خلاصة محاكمة مرسى: الهليكوبتر لـ«المخلوع».. والميكروباص لـ«المعزول»
المقارنة بين المخلوع والمعزول، كانت الشغل الشاغل لكل متابعى محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى أمس الأول، كلاهما اشترك فى مواقف عدة، بدءاً من مكان المحاكمة والاستعداد الأمنى المشدد لها، علاوة على التلهف لرؤية كليهما حبيساً بعدما كانا ملء السمع والبصر على رأس السلطة؛ فكان الظهور الأول لمبارك عقب تنحيته عن الحكم وكذلك كان الظهور الأول لمرسى بعد عزله، وجود أنصار لرئيس ثار عليه شعبه كانت الصفة الثانية، غير أن «الصمت» الذى علا ملامح مبارك حلت محله «ثرثرة» لمرسى، بينما كان «الميكروباص» الذى يقل الرئيس المعزول - فى أول طلة على جمهوره- صوب قاعة المحاكمة مثيراً للاستغراب بل والسخرية.
«الميكروباص الذى أهان الرئيس» عبارة تهكمية أطلقها أحد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى، فى الوقت الذى اعتبرت فيها صفحات إخوانية الأمر مجرد «سخافات» تحاول الانتقاص من قدر الرئيس الصامد - حسب تعبيرهم، كان لدخول الرئيس المخلوع طقوس خلال محاكمته تبدأ بهبوط الطائرة، ثم نقله عبر سيارة للإسعاف، قبل ظهوره أمام الشاشات ملتزماً الغموض، ففى الوقت الذى لم يتحدث فيه «مبارك» - خلال المحاكمات المُذاعة- سوى بكلمات خمس «موجود يا فندم» و«أنكرها جميعاً»، على العكس كان ظهور «مرسى» من خلال هبوطه من سيارة «ميكروباص» مصراً على عدم ارتداء الزى الخاص بالمحاكمة، معلقاً على وقوفه خلف القفص بخطبة طويلة ردد فيها كلمة: «أنا الرئيس» - وحدها- 11 مرة.
«جزء من حالة التمويه لتأمينه» هو ما يعلق عليه اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة، بخصوص نقل الرئيس المعزول بسيارة ميكروباص، مؤكداً أن الطبيعى هو نقله عبر مدرعة كونه ليس مريضاً كى يستقل سيارة للإسعاف كسلفه «المخلوع»، فيما يشير إلى مرور أكثر من مدرعة بالفعل أمام السيارة التى استقلها كنوع من التمويه لتأمين حياته «كل الحراسة معاه لا تحمل سوى سلاح شخصى لإيصال رسالة قوة التأمين»، نافياً أن يكون الأمر حاملاً لأى نوع من الاستهانة أو السخرية من شخص الدكتور «مرسى»، فى الوقت الذى عقب فيه على كلمات الرئيس المعزول من داخل القفص، بقوله: «ينم عن قلة حنكة ومحاولة لإظهار القوة».