباح الأحد الماضي، حيث كانت الأمور على ما يرام في شارع "مرعي" الهادئ بطبعه، فأغلب سكانه من الموظفين وآخرين منهم من ذوي الحرف، أغلبهم كانوا يغطون في نوم عميق استعدادا ليوم عمل جديد يبدأ مع شروق الشمس.
وكان "رضا"، الذي يعمل حارسا للعقار رقم 12 بذات الشارع، وفجأة سمع استغاثة سيدة في الطابق الخامس من العقار تصرخ "حرامي حرامي"، فأسرع رضا مع آخرين إلى مصدر الصوت، حيث أمسكوا بشخص يُدعى "كريم. ش" وارتابوا فيه، وحدثت بينهم مشاجرة سرعان ما انتهت بعدما تعهد الأخير بعدم القدوم للعقار مرة أخرى.
التحقيقات قالت إن "كريم. ش. ع. س" (21 سنة ـ عاطل)، ومقيم في ذات المنطقة، ومطلوب القبض عليه للتنفيذ في 3 أحكام حبس حزئي في قضايا "إتلاف وضرب" بإجمالي مدة 3 شهور حبس، لم يرق له ما حدث داخل العقار، وأسرع إلى شقيقيه "أيمن ويحيى" العاطلين والمطلوب ضبطهما لتنفيذ أحكام صادرة بحقهما، وأخبرهما بما حدث، ثم حمل بندقية "خرطوش" مُذخرة بعدد من الطلقات، وأسرعوا ناحية العقار حيث عادت الأجواء للهدوء مرة أخرى.
أسرع الأشقاء الثلاثة إلى العقار يتطاير الشرر من أعينهم، عازمين على الانتقام، وبدأوا في الطرق على باب العقار، كان "رضا" في غرفته القريبة من مدخل العقار مع زوجته يعد لنفسه كوبا من الشاي ووضع قطعتين من الفحم على النار ليدخن الشيشة، وسمع ضوضاء بالخارج، ليجد الجناة يسبون كل من حاول تهدئتهم، فخرج لهم "رضا" مستفسرا عن سبب مجيئهم، وما أن رآه "كريم" حتى أخرج البندقية الخرطوش من طيات ملابسه، وأطلق رصاصة اخترقت رأسه فشطرتها، وسقط أرضا مدرجا في دمائه، وبالكاد نطق الشطر الأول من الشهادتين، لينتهي كل شيء.
حالة من الهرج سادت الشارع الهادئ وتعالت صرخات زوجته بعد واقعة لم تتجاوز الـ12 دقيقة، وبدأ السكان في النزول من العقارات محاولين اللحاق بالجناة دون جدوى.
تلقت مديرية أمن القاهرة بلاغا من الأهالي بالمشاجرة، وأمر اللواء محمد منصور مدير الإدارة العامة للمباحث، بتشكيل فريق بحث للتوصل إلى الجناة، ووضع المقدم علي فيصل، رئيس مباحث البساتين، خطة البحث عن الجناة، حيث تمكنت قوة قادها النقباء أحمد مختار وأحمد مصلح وأحمد سمير، من القبض عليهم، وبحوزتهم السلاح الناري المستخدم في الواقعة، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب واقعة قتل المجني عليه.
وقال "محمد قدري" شقيق المجني عليه لـ"الوطن"، إنه كان عائدا من عمله وتقابل مع شقيقه بعدما علم بوقوع مشاجرة مع المتهم "كريم"، وأضاف أنه توجه إلى منزله القريب من سكن شقيقه، وبعدها سمع إطلاق النار وأسرع إلى الشارع مرة أخرى ليجد شقيقه جثة هامدة، وطالب "محمد" وعدد من سكان المنطقة بالقصاص من القتلة.