«أم صابرين» تدعم صيادى «الأنفوشى» بكوب شاى
«أم صابرين» تواصل عملها على نصبة الشاى
20 عاماً مضت وهى تجلس فى نفس الزاوية من شاطئ «الأنفوشى» فى الإسكندرية. الشقاء يبدو على ملامحها بسبب ظروف المعيشة، ورغم ذلك تهوّن على المهمومين كربهم، وتضبط مزاج الصيادين بكوب شاى ساخن من عمل يديها، رفضت أن ترفع سعره مع ارتفاع أسعار السلع المختلفة، إيماناً منها بأن الصيادين «غلابة».
سلوى محمد صابر، 50 عاماً، من أهالى منطقة «الحجارى» بحرى، تزوجت منذ 20 عاماً ورزقت بعد 9 سنوات بابنتها الوحيدة «صابرين»، ظلت تساعد زوجها الصياد فى عمله، حتى فقد بصره، فاضطرت للعمل على «نصبة شاى» على الشاطئ.
«أم صابرين» قالت لـ«الوطن»: «زوجى كان بيشتغل صياد على باب الله، وكان لازم نشوف مصدر رزق تانى لمساندته على صعوبة المعيشة، فقررت أنزل وأساعده، لحد ما أصيب بمرض وفقد بصره، وبعدها عملت نصبة شاى، بتخدم الصيادين وأصحاب المراكب، والرزق كله بإيد ربنا». منذ أن أصبحت «أم صابرين» العائل الوحيد لأسرتها، أُجبرت على العمل طوال ساعات النهار لتدبير نفقات المعيشة، خاصة مصروفات تعليم ابنتها الوحيدة، مشيرة إلى أنها تعتبر كل الصيادين أشقاءها، وتساعدهم أحياناً فى فصل الأسماك عن الشباك، وتحملها فى «الطوالى» لبيعها بالسوق، بمقابل بسيط يزيد من دخلها.
جنيهان هو ثمن كوب الشاى على نصبة «أم صابرين» منذ أكثر من 10 سنوات، حيث رفضت رفع سعره، بالرغم من ارتفاع أسعار السكر والشاى، لشعورها بمعاناة الصيادين: «كلنا على باب الله».