"اكتئاب واضطراب ما بعد الصدمة".. أزمات تواجه "أطفال الكهف" بعد الخروج
أطفال الكهف في تايلاند
بعد أسبوعين من البحث ومحاولات النجاة من الموت، أعلنت القوات الخاصة بالبحرية التايلاندية، اليوم، إخراج جميع الأطفال ومدربهم من الكهف، الذين شغلت قصتهم العالم مؤخرًا، بما عرف بـ قصة "أطفال الكهف".
بدأت القصة في تايلاند، باختفاء أعضاء فريق "وايلد بورز" لكرة القدم، مع مدربهم، في 23 يونيو الماضي، بعد حصة تدريبية ذهبوا خلالها لاستكشاف مجمع كهوف "تام لوانج"، الواقع في إحدى الغابات القريبة من الحدود مع ميانمار، وبسبب الأمطار حوصروا بالمياه داخل أحد الكهوف، لمدة تخطت الأسبوعين.
واستطاعت فرق الإنقاذ في وقت سابق من اليوم إخراج 3 أطفال محاصرين، وذلك في يومها الثالث من عملية الإنقاذ، ليبلغ بذلك عدد الأطفال الذين خرجوا من الكهف 11 طفلاً، وكان متبقياً بالداخل طفلٌ واحدٌ إلى جانب مدرب فريق كرة القدم، حتى أعلنت اليوم بانتهاء عملية الإنقاذ واستخراج جميع من كانوا بالكهف، حسبما أفاد موقع العربية.نت.
انعكاس الواقعة على الأطفال ومدربهم بعد أيام الخوف والقلق التي عاشوها وعانوا فيها من مصير مجهول يواجهون خلاله نقص الأكسجين والطعام وانعدام الضوء، توضحه الدكتورة هالة حماد، استشاري الطب النفسي للأطفال والمراهقة، مؤكدة أن هؤلاء الأطفال بالتأكيد سيشعرون بالفرح في لحظات اللقاء الأولى مع الأهل ولكن سيعاني البعض منهم من اضطراب ما بعد الصدمة، بينما توقعت أن يعاني آخرون من القلق والاكتئاب في الفترات المقبلة، حسب قولها.
وتوقعت حماد أنه بحكم طبيعة التجربة سيصاب عدد من هؤلاء الأطفال بفوبيا من الأماكن المغلقة والضيقة، وحسب حديثها لـ"الوطن" فإن طريقة التعامل السلمية التي تعامل بها مدربهم معهم خلال فترة احتجازهم في الكهف ساعدت في تخفيف حدة الصدمة عليهم، إلى جانب مصادر الدعم التي تلقاها الأطفال من العالم الخارجي بعد انتشار الخبر عالميًا.
وأكدت: يحتاج بعض الأطفال إلى علاج نفسي على يد طبيب متخصص، والبعض الآخر يمكن أن يحتاج فقط لمساندة ودعم نفسي من الأهل، وبحسب قول حماد "شخصية كل طفل قبل الواقعة يتوقف عليها تأثير الصدمة عليهم ومتى تعامله معها".
وقال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، من المتوقع ظهور علامات مثل الخوف الشديد، والتوتر، وقلة الكلام، وقلة التركيز، على "أطفال الكهف" خلال الأيام القليلة المقبلة بعد إنقاذهم، مضيفًا كذلك سيزداد تعلقهم الشديد بالأهل والخوف من الأماكن المظلمة.
وتابع: ينقسم الدعم النفسي الواجب توفيره لهؤلاء الأطفال إلى دعم نفسي أولي، ومتابعات دورية على فترات مختلفة مع طبيب مختص، مضيفًا الدعم النفسي الأولي يتمثل في الذهاب إلى الملاهي والنوادي والأماكن المحببة للأطفال شرط أن تكون أماكن مفتوحة وواسعة وليست مغلقة ومظلمة.
وأوضح استشاري الطب النفسي، أن الأطفال يمكن أن يحتاجوا إلى متابعات دورية مع الطبيب النفسي على فترات مختلفة إذا بدا عليهم أي أعراض مرضية وتستمر مرحلة التابعات الدورية من 3 إلى 6 أشهر.