بدء تشكيل أول لجنة عرفية لفض النزاعات بجزيرة أولاد حمزة في سوهاج
في سابقة تعد الأولى من نوعها في محافظات الصعيد بشكل عام وسوهاج بشكل خاص، أعلن عدد من كبار ووجهاء مركز العسيرات عن البدء في تشكيل أول لجنة عرفية بقرية جزيرة أولاد حمزة، لفض النزاعات والصلح بين العائلات وإنهاء الخصومات الثأرية، لتصبح أول لجنة عرفية في المحافظة، وسيتم تعميم الفكرة على باقي قرى المركز وإنشاء لجنة رئيسية تكون حلقة وصل بين اللجان الفرعية.
وتعمل اللجنة حاليا على صياغة وثيقة وتحديد بنود تكون ملزمة لجميع العائلات بعد اعتماد البنود من العائلات والموافقة عليها، ويجري أعضاء اللجنة جولات مكثفة لزيارة العائلات لعرض البنود المقترحة، فيما رحبت أغلب العائلات التي تمت زيارتها عن موافقتها لتشكيل اللجنة، خاصة أن المنطقة شهدت العديد من النزاعات والخصومات الثأرية التي أرقت الجميع وسببت حالة من الذعر والفزع لدى أهالي قرية جزيرة أولاد حمزة وباقي قرى مركز العسيرات.
وقال عبد الفتاح علي قاسم، البرلماني السابق، إن مركز العسيرات شهد عدة أحداث مؤسفة ومشاجرات بين العائلات أدت إلى إراقة الدماء، خاصة قرية جزيرة أولاد حمزة التي كان لها نصيب واسع، مضيفا أنه كان لزاما على الأهالي التحرك سريعا لتشكيل لجنة عرفية تعمل بوثيقة يتم اعتمادها من العائلات تكون ملزمة وتضمن تنفيذ بنودها، مؤكدا أنه يجرى حاليا اختيار ممثل من كل عائلة ليكون عضوا في اللجنة، كما تم وضع بنود رئيسية لإصدار وثيقة بها، ويجرى التشاور بين العائلات على البنود لإقرارها بشكل نهائي، متابعا أن قرارات اللجنة ستكون نافذة وملزمة لجميع العائلات بشرط عدم تعارضها مع القانون، مطالبا بدعم من الأجهزة الأمنية للجنة من أجل العمل على فض النزاعات وإنهاء الخصومات الثأرية.
وأوضح محمود محمدين، عمدة قرية جزيرة أولاد حمزة، أنه يجرى حاليا تكثيف الزيارات لأخذ موافقة العائلات على الوثيقة، وأن هناك ترحيبا كبيرا من أبناء القرية بالفكرة، مؤكدا أن اللجنة ستخرج للنور خلال أيام قليلة، وسيتم تعميم الفكرة على باقي قرى مركز العسيرات، وإنشاء لجنة عرفية رئيسية تكون مهمتها الربط بين باقي اللجان ومتابعة العمل، مشيرا إلى أن أهم بنود تم الاتفاق عليها في الوثيقة، عدم انسياق باقي أفراد العائلة في المشاكل التي يجلبها أشخاص في العادة ما يكونون غير أسوياء، وتحكيم القانون وفرض دية على مرتكبي وقائع القتل، وإلزام العائلات بعدم الانسياق وراء ظاهرة الثأر.
وأكد الشيخ أحمد خليفة أبو عرابي، مفتش بالأزهر، أن اللجنة لن يكون عملها فقط فض الخصومات الثأرية، بل حل جميع المشاكل العالقة بين الأهالي خاصة الحدود بين الأراضي الزراعية وخلافات النسب والجيرة، موضحا أن اللجنة تسعى إلى سيادة الأمن بين المواطنين، فمن بنود الوثيقة أن من يشهر سلاحا في مشاجرة، سيتم إلزام عائلته بتسليم السلاح إلى الشرطة لاتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.