حينما كانت رومانا عابدين تبلغ الثالثة من عمرها أصيبت بشلل الأطفال، وكان عليها استخدام قالب لدعم الساقين لعدة سنوات والأن هي تبلغ من العمر 57 سنة ومازالت تعاني من نفس المرض وتقول رومانا بأن الأمر كان من الممكن أن يصبح أسوأ من ذلك، فهناك من توفي نتيجة شلل الأطفال وتقول أن تقبل المرض قد أعطاها نظرة مختلفة للحياة والصحة، وجعلها تفكر أن معنى الصحة ليس بالضرورة أن تكون لياقتك بشكل مثالي، بل الأهم يكون في مواجهة تحديات صحية، والتعلم منها.
لم تجعل رومانا شلل الأطفال عائقاً في وجه طموحها وأحلامها، ومارست مهنة الحقوق وبعدها اتجهت للأعمال منذ عام 2013 حتى أصبحت مديرة في شركة "سيمبلي هيلث" للخدمات الصحية الخاصة في المملكة المتحدة وفقا لموقع "بي بي سي "
وكانت رومانا تذكر دوما مازحة بأنها في الانضمام إلى القطاع الطبي عندما كانت مراهقة، إلا أنها بالبداية قررت دراسة الحقوق في جامعة ويلز وأصبحت محامية متخصصة في قوانين الشركات والملكية الفكرية عام 1988، حتى انضمت عام 1991 إلى القسم القانوني في الجمعية المصرفية "برادفورد آند بينغلي" لكن ذلك لم يناسب ظروفها العائلية، وتشرح رومانا قائلة: "كان لدي طفلان صغيران، وكانت هناك أوقات أفكر فيها عندما أرى ابنتي تقرأ على الهاتف أثناء قيادتي السيارة ذهابا وإيابا أن هناك ما يستحق الحياة أكثر، أردت شيئا مختلفا في حياتي".
و انضمت بالفعل عام 2001 إلى شركة "سيمبلي هيلث" للتأمين الصحي التي يقع مقرها في أندوفر في هامشيار جنوب إنجلترا. وتقول إنها "معجبة بالمنظمة وأهدافها" وبعد 12 عاما سُئلت رومانا عن رغبتها في أن تكون مسؤولة تنفيذية لكنها لم تقم بالموافقة مباشرة، ووضحت قائلة: "كنت على وشك أن أقول إنني لست الشخص المناسب، فكيف سأكون قدوة؟ وكنت أتساءل إن كانت لدي المهارات اللازمة لأكون مسئولة تنفيذية، وهذا ما تميل أغلب النساء للتفكير فيه"، لكنها قبلت الوظيفة.
وحققت رومانا نجاحا كبيرا مع شركتها دى "سيمبلي هيلث" فبحسب موقع "بي بي سي" اليوم 3.4 مليون مستخدم نشط ممن يدفعون اشتراكا شهريا لتغطية تكلفة المراجعات الدورية وعلاج الأسنان والعيون والعلاج الفيزيائي والمبيت في المستشفى التابع للشركة.
تعليقات الفيسبوك