التقط الـ"سيلفي" الأخير.. "محمد" دخل يعمل عملية مات بسبب الإهمال الطبي
محمد ضحية الإهمال الطبي بسليفي قبل العملية
ارتدي مريلة العملية، وجلس على السرير وأمسك بهاتفه المحمول لالتقاط صورة "سليفي" مع أحد أصدقاءه داخل الغرفة وهو يضحك قبل ساعة واحدة من دخول غرفة العمليات لإجراء جراحة "الرباط الصليبي" بإحدى المستشفيات الخاصة بالإسكندرية، لتكون آخر صورة للشاب السكندري محمد محمود الجندي.
ولقى الشاب محمد محمود الجندي، 28 سنة، مصرعه، إثر إجراء عملية جراحية "رباط صليبي" داخل إحدى المستشفيات الخاصة، وحررت شقيقته محضر رقم 8228 لسنة 2018 جنح سيدي جابر "إهمال طبي"، بالإضافة إلى شكوي رسمية لمديرية الشؤون الصحية بالمحافظة.
قالت شيماء محمود الجندي، شقيقة الضحية، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، إن أشقائي الاثنين أصيبوا بحادث تصادم أثناء قيادتهم "الأسكوتر" في شهر رمضان الماضي، وحدث لهم بعض الإصابات البالغة، ولكن تمكنا من إنقاذ شقيقي الأصغر "عسكري" بإجراء عملية جراحية وتركيب مسمار نخاعي، مؤكدة بأن شقيقها الضحية حدث له خلع في الركبة وقطع في الأربطة "الخلفي والأمامي والصليبي".
وأضافت "شيماء" ، "تواصلنا مع أكثر من طبيب عظام لإجراء العملية لشقيقي محمد لكن تكلفة العملية كانت باهضه تتراوح ما بين 90 إلى 60 ألف جنيه، موضحة بأنها ظلت تبحث حتى تمكنوا من الوصول إلى طبيب عظام يدعى "م. س. ال"، وتم الاتفاق على إجراء العملية مقابل تكلفة 22 ألف جنيه، بأحد المستشفيات الخاصة، بنطاق دائرة قسم شرطة سيدي جابر".
وأكدت شقيقة الضحية، أن "الطبيب لم يطلب أي إجراء فحوصات غير عمل تحاليل قبل إجراء العملية بيوم، موضحة بأنها توجهت مع شقيقها إلى المستشفى في تمام الساعة 8 صباحًا لإجراء العملية وكان برفقه بعض من زملاءه، وحضر الدكتور في تمام الساعة 1 مساءًا لتجهيز شقيقي لإجراء العملية، مؤكدة بأن الطبيب لم يقوم بإي إجراءات فحوصات داخل المستشفى، غير قياس الضغط فقط".
وتابعت: "شقيقي أحس بإعياء شديد وسخونية، فقمت بعمل كمدات له، وطالبت من الطبيب قياس الحرارة له قبل العملية، ولكن لم يتواجد "ترمومتر" في المستشفى".
وأكدت أن "الطبيب قال إن إجراء العملية سوف يستغرق 3 ساعات، وبدأت العملية في تمام الساعة 1.30، وخرج من العمليات في تمام الساعة 2.30، أي بعد ساعة من دخول العمليات".
وقالت إن "الطبيب طمئنا على حالة شقيقي وأنه ركب 4 مسامير، ثم حصل على تكلفة العملية والتي بلغت 22 ألف جنيه، وأكد لهم الطيب أن شقيقها الأن بغرفة الإفاقة".
وتابعت: "بعد مرور عده ساعات توجهت إلى غرفة الإفاقة للاطمئنان على شقيقي، وبعد ذلك خرج لي الطبيب من غرفة العمليات وأبلغني بأنه حصل مضاعفات "جلطة" وصلت للرئة وحدثت مشكلة في القلب".
وأكدت "أنها دخلت غرفة الإفاقة وشاهدت بعض الخراطيم الموصلة من الأجهزة إلي الفم، ولكن الأرقام كانت مثبتة علي شاشة الجهاز وليس يوجد نبض بجسد شقيقها، فأبلغتهم بأنه متوفي ولم يكن حيًا لأن جسمه كان ساقع ومخشب".
وقالت: "أخويا دخل يعمل عملية رباط صليبي علي رجلة خرج علي ظهرة، شقيقي عريس كان حيتجوز في شهر 10 بدل ماكنا حنلبسة بدلة فرحة لبسناه كفنه"، مؤكدة أنها حرر محضر رقم 8228 لسنة 2018 جنح سيدي جابر إهمال، ضد كلًا من دكتور العظام "م. س. ال"، جرى ضبطه، ودكتور التخدير "ع. ش" مازال "هارب"، وتم عرض الأول على النيابة العامة، والتي قررت إخلاء سبيلة على ذمة القضية بضمان محل الإقامة وإدراجه على قائمة الممنوعين من السفر، وننتظر حتى الأن نتيجة تقرير الطب الشرعي.
وأكدت شقيقة الضحية، بأن الدكتور "م. س. ال" طالبهم بالتنازل عن القضية مقابل رد تكلفة العملية 22 ألف جنيه، مما أثار انفعالنا أتجاه "أخويا مات من الإهمال".
وأوضحت بأنها تقدمت اليوم بشكوى أخرى للدكتور محمد أبو سليمان، وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية، ضد كلًا من المستشفى والأطباء المذكورين، مؤكدة اتخاذ جميع الإجراءات القانونية".
وأضافت بأن وكيل وزارة الصحة أصدر قرار بفحص تراخيص المستشفى، بعد تلقي 4 بلاغات مسبقة عن المستشفى الخاص تفيد بوفاة 4 حالات بداخلها أثناء إجراء العمليات، وجاري تجهيز شكوي أخري لتقدمها في نقابة الأطباء، مطالبة بالقصاص لرجوع حق شقيقها ضحية الإهمال الطبي.