صورة أرشيفية لمرضى
"اسأل مجرب ولا تسأل طبيب" مثل ربما يشرح طريقة المصريين في التعامل مع غلاء الأسعار، لكنهم انتصروا على هذا المثل أيضًا، ليخلقوا من الأعشاب الطبيعية ملاذًا آمنا لمداواة أمراضهم، وتجنب "نار الفيزا" العيادات الطبية الخاصة، فخليط من المح والكمون والكزبرة قد يعالج الضغط المنخفض، فيما يصبح عصير الليمون داخل العين خير وسيلة لتجنب التهابها.
"شاي بالسمن البلدي لتخفيف احتقان الزور" بتلك الكلمات وصفت دينا أحمد السيد، عادة زوجها للتخلص من الاحتقان، موضحة وجود أمراض بسيطة لا تحتاج الذهاب لطبيب، وعلقت على الأمراض المزمنة، قائلة "مينفعش معاها الطب البديل"، مشيرة إلى ارتفاع تكلفة كشف الطبيب الذي يتراوح بين 35 إلى 50 جنيهًا.
فيما قالت سارة أمين البالغة من العمر29 عامًا "باكل ملح على كمون على كزبرة ناشفة لما يكون ضغطي واطي"، موضحة أن ذلك يأتي معها بنتيجة فعالة أكثر من الأدوية.
وعن طريقتها في علاج طفلها، روت جهاد محمود لـ"الوطن"، أنها عندما ذهبت للطبيب لتعالج طفلها من الانتفاخ والإسهال وبعد أن دفعت كشفًا بنحو 100 جنيه، واشترت أدوية بـ 150 جنيهًا، وبالرغم من ذلك لم يتحسن بعد، أجرت خضة بالمياه المثلجة من خلال كشف بطن طفلها وتدليكها ثم رش المياه فيتخض"، قائلة " جابت نتيجة أحسن من علاج الدكتور دون أي تكلفة".
حديث "جهاد" توافق مع ما ذكره "الحاج رضا" مواطن خمسيني يعيش بإحدى مدن محافظة القليوبية، الذي أكد أنه لم يذهب للطبيب منذ قرابة سنتين بسبب ارتفاع تكلفة الكشف وأسعار الأدوية.
سهى سامي مهندسة ذكرت "كنت بحس بألم شديد في معدتي وجدتي الله يرحمها كانت تضع ملح وفلفل على قطعة بصل، وربطها على السرة وسبحان الله كنت بخف".
واختصرت عصمت محمد ربة منزل، وصفة أختها لعلاج التهاب العيون عن طريق عصر الليمون في العين.
"بدهن عسل أسود وعليه ورقة كرتون بطريقة معينة على ودني لما يكون فيها ألم وبتحسن" بهذه العبارة وصفت فاتن عبدالفتاح خريجة كلية التجارة، عادة والدتها لتخلصها من آلام الأذن، معربة أن تلك الوصفات أفضل من الذهاب للطبيب "أنا عن نفسي مبقيتش أثق فيهم، دايما يضخموا المرض".
أما عن آلام الصداع قالت ألفت أبو الفتوح، ربة منزل أنها تضع "نقط مية بملح في الأذن"، مشيرة إلى أن ذلك أفضل من المسكنات.
اتجاه البعض للجوء لـ"الطب البديل"، أثار غضب الأطباء، وعلق الدكتور محمد يحيى، طبيب متخصص في مجال جراحة العظام، أن الاعتماد على "الفهلوة" في العلاج يمكن أن تؤدي لمشاكل مرضية مزمنة للمرضي، تؤثر على حياتهم، سواء خلال الفترة القريبة التي تعقب تناولهم الأعشاب أو الوسائل التي يقومون بها، مؤكدا أن نجاح العلاج بـ"الطب البديل" مرة أو اثنين لدى البعض قد يكون مرتبط بجوانب نفسية عبر ثقة المريض فيمن وصف له تلك "الوصفة"، محذرًا من عدم الأخذ بالأسباب العلمية في هذا الصدد.
وعن سر لجوء قطاع من المرضى لـ"الوصفات"، بدلًا من الذهاب لطبيب متخصص، أوضح "يحيى"، أن هذا قد يكون لضعف ثقافة البعض، وتأثرهم بما قد يروجه البعض على مواقع التواصل الاجتماعي من نجاح تلك الوصفات معهم، ومن ثم يبحثون عن "السهل الرخيص"، ولكنه قد يكون له آثار سلبية كبيرة على الحالة المرضية.
تعليقات الفيسبوك