«أبوالنمرس التجارى» وجهة العرسان والعرايس.. «كله موجود وبسعر مناسب»
أحد محال تجهيز العرائس بشارع أبو النمرس
شارع متسع على جانبيه تتراص محلات بيع الأدوات المنزلية الخاصة بتجهيز العرائس، حيث يتنافس أصحاب المحلات فى عرض بضاعاتهم بشكل لافت للنظر، لجذب الزبائن التى تتردّد عليهم بين الحين والآخر، مستغلين المساحات الخالية الموجودة أمام محلاتهم، ورغم شهرة شارع أحمد بدوى الشهير بشارع أبوالنمرس التجارى بين المحافظات والقرى المجاورة له بسبب انخفاض الأسعار فيه، مقارنة بالأسواق الأخرى وجودة منتجاته، فإن الإقبال عليه انخفض، مقارنة بالسنوات الماضية، إذ يخيم الهدوء على معظم أنحاء الشارع.
أمام محله، وقف جابر فاروق، صاحب أحد المحلات بالشارع، يرص بعض الكراتين الممتلئة عن آخرها بالأطقم الصينى فوق بعضها البعض بشكل منظم، يقول: إن شارع أبوالنمرس التجارى مميز عن الأسواق الأخرى الشهيرة بالقاهرة، نظراً لانخفاض سعر المنتجات المستوردة والمصرية فيه، إذ تباع جميع الأدوات المنزلية للزبائن بسعر الجملة، بجانب أنه تتاح أمامهم أنواع وأشكال متعددة للأطقم وبأسعار متفاوتة، وفقاً لكلامه: «الشارع مميز عن درب سعادة وحمام التلات، لأنه فيه كل حاجة بتحتاجها العروسة فى منزلها، بجانب أن هنا تتوافر كل الأنواع، سواء المصرية أو المستوردة، وبأسعار قليلة، يعنى الطقم الصينى فى درب سعادة بـ7000 جنيه، لكن هنا بنبيعه بـ4000 جنيه، وفيه بـ3000 جنيه، وساعات بنبيع نص أطقم للناس، لو إمكانياتها بسيطة وبسعر أقل». لم يقتصر الشارع على وجود محلات لبيع الأدوات المنزلية، إنما توجد فيه مصانع تنتج بعض الأدوات اللازمة للمنزل، ومنها أوانى الطهى الحديثة كالحلل السيراميك والجرانيت التى أصبحت من أساسيات مطبخ العروسة، إضافة إلى البلاستيكات بجميع أحجامها وأشكالها، كما يتم تصنيع الأجهزة البسيطة كغلايات الكهرباء وتقفيل الخلاطات، على حد قول «جابر».
«جابر»: الشارع أسعاره منخفضة ويوفر كل احتياجات الزواج.. وأحياناً نبيع نصف «طقم صينى» لغير القادرين
عدد كبير من التجار يتعامل معهم «جابر» لشراء بضاعته، إذ يعتمد فى بعض الأحيان على المستوردين الموجودين داخل بلدته، وأحياناً أخرى يتعامل مع تجار يأتون إليه من محافظات أخرى من دمياط والإسكندرية، على حسب السعر الذى يتفقون معه عليه، بجانب جودة المنتج المعروض عليه.
«أى حاجة بـ7.5 جملة وقطاعى»، لافتة كبيرة وضعها «إسلام رضا»، تاجر أدوات بلاستيكية، على أحد جوانب محله لجذب الزبائن ودفعها إلى الدخول، إذ يضطر فى بعض الأحيان إلى خفض سعر المنتج، مقارنة بالمحلات الأخرى، ثم يعوض تلك الخسارة فى منتج آخر يبيعه لهم، وفقاً لكلامه: «لو طقم بلاستيك ثمنه 500 جنيه باقول لزبونة 400، لأنها بتكون سألت فى كل المحلات ومجرد ما تعرف أن سعرى أقل من بره، ونفس المنتج، بتشترى منى كل الحاجات اللى محتاجها، فباعوض المبلغ اللى خسرته فى الطقم فى أى حاجة تانية هتشتريها». يشير «إسلام» إلى أحد المنتجات الموجودة داخل محله، قائلاً بنبرة مرتفعة: «كان عندنا دستة الفرشاة دى بـ66 جنيه، فيها 12 قطعة، وكانت الواحدة منها تقف علينا بـ5 جنيه، وبنبيعها بـ7٫5، لكن دلوقتى بنبيعها بـ14 جنيه»، موضحاً أن حركة البيع والشراء فى السوق انخفضت، مقارنة بالسنوات الماضية، إذ كان يبيع أسبوعياً بـ150 ألف جنيه، لكن حالياً تبدل الوضع كثيراً، على حد تعبيره: «كانت العربية تقف قدام المحل تحمل بضاعة بـ70 و80 ألف جنيه، لكن دلوقتى بتيجى كل 5 شهور تاخد بضاعة بـ5000 جنيه». على بُعد أمتار قليلة منه يقع محل شافعى حسن، صاحب أحد المحلات، الذى اكتفى بعرض بضائعه داخل محله، يروى الشاب الثلاثينى تاريخ شارع أبوالنمرس التجارى، قائلاً: إن الشارع بدأت شهرته منذ أكثر من 20 عاماً، أما قبل ذلك فكان التاجر، على حد قوله، يعمل مندوباً، حيث يخرج كل منهم من منزله بعد أذان الفجر محملاً على كتفيه بعض المنتجات لبيعها فى محافظات الوجه القبلى والبحرى، ثم يعود مساءً، منوهاً بأنهم ظلوا على ذلك الوضع سنوات طويلة، حتى قرر عدد منهم فتح محلات خاصة بهم فى الشارع. يقطع حديثه قدوم أحد الزبائن لشراء بعض الأطقم، ثم عاود حديثه، قائلاً: «كان الشارع فيه 7 أو 8 محلات، وكان محل والدى من بينهم، بنبيع فيه لمبات الجاز وكوبايات زجاجية وحاجات بسيطة، وبعد كده الوضع تطور، والمحلات انتشرت فى الشارع كله، لكن اللى تاعبنا أن الأسعار بتزيد كل شهر، والزبون مش متقبل، رغم أن عندنا الرخيص والغالى».