أخطر كارثة منذ 36 عاما.. أمطار غزيرة تقتل 156 شخصا في اليابان
كارثة في اليابان مع مقتل 156 شخصا اثر الأمطار الغزيرة
يضاعف عمال الإنقاذ اليابانيون، اليوم، جهودهم على رغم تضاؤل فرص العثور على أحياء وسط الأنقاض بعد الخراب الذي حصل من جراء الأمطار الرهيبة في غرب البلاد، حيث لقي 156 شخصا على الأقل مصرعهم.
وتقول السلطات إنها لم تحصل على معلومات تتعلق بنحو عشرة من السكان الآخرين، وقد تحدثت وسائل الإعلام عن أكثر من 50 مفقودا.
وهذه أخطر كارثة على صلة بظاهرة للأرصاد الجوية في الأرخبيل منذ 1982.
وسيتوجه رئيس الوزراء شينزو آبي الى غرب اليابان، كما قال المتحدث باسم الحكومة يوشيهيدي سوغا في ندوة صحفية.
ونقل نحو 8400 منكوب الثلاثاء إلى ملاجئ للسلطات، لكن آخرين استقبلهم اقاربهم.
وقال سوجا إن "75 ألف شرطي ورجل إطفاء وجندي في قوات الدفاع الذاتي (تسمية الجيش الياباني) وخفر السواحل يبذلون قصارى جهدهم" لإغاثة الضحايا.
وتتواصل عمليات البحث وأعمال التنظيف وسط درجة حرارة خانقة، مع درجة حرارة 35 مئوية في الظل، "ومن المتوقع أن يستمر هذا الطقس المشمس أسبوعا على الأقل"، كما أضاف سوجا.
وشدد على القول إن المطلوب "درجة يقظة عالية" لمواجهة خطر الإصابة بضربة شمس، وبسبب إمكان حصول انزلاقات جديدة للتربة.
وأدت الأمطار غير المسبوقة خلال 3 أيام إلى فيضانات رهيبة وانهيارات تربة وأضرار كبيرة أخرى حاصرت أعدادا كبيرة من الناس.
وفي كوراشيكي، في حي مابي العالق بين عدد كبير من مجاري الماء التي فاض قسم كبير منها، انحسرت المياه تاركة الأرض بكاملها مغطاة بقشرة ملونة من الرمل، كما لاحظ مراسلو وكالة "فرانس برس".
وكان رجال الإنقاذ بزيهم الأزرق الفاتح يجوبون الشوارع المغطاة بالحطام الذي خلفته الأمواج، فيما بدأ مواطنون عمليات التنظيف.
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قالت فوميكو اينوكوشي (61 عاما) الأم لثلاثة أطفال: "تزوجت هنا، ولقد شيدنا هذا البيت بعد سنتين على حفل الزفاف، وربينا فيه أطفالنا الذين كبروا الآن، إنه يتضمن الكثير من الذكريات".
وأضافت هذه المرأة التي اغرورقت عيناها بالدموع "رأيت بيتي يغرق تحت الماء، ولم يكن في وسعي فعل أي شيء، لا شيء على الإطلاق، شعرت بأني عاجزة".
ويقول هيديتو يماناكا الذي يتولى إدارة 60 رجل إطفاء أرسلوا إلى الحي، إن فريقه المقسوم 17 مجموعة، يسيطر بالكامل على ألفي منزل اجتاحتها المياه. وقد تفقدها العسكريون، لكنهم يريدون ان "يكونوا واثقين" من انه لا يوجد فيها ناجون او جثث.
وانضمت شاحنات رجال الاطفاء وآليات أخرى للإغاثة إلى هذا الجزء من كوراشيكي، الأكثر تضررا. وتظهر آثار الوحل المتبقية على الجدران أن المياه قد ارتفعت حتى الطابق الأول من المنازل.
ولم توزع المواد الغذائية بشكل صحيح، واجتاحت المياه عشرات الأسواق التي عادت ما تفتح على مدار الساعة، وفي كل مكان، تحاول أجهزة الإغاثة التخفيف من هول المأساة.
وقال يوشينوبو كاتسورا، الموظف في مديرية إيهيمي "نبذل أقصى جهدنا، لإرسال بضائع وماء ومنتجات أساسية إلى مناطق معزولة. إننا نرسلها عبر الطرق البحرية والجوية. لكن ثمة حاجة إلى كثير من الوقت لتصليح المناطق المتضررة. ونحن قلقون أيضا من جراء حالة الناجين فيما ترتفع درجات الحرارة سريعا. نركز مكيفات محمولة في الملاجئ".
وفي تصريح لوكالة فرانس برس، قال مسؤول في حكومة مديرية أوكاياما "نقترح أيضا حمامات ساخنة ونوزع الماء. نعرف أن هذه معركة ضد الوقت، ونقوم بكل الجهود الممكنة".
وفي المناطق التي شيدت فيها المباني على سفوح الجبال، أدت الانهيارات إلى تدمير منازل، وغطت الأوحال أحياء بكاملها.
وحرم من المياه الجارية أكثر من 260 ألف منزل في قسم كبير من الغرب المتضرر.
وصدر أمر جديد بإخلاء المنازل لـ25 ألفا من سكان مدينة فوشو (مديرية هيروشيما) بسبب فيضان أحد الأنهار.
وسدت بقايا حطام مجراه الطبيعي، وانحرفت المياه بشكل خطير نحو الحي في الأسفل. ويتألف 70% من الأراضي اليابانية من جبال وتلال. وبني عدد كبير من المنازل على منحدرات حادة أو في سهول تغمرها المياه.
ونظرا إلى خطورة الوضع، ألغى رئيس الوزراء شينزو آبي رحلة كانت مقررة اعتبارا من الأربعاء إلى بلجيكا وفرنسا والسعودية ومصر.