رغم معاقبة القانون عليها.. ما أسباب تكرار حوادث التعذيب بـ"الكلاب"؟
جانب من فيديو متداول عن كلب فيصل
حالة من الغضب، انتابت رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما انتشر مقطع فيديو على "فيسبوك" لشاب، بأحد شوارع الجيزة، يروع صديقه بكلبه المفترس، على الرغم من توسلاته له بألا يؤذيه.
وأظهر مقطع الفيديو، توسل الشاب لصديقه، ليمنع عنه الكلب حتى لا يصيبه بأذى، قائلًا: "والنبي يا أسطى.. بالله عليك يا سيد"، إلا أن الكلب عقره في يده ليبكي وهو ممسك بها، قبل أن يتركه الشاب وينهره، ويطلب منه المرور من شارع آخر.
لم تكن هذه هي الحالة الوحيدة، فقد سبقها العديد من الحالات المشابهة، فظهر في يونيو الماضي، شابان (25 عاما)، تشاجرا مع قهوجي، بسبب خلافات متكررة، واحتجزاه داخل المغسلة، وأطلقا عليه الكلاب، وصورا ذلك "فيديو".
وفي واقعة أخري، ظهر شاب يطلق كلبا على طفل، ويحاول الطفل الهرب من الكلب، إلا أن صاحبه يمسك بالطفل لكي يتملك الكلب منه، إلا أنه نجح في الفرار وأسرع الكلب وراء الطفل محاولا الإمساك به.
وهناك مجموعة من التهم، توجه لمرتكبيها في مثل هذه الأفعال، والتي تشمل "التهديد وترويع الآمنين، والبلطجة"، وهي جنح، عقوبة كلٍ منها السجن بمدد تتراوح بين أسبوع وثلاث سنوات، وعلى الرغم من نص القانون عليها، إلا أنها لا زالت تتكرر إلى الآن.
الدكتور طه أبو حسين، أستاذ علم الاجتماع، قال إن مثل هذه الآفعال تخرج من أشخاص يعانون من اضطرابات نفسية وسلوكية دفينة منذ سنوات عديدة، موضحا أنهم يستخدمون أول فرصة تتاح لهم لإيذاء الآخرين.
وأردف، أستاذ علم الاجتماع، أن سبب ظهور مثل هذه الأفعال بكثرة هو علم مرتكبها أنه لن تتم معاقبته أو محاسبته، فإذا كانت هناك مواقف صارمة ضد مرتكبيها، فلن نراها بمثل هذا الكم.
وأوضح أبو حسين، لـ"الوطن"، أن علاج مثل هذه المواقف في اتجاهين، أولهما هو محاولة تقويم من يأتِ بهذه الأفعال سلوكيا عبر مراكز التأهيل السلوكي، والثاني بالتربية الجيدة من الأسرة لأبنائها منذ صغرهم، فالتربية هي الأساس في مثل هذه الأفعال.
سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أكد أن مثل هذه الأفعال تخرج من شخص ذو مستوى تعليمي متدنٍّ، فالشخص المتعلم لا تخرج منه مثل هذه الأفعال، موضحا أن مرتكبي هذه الوقائع، يرتكبون في الغالب أفعالا إجرامية ومن أرباب السجون.
وأوضح صادق لـ"الوطن"، أن علاج هذه الأفعال ظهرت نتيجة غياب الأمن المجتمعي بصورة كبيرة، فالشخص الذي يرتكب مثل هذه الأفعال يعلم أنه لن يعاقب، فإذا لم ينتشر الفيديو وينال سخطا وأسع، فلن يتحرك المجتمع لمعقابته.