بالفيديو| «سوق برقاش».. قبلة تجار الجمال.. والبيع بالمزاد
سوق برقاش أشهر سوق جمال بالجيزة
طريق طويل غير ممهد على أحد جوانبه جبال رملية، وعلى الجانب الآخر أراض زراعية، يخلو من أى لافتة توضح للزائر المكان، فقط عربات النقل المحملة بالجمال كانت مرشدنا إلى السوق الذى أنشئ على مساحة 25 فداناً بمنطقة برقاش، التابعة لمركز إمبابة، ليضم أنواعاً مختلفة من الجمال تُعرض فى مزادات يومى الجمعة والأحد من كل أسبوع.
على أحد الأرصفة المقابلة لبوابة السوق كان «عماد رجب»، جزار، يجلس مع بعض زملائه، ومن حوله الجمال التى اشتراها من السوق فى الصباح الباكر، منتظراً قدوم السيارة الخاصة به لحمل الجمال عليها، إذ اعتاد، وفقاً لكلامه، الذهاب إلى السوق برفقة جزارى منطقته واختيار الجمال معاً وحملها بنفس السيارة بعد تمييزها بعلامة مختلفة عن الأخرى، حتى لا يتكلف وحده ثمن النقل: «كلنا من المنصورية، بنخرج سوا الفجر وكل واحد فينا بيشترى الجمال اللى عايزها، وبنعلمها بأول حرف من اسم كل واحد فينا، لأنها بتكون مختلفة فى وزنها ونوعها». يتوجه «عماد» إلى سوق الجمال يومى الجمعة والأحد لحضور المزادات التى تقام فيه وشراء ما يحتاجه محله من جمال، وبحسب كلامه، يشترى 7 جمال يوم الجمعة و3 أو 4 جمال يوم الأحد، على حسب حركة البيع والشراء، أما فى المواسم فيختلف الأمر كثيراً، إذ يضطر إلى شراء نحو 15 جملاً ليكفى حاجته: «اللى بشتريه يوم الجمعة بدفع جزء منه يومها، والباقى بدفعه الأسبوع اللى بعده، أما يوم الأحد بحاسب التاجر فى وقتها، لأن عدد الجمال أقل وبكون عامل حسابها».
أنواع عديدة من الجمال توجد داخل سوق «برقاش»، حيث تتنوع ما بين البلدى والسودانى والصومالى والمغربى، لكن الأكثر بيعاً منها الجمل البلدى، والسودانى الذى يختلف إلى حد ما عن البلدى فى الطعم والسعر، على حد قول «تامر ناجى»، تاجر بالسوق، موضحاً أن البيع فى السوق يعتمد بنسبة كبيرة على المزادات التى تقام فيه، حيث يعرض كل تاجر أو صاحب مكتب الجمال التى يملكها وبسعر أقل من ثمنها، حتى ينتهى المزاد: «ساعات بنعمل مزاد على جمل جمل، وساعات على مجموعة جمال، لما بيرسى المزاد على جزار بعمل له عندى دفتر أسجل فيه كل بياناته والمبلغ اللى دفعه، وأغلبنا بقى عارفين بعض، لأن بقالنا هنا أكتر من 25 سنة».
تاجر: نعتمد على المزادات ونعرض بضاعتنا بأقل من ثمنها وجزار: أشترى «7» يوم الجمعة.. و«3-4» الأحد
داخل ساحة كبيرة، امتلأت عن آخرها بجمال مختلفة الأنواع والأحجام، وقف ناجى عبدالهادى، راع للجمال داخل السوق، عمره 23 سنة، حيث يقتصر دوره على استقبال الجمال من التجار الذين يتعاملون معه وتجهيزها لعرضها فى المزادات التى تقام داخل السوق، ووفقاً لكلامه: «التجار بتستلم الجمال من السودان فى أسوان، أما الجمال الصومالية بيستلموها عن طريق السويس، وبيبيعوها لأصحاب المكاتب، ولكل مكتب رعاة زينا بيستلموها وبتكون الجمال فى مسئوليتنا، ولو مات جمل إحنا إللى بنشيل تمنه»، مشيراً إلى أنه يقوم عقب تسلم الجمال بترقيمها، إذ يوجد بحسب كلامه، لكل مكتب رقم أو حرف مختلف عن غيره لتمييز الجمال.
ويقول «عبدالهادى»: «باجى كل يوم الفجر من إمبابة بستقبل الجمال، وكل جمل موجود فى السوق لتاجر معين، بنميزه برقم أو حرف معين، وبربطه بعقلة أو حبل فى رجله الشمال عشان حركة الجمال تقل، وباخد على كل عقلة بعملها 10 جنيه من الجزار اللى بيرسى عليه المزاد، وآخر الشهر باخد مرتبى من صاحب المكتب»، ويتابع «ناجى» الذى يعمل بالمهنة منذ 13عاماً حديثه، قائلاً: «الجمال اللى مش بتتباع فى المزاد بترجع المزرعة، ولكل نوع منها مزرعة بنعلفه فيها ونجهزه للمزاد اللى بعده».