الأولى مكفوفين بالأزهر: "تحديت ظروف إعاقتي.. وأسعى للتدريس بالجامعة"
رحمة سعد حمدي
في كل عام عقب ظهور نتيجة الثانوية العامة تظهر نماذج مشرفة وقد تحدث الظروف التي تمثل عائقا أمام كثيرين، لكن هذه النماذج حولت مكامن ضعفها إلى نقاط قوة لتحقيق ما يصبوا إليه من أهداف، وفي هذا العام ظهر من كان يساعد والدته في بيع الأنابيب، وآخر يعمل في المجال الخيري وغيرهم لم تشغلهم ظروفهم عن التفوق بل وتصدر قائمة الشرف في أوائل الجمهورية بالثانوية العامة.
وبالأمس ظهرت نتيجة الثانوية الأزهرية، وظهرت معها نماذج أكثر تحديا للظروف فقد حصل للمرة الأولى 3 طلاب على الدرجة النهائية بنسبة 100%، لكن هناك طالبة تحدت ظروف إعاقتها البصرية وحجزت مقعدا في قافلة الأوائل الذين هنأهم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، تُدعى رحمة سعد، التي حصلت علي المركز الأول، أدبي كفيف، بمجموع 97.3% والتي حاورتها الوطن لمعرفة قصة نجاحها.. وإلى التفاصيل:
* في البداية كيف حصلتي علي هذا المجموع الكبير في الثانوية الأزهرية؟
- قبل أن أتحدث عن كيفية الحصول على هذا المجموع أود أن أوضح أن الثانوية الأزهرية من المعروف أنها من أصعب المراحل فضلا عن أنها أصعب من الثانوية العامة، لكني تخطيت ذلك بحبي للمذاكرة كما أن التحفيز من أهلي ومن المدرسين كان عاملا مساعد في التفوق.
* ما هي أبرز المعوقات التي واجهتيها خلال السنة الدراسية؟
- عشت سنة طويلة من المتاعب المتعلقة بالمذاكرة وصعوبة المواد وكان لدي مخاوف في بداية السنة الدراسية لأنه من العرف الذي تعودنا عليه في الدراسة الأزهرية أنه لا تتخطي أي طالبة من الثانوية الأزهرية حاجز الـ80% فوضعت نفسي أمام تحدي لكي أحصل علي مجموع مرتفع وكنت أتمنى أن أحصل على المركز الأول على مستوى الجمهورية مثلما حصلت عليه في المرحلة الإعدادية.
* كيف واجهتي إعاقتك البصرية لتحقيق هذا التفوق؟
- كانت والدتي تساعدني في المذاكرة بالإضافة إلى جميع المدرسين الذين درسوا لي كما أني كنت أضع لنفسي جدول لتنظيم اليوم بحيث أذهب إلى المعهد الأزهري صباحا ثم أسترح لمدة ساعة عقب العودة وأستأنف المذاكرة بالذهاب إلى الدروس الخصوصية وأعود منها لمراجعة ما تحصلت عليه وكنت أذاكر يوميا 10 ساعات.
مكالمة «الإمام» أفضل هدية في حياتي.. وربنا مخيبش ظني..أبي وأمي دخلوا في نوبة بكاء من الفرحة
* كيف استقبلتي تهنئة شيخ الأزهر لك؟
- ربنا مخيبش ظني وحصلت علي مجموع 97.3% وقد هاتفني الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف لتهنئتي ولم أصدق نفسي كما لم يصدق أبي وأمي هذا الاتصال وكان أكبر هدية حصلت لي في حياتي حتى الان، كما دخل أبي وأمي في نوبة من البكاء من شدة الفرح وكان نفسي أحصل على أكثر من هذا المجموع لكني أحمد الله على ما حصلت عليه.
* ماهي المواد التي كنتي تحبين مذاكرتها؟
- كنت أحب كل المواد لكن تحديدا رغبتي كانت تميل إلى مذاكرة مواد اللغات والصرف والنحو، وعلى أي حال لم أجد صعوبة في مذاكرة أي مادة.
* بعد حصولك على هذا المجموع.. أي الكليات تودين الالتحاق بها؟
- أتمني الالتحاق بكلية لغات وترجمة وأن أعمل في مهنة التدريس بالجامعة لمواصلة التفوق.
* لماذا لم تلتحقي بالقسم العلمي وفضلتي القسم الأدبي؟
- كنت أقول لنفسي دائما أن القسم الأدبي مثل القسم العلمي ولا يوجد فارق بينهما ووضعت هدف أمام عيني أني لابد أن أكسر حاجز التسعين بالمائة في المجموع بأي شكل.
* كلمة أخيرة توجهينها لباقي زملائك من بعدك؟
- نفسي يكون فيه أكتر من رحمة بمعني أن تضع البنات حالتي نموذج أمام أعينهن وأن يكون هناك إصرارا على الهدف الذي ينشدونه، خاصة أنه لا يوجد فرق بين الأولاد والبنات.