د. على الأحول: أمير قطر السابق عرض جمع سلاح الميليشيات الإسلامية فى 24 ساعة.. إذا اختار وزيرَى الدفاع والداخلية
د. على الأحول
فى محاولات للوقوف على الأبعاد الحقيقية للأزمة الليبية، أجرت «الوطن» عدة حوارات مع مختلف أطراف الأزمة، وفى هذه المرة تحاور الدكتور على الأحول، آخر رئيس للقبائل الليبية فى عهد «القذافى»، ويشغل منصب الأمين العام لمؤتمر أنصار الجماهيرية والقوى الوطنية الليبية. «الأحول» التقى مؤخراً مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة، فى مصر ومعه عدد من المسئولين فى نظام ما قبل 17 فبراير.
وكشف «الأحوال» تفاصيل سقوط النظام السابق، والأطراف التى عملت على ذلك، وقال: قطر فعلت كل ما يخطر على البال مع الرئيس الفرنسى الأسبق، نيكولا ساركوزى، للسيطرة عل النفط والغاز فى ليبيا، ولرفض «القذافى» أطماعهما اتُخذ القرار بالتخلص منه، إلى جانب مطامع قطرية أخرى.. إلى نص الحوار:
آخر رئيس للقبائل فى عهد «القذافى»: الزعيم الراحل رفض شراكة «الدوحة وباريس» فى النفط والغاز الليبى فأطاحتا به
التقيتم مبعوث الأمم المتحدة غسان سلامة هنا فى مصر، فماذا ناقشتم؟
- غسان دبلوماسى، ولديه تجربة سابقة فى لبنان، ولأول مرة يتم الاجتماع من قبَل مبعوث أممى مع أنصار النظام الليبى السابق من بين نحو 6 أو 7 مبعوثين أمميين وعدة اجتماعات من «غدامس» جنوب ليبيا إلى تونس إلى الصخيرات بالمغرب وغيرها، لقد كان أنصار النظام السابق مستبعدين تماماً.
ولماذا ظهرت رغبة المبعوث الدولى فى هذا اللقاء؟
- لأول مرة يتم الاتفاق على أن يكون لأنصار النظام الليبى السابق دور، لأن كل محاولات الحل السابقة فشلت، وجزء كبير من أنصار النظام السابق، وهم أكثرية، تم تغييبهم، وبالتالى فإن «جماعة فبراير» (أنصار ما يُعرف بثورة 17 فبراير التى أطاحت بمعمر القذافى) يجتمعون مع أنفسهم. والمؤسف المبكى أنهم قالوا نحن نقوم بثورة من أجل الحرية ونريد النظام الديمقراطى، ووضعوا أيديهم فى أيدى حلف شمال الأطلسى «ناتو»، ومن خلال التجارب السياسية يتبين لنا أن «الأمم المتحدة» لم تنهِ من قبل ولا مشكلة، سواء فى لبنان أو سوريا أو العراق أو يوغوسلافيا السابقة، التحرك يأتى فقط فى إطار المصالح، لو لم يكن لدى ليبيا نفط ما اهتموا بها كما يحدث فى الصومال. تم عمل ثورة -مجازاً- وأين هم الذين قادوا هذه الثورة؟ تركوها للميليشيات، أين محمود جبريل وعبدالرحمن شلقم ومصطفى عبدالجليل؟ الشعب الليبى كان شعباً متحاباً وهؤلاء زرعوا الفتنة بيننا، الشعب بين مرضى ومهجرين وباحثين عن الأموال، لدينا مثلاً مليون ليبى مهجر فى مصر، بخلاف من فى السجون من نساء وأطفال.
الإطاحة بـ«معمر» جريمة كبرى.. ومندوبنا السابق بالأمم المتحدة التقى «بن خليفة».. وكان يتحدث عن ليبيا كأنها «حمّام بيته»
ما الذى طرحتموه على «سلامة» فى هذا اللقاء؟
- أن نتجاوز عما حدث فى ليبيا من قتل ونهب لليبيين والسجون، وقلنا: لننظر إلى مرحلة بناء الدولة من خلال إقامة نظام ديمقراطى، وثانياً: تنظيم سلطات الدولة بما يحول دون اغتصاب السلطة وتغوُّل الإدارة، وثالثاً: التمسك التام بالحريات العامة وحقوق الإنسان وتشييد الضمانات لمنع انتهاكها، وأكدنا الالتزام التام بالمساواة بين جميع المواطنين، وتشييد نظام اقتصادى متطور يضمن تنمية البلاد ورفاهية شعبها يقوم على العدالة الاجتماعية. أيضاً بناء مؤسسات تعليمية وثقافية مزدهرة تستجيب لحاجة المجتمع. والعمل على إعادة بناء القضاء الوطنى وفق أعلى المعايير التى تحافظ على استقلاليته التامة. وتأكيد وتعزيز مكانة المرأة ودورها فى بناء المجتمع. وتأكيد سيادة الدولة تجاه المجتمع الدولى بتأسيس سياسات مستقلة تقوم على سياسة المصالح المشتركة وتعكس مصالح البلاد والاحترام المتبادل ورفض التدخل فى شئونها. هذه هى رؤيتنا الوطنية لمستقبل ليبيا التى قدمناها إلى السيد غسان سلامة.
ما تصوركم بخصوص مشكلة الميليشيات وانتشار السلاح ومسألة إعادة توحيد المؤسسة العسكرية؟
- رؤيتنا أنه ما لم تنتهِ الميليشيات وانتشار السلاح لن تكون هناك دولة، هؤلاء الذين عندهم سلاح وتغوّلوا على السلطة فى ليبيا، حسب المعلومات التى لدينا وفق مصرف ليبيا المركزى أُنفقت خلال السنوات الماضية 277 مليار دينار ولم تُبنَ فى ليبيا طوبة واحدة خلال السنوات الماضية، لم يُترك مشروع واحد لليبيين، والليبيون الآن بالطوابير يومياً على المصارف من أجل 200 دينار، الليبيون مشردون فى أنحاء العالم، فى حين كنا نساعد الدول الأفريقية، ولدينا الآن آلاف السجون التى بها نساء للمرة الأولى، لن تتخلى الميليشيات ببساطة عن المكاسب والمليارات التى لديها والتى دخلت جيوبهم، وبالتالى لا يمكن بناء الدولة ما لم تنته تلك الميليشيات ويعاد بناء دولة القانون والمؤسسات والقوات المسلحة والأمن.
وما موقف أنصار النظام السابق من إجراء الانتخابات؟
- نحن قلنا من جهتنا إننا نرتضى بالانتخابات، الآن يتم فتح الفرصة للشعب الليبى ولكل مواطن ليبى لديه الكفاءة فى الترشح أن يتقدم لذلك، والصندوق هو الذى يقرر، وتكون الدولة بهذه الطريقة، إنما التهميش والانتقام استمراره مشكلة كبيرة، وهذا ما يحدث فى سوريا وحدث فى العراق.
«القرضاوى» أفتى بقتل «العقيد».. والتقينا قادة «الجماعة فى ليبيا» بمصر فقلت لزعيمهم: هل من الإسلام أن تغدروا بالأسير؟
أنصار النظام السابق، هل هم كتلة واحدة أم مجموعات متفرقة؟
- هناك فرق بين كتلة واحدة ومجموعات متفرقة، نحن أولياء الدم ولدينا أبناؤنا أولياء الدم، ولا بد أن يكون لنا دور فى هذا، هناك من انتُهكت أعراضهم، وهناك من سُلبت أملاكهم، وهناك من قُتلوا، لا بد أن يتم استيفاء الحقوق حتى يتم بناء الدولة. ومع هذا، إذا استقرت الدولة، تتاح الفرصة فيما بعد لمن يتولى السلطة أن يتم إجراء المحاكمات، وأن يكون الجميع أمام القانون سواء، كل من يثبت جريمة معينة بحقه القضاء العادل هو الذى يحكم.
وهل أنتم قوة مؤثرة حتى يكون لكم دوركم فى حكم ليبيا فى حال استقرت الأوضاع؟
- نحن لن نكون أوصياء على الشعب الليبى، الشعب الليبى عندما تتاح له الفرصة بكل حرية وأمانة، من حقه أن يختار من يمثله فى السلطة، طبقاً للمعايير الديمقراطية، مع توافر القضاء العادل وبناء المؤسسات والدستور والقانون، والمواطنون سواسية، من يختارونه فليتقدم.
أنصار النظام الليبى السابق يتحدثون عن الديمقراطية بهذه الصورة الجديدة ويتمسكون بها، إذاً ما تفسير الانقلاب على نظامكم فى 2011 من قبَل الشعب؟
- ما حصل فى 2011 جريمة، عندما بدأت نذُر 2011 شعرنا بما قامت به قطر وقناة «الجزيرة العبرية» من ضخ وتزييف للحقائق والتغرير بقطاعات من الشباب. أنا لا أقول إن النظام السابق كان جيداً على الإطلاق، كل نظام له عيوبه، ولكن هناك فارق بين أن تصلح بطريقة منظمة، وأن يحدث ما حدث. وللأسف الشديد أولئك الذين كانوا فى قمة الدولة الليبية وزير الخارجية ووزير العدل والسفراء، للأسف 50 سفيراً فى دول أجنبية تعرضوا للضغوطات من أجل التخلى عن النظام، مثلاً عبدالرحمن شلقم الذى كان مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة ودبلوماسى لمدة 40 سنة تباكى تباكى التماسيح على ليبيا والآن هو مطارد، هذا هو الفارق بين مندوب ليبيا ومندوب سوريا بالأمم المتحدة. وللأسف الشديد جامعة الدول العربية التى كان يترأسها فى ذلك الوقت عمرو موسى، أصدرت القرار الذى استغربناه، لا أريد أن أقول كم زار عمرو موسى ليبيا وكم دُعم من ليبيا، ورغم ذلك، وببساطة، وفى أقل من يومين، ترك مصير الشعب الليبى لهؤلاء، لماذا لم تبعث الجامعة العربية على الأقل لجنة تقصى حقائق على الطبيعة لترى الأكاذيب ثم تكتب تقريرها، لكن تكتب فى مجلس الأمن بالتدخل وأنت تعرف من هم فى مجلس الأمن الدولى، فهذا جريمة، هل الجامعة العربية تحمى الشعوب العربية، أم ماذا؟ وللأسف هذا هو ما تكرر فى العراق.
ما دور قطر تحديداً فى هذه المسألة؟ هل هناك مبالغة فى دورها؟
- قطر قامت بكل ما يخطر على البال، لأن قطر كانت لديها رغبة أن تشارك فى النفط الليبى والغاز، وكانت تدير محاولة لذلك بالتعاون مع الرئيس الفرنسى الأسبق نيكولا ساركوزى، وعندما علم الرئيس القذافى بذلك رفض.
لم أفهم منك ما تقصده بمشاركة قطر فى النفط الليبى؟
- كانت هناك اتفاقية أن يكون لإيطاليا حصة فى النفط الليبى والغاز، قطر كانت ترى أن ليبيا تعيش على بحيرة من النفط والغاز، وبالتالى فرنسا من جهتها أرادت أن يكون لديها اتفاقيات مع ليبيا، و«الدوحة» كانت تريد أن تكون شريكاً لـ«باريس» فى ذلك. وعندما رأت القيادة الليبية أن هناك نصوصاً واتفاقيات قائمة، تولّد نوع من الحقد بين فرنسا وقطر نحو الدول الليبية، وتم رفض ما تريده قطر وفرنسا.
قلنا للمبعوث الأممى: «سنتجاوز عما سبق ونحن أولياء الدم».. وإذا لم تنته الميليشيات فلن تكون هناك دولة ونرضى بالانتخابات
وهل هذا يفسر ما حدث فى 2011؟
- ما حدث أنه تم استقطاب الإخوان، وهؤلاء حرّضوا على القيادة الليبية، ويوسف القرضاوى أفتى بقتل معمر القذافى، وقال إنه على الجيش الليبى والليبيين أن يقوموا بقتل معمر القذافى، كان هذا تحريضاً واضحاً، وهؤلاء الذين كانوا خارج ليبيا كمحمود جبريل مثلاً تم إغراؤهم بالأموال واستقطابهم، ووضعوا أيديهم فى يد «ساركوزى»، وبالتالى تآمروا على الشعب الليبى. ورغم هذه المؤامرة استمر الليبيون لمدة 8 أشهر يقاومون حلف «الناتو»، لكن هناك فارقاً كبيراً فى موازين القوة.
لكن ألم تكن هناك محاولات للتقارب مع مدن الشرق الليبى أو أولئك الذين تحركوا ضد النظام؟
- نعم، حاولنا، وكانت هناك محاولات للمّ الشمل، بحيث يتم على الأقل اللقاء مع إخوتنا فى المنطقة الشرقية، ويتم استيضاح الأمور، وأنا كنت على رأس هذه اللجنة التى تشكلت، وعندما وصلنا إلى حدود برقة فى الشرق، ولأن هناك من يخشى أن تنجح هذه المحاولة، تم إطلاق النار علينا وقطع الطريق، كان معنا مجموعة تجمعت فى «سرت» وانتقلنا إلى «بن جواد» نحمل الأعلام البيضاء والمصاحف وصور الشهيد عمر المختار وأغصان الزيتون، ولم نتطرق إلى النظام فى ذلك الوقت إطلاقاً، كانت هذه مسيرة شعبية، وعندما اقتربنا من الشرق تم قطع الطريق وإطلاق النار وقتل بعض المشاركين، فاضطررنا إلى العودة ولكن لم نستسلم.
ما الذى فعلتموه بعدها؟
- قررنا العودة وأن نقوم بحشد وتعبئة الجهود مرة أخرى، وأن نقيم مؤتمراً للقبائل فى الشرق والغرب والشمال والجنوب، كان لدينا عدد كبير من رجال القبائل فى الشرق وشاركوا بقوة فى هذا المؤتمر الذى عقدناه للقبائل الليبية، وكان هذا الملتقى عُقد فى فندق ريكسوس يومَى 5 و6 مايو 2011، حضر فيه ما يزيد على 2000 من رجال ومشايخ القبائل الليبية، واستمر هذا المؤتمر ليومين على الهواء مباشرة دون تدخل من أى جهة، بما فى ذلك النظام، ولا حتى الكتاب الأخضر، المؤتمر عُقد وصدرت توصياته على الهواء مباشرة ودون إملاء من أحد أو تدخل من القيادة السياسية، وأصدرنا 5 قرارات.
ماذا كانت هذه القرارات أو التوصيات؟
- لا لتقسيم ليبيا، وعدم الاستقواء بالأجنبى، وعدم إهدار دماء الليبيين والمحافظة عليهم، عدم إهدار ثورة الشعب الليبى، والنقطة الخامسة والهامة اختيار حل سياسى ومناسب للخروج من الأزمة يرتضيه كل الليبيين دون تدخل. المجتمعون اختاروا الحل السياسى للأزمة أياً كان. ومع الأسف الشديد لأن نجاح ذلك المؤتمر أو اللقاء لرجال ومشايخ القبائل الليبية سيعرّى المؤامرة، قابل الغرب هذه القرارات بالرفض والتجاهل، واستمر فى دكّ المدن الليبية عبر حلف «الناتو» بأحدث ما أنتجت المصانع الأوروبية والصهيونية من أسلحة الدمار الفتاكة والأسلحة المحرمة الدولية. وقلنا: بما أننا اجتمعنا كقبائل ودون تأثير أو تدخل من النظام، ما المشكلة إذاً؟ ما المشكلة أن نقول إننا لا نريد تقسيم ليبيا، وأن نحافظ على دماء الشعب الليبى، وفيما بعد نختار نظاماً سياسياً أياً كان، لكن الهدف كان تدمير ليبيا. نفس ما فعله الإخوان فى مصر مع الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، أفشلوا كل محاولات الحل السياسى، لأنهم رأوا فى ذلك فرصة يجب ألا تتم إضاعتها للوصول إلى السلطة، فاقتحموا السجون واستقطبوا الشباب، وما قلناه موثق رسمياً.
كيف ظهر هذا السلاح بهذه الكميات فى أيدى الليبيين؟
- الأسلحة كانت مخزّنة فى مخازن الشعب الليبى، ولما تم دكّ ليبيا بطيران «الناتو»، حركوا الناس واقتحموا مخازن الأسلحة وتم الاستفادة منها، وبالتالى أصبح هناك ما يزيد على 20 مليون قطعة سلاح منتشرة فى ليبيا بين الناس، خلافاً للأسلحة الثقيلة، وهى كثيرة.
كيف صيغت مرحلة ما بعد الإطاحة بمعمر القذافى؟
- فى كتاب لمندوب ليبيا الدائم السابق لدى الأمم المتحدة عبدالرحمن شلقم، يقول ما يلى: «فى شهر سبتمبر، وعلى هامش دورة الأمم المتحدة، قابلت أنا والدكتور محمود جبريل الأمير حمد بن خليفة (أمير قطر السابق) فى منزله فى نيويورك بدعوة منه، وتحدث الأمير مطولاً عن الوضع فى ليبيا، وكأنه يتحدث عن حمام بيته أو عن ابنه، وقال لى لا بد أن يعين فلان وزيراً للداخلية وفلان وزيراً للدفاع». ويكمل «شلقم» عن أمير قطر قوله عن الأسلحة: «بالنسبة للأسلحة سأعطى التعليمات لجمعها خلال 24 ساعة».
«إخوان ليبيا» اشتروا الحكومة المصرية خلال رئاسة «مرسى» بمليارَى دولار مقابل تسليم ليبيين.. وفشلوا فى اختطاف «قذاف الدم»
وما دلالات ذلك الحديث من وجهة نظرك، خاصة المتعلق بالأسلحة؟
- هو يقصد السلاح الذى بيد الميليشيات فى ليبيا، أى إن لديه إمكانية لجمعه خلال 24 ساعة بتعليمات منه.
نعود إلى ما كتبه «شلقم»؟
- أمير قطر وجّه الحديث إلى محمود جبريل، وقال له: «أنت يا دكتور محمود تكون رئيساً للوزراء، ولكن اترك لى تسمية وزيرَى الدفاع والداخلية، وإذا قررت أن تترك الحكومة سأعينك مستشاراً عندى». ثم يقول «شلقم» إنه خرج إلى سيارته وقال لمحمود جبريل: «مسكينة بلادنا ليبيا، لقد هزلت.. هل أمست بلادنا بهذا الرخص حتى يتحدث عنها أمير قطر بهذا الغرور والتعالى». هذا بناء على كلام من حضر الاجتماع شخصياً، هذا كلامهم هم وليس كلامى أنا، وهذا دليل على تدخل قطر فى ليبيا، وأن هؤلاء الذين ضيعوا ليبيا هم من قالوا ذلك. كانت هناك اتصالات مع فرنسا وبريطانيا ودول والولايات المتحدة مع هيلارى كلينتون وبحثوا التأسيس لمرحلة ما بعد «القذافى» وما سُمى بالمجلس الوطنى الانتقالى.
لكن فيما بعد تم إجراء انتخابات المؤتمر الوطنى كبرلمان ليبى..
- عندما تم انتخاب المؤتمر الوطنى قامت مجموعات الإخوان وما يسمى بالتيار الإسلامى والميليشيات بوضع توابيت موتى أمام مقر المؤتمر الوطنى، وحذروا بأن من يخالفهم سيتم وضعه فى التابوت، التوابيت كانت موجودة أمام مقر المؤتمر الوطنى، وأن من يعارضهم أو لا يوافق على مشروعهم سيتم وضعه فى التابوت، أى قتله. الناس صُدمت بهذا التصرف، وعلى سبيل المثال محمود جبريل حصل على ثقة الناس وقتها، ورغم أنه كانت لديه أكثرية وقتها لم يتم تمكينه من تشكيل حكومة وانقلبوا عليه داخل المؤتمر، هذه هى الديمقراطية التى يتحدثون عنها.
وكيف فُتحت مدن ليبية كـ«درنة» و«سرت» أمام التنظيمات الإرهابية كتنظيم «القاعدة» ثم «داعش» لاحقاً؟
- هؤلاء الإرهابيون كانوا فى أفغانستان مثل عبدالحكيم بلحاج وخالد الشريف، وللأسف الشديد أن القيادة الليبية هى من استقبلت «بلحاج» من السجن، وغيره من قيادات الجماعة الإسلامية المقاتلة، ومُكّنوا بعد إجراء مراجعة، كان سيف الإسلام القذافى يحب أن يتم بدء صفحة جديدة بين كل الليبيين، وكانت هناك عهود واتفاقيات مقابل الإفراج عنهم، لكنهم أخلّوا بتلك العهود، فهم لا عهد لهم ولا ميثاق، وكل همهم السلطة وهم يقولون شرع الله. تصور أنهم لما دخلوا العاصمة «طرابلس» وعلى رأسهم مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الوطنى الانتقالى السابق، بدلاً من الحديث عن خريطة المستقبل، أول ما تحدث عنه هو قانون تعدد الزوجات، ورأى أنه مخالف للشريعة وقرر تجريم الزواج من أربع، هذا هو أول ما فكر فيه وتحدث عنه، لم يتحدث عن مستقبل ليبيا، ولم يتحدث عن أخلاق النبى محمد (صلى الله عليه وسلم) وكيف كان يتعامل مع خصومه. أين هؤلاء اليوم الذى يعتبرون «ثوار ليبيا»؟ أين هم من غيروا النظام؟ الميليشيات هى التى تسيطر الآن.
ما رأيك فى تحركات الجيش الوطنى الليبى بقيادة المشير خليفة حفتر؟
- المهم هو الجيش الوطنى الليبى، ولا يهم الأشخاص لأن الأشخاص زائلون، لا بد من دعم الجيش الوطنى، لأن القوات المسلحة ستكون هى المعيار لمستقبل ليبيا بدون ميليشيات وبدون أسلحة، لكن كأشخاص فكل الليبيين مثلاً شاركوا فى عملية تحرير «درنة» من الشرق والغرب، وفى منطقة «الهلال النفطى» شارك جميع الليبيين من الشرق والغرب. ولذلك نحن ندعو إلى بناء جيش وطنى ليبى يحافظ على الوطن وفق عقائد احترافية.
قلت إن سيف الإسلام القذافى هو الأنسب ليبيا، ألا تزال عند موقفك؟
- سيف الإسلام القذافى حذر وقال مثلاً كان عندنا نحو 600 ألف وحدة سكنية تُبنى ستهدم، والنفط سيتم تدميره والقوات المسلحة ستدمر، وبالتالى دعا للاتفاق على بناء ليبيا والنظام والقانون، ولم يسمع أحد هذا الكلام. سيف القذافى هو ولىّ دم، أولاً والده معمر القذافى الذى قُتل من الغرب وجثمانه غير معروف مكانه حتى الآن، وللأسف تم حمله فى «مصراتة» وتم عرضه فى «سلخانة» والكل أتى إليه كفرجة، واللواء أبوبكر يونس والمعتصم شقيق سيف، حتى الآن قبورهم مجهولة. وأذكر لك أنه فى عام 2012 جاء على الصلابى القيادى الإخوانى الليبى واجتمعنا معه، وأنا كنت فى هذا الاجتماع، وتناقشنا فى موضوع ليبيا، قلت له: يا سيد على الصلابى، هل الإسلام يقول لك أن تغدر بمن هو أسير؟ وتخفى جثته؟ كان هذا اللقاء فى يوم 26 فبراير 2012.
ولماذا قدموا للقاء معكم فى مصر؟
- لأن الليبيين بهم أعداد كبيرة خارج ليبيا، وهؤلاء وصلوا وقتها إلى طريق مسدودة، وبدون أن يكون هناك مشاركة من أنصار النظام السابق، وحاولوا بقدر الإمكان بأسلوبهم ومراوغتهم أن يستقطبوا الليبيين بنوع من الوعود، وكلها كانت وعوداً كاذبة، وهم الآن لا يزالوان فى طريق مسدود.
وماذا كان دور الإخوان فى مصر نحو ليبيا؟
- لا أستبعد أن الإخوان كانوا يخططون لما يحدث فى ليبيا من مقرهم هنا فى «المقطم»، بدليل أن إخوان ليبيا مثلاً محظورون من دخول مصر، لأن ألاعيبهم انكشفت. قام «إخوان ليبيا» بشراء الحكومة التى كانت خاضعة للإخوان فى مصر بما يزيد على 2 مليار دولار لتسليم بعض الإخوة الليبيين الموجودين فى مصر، منهم على مرية سفير ليبيا السباق فى «القاهرة» وآخرون. فضلاً عن أنهم فشلوا فى خطف أحمد قذاف الدم منسق العلاقات الليبية- المصرية السابق. وكذلك الساعدى القذافى تم جلبه من النيجر، ومدير المخابرات عبدالله السنوسى تم جلبه هو الآخر من موريتانيا.
هل ترى بوادر لحل الأزمة الليبية فى الأجل القريب؟
- الدول الغربية هى التى تلعب بليبيا الآن، وهناك الآن صراع بين فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وأمريكا، هم يقايضون فى ليبيا كما لو كانوا يتلاعبون بالكرة، الكل يريد النفط والغاز والذهب. وبالتالى هم يتصارعون فيما بينهم على اقتسام الكعكة الليبية، وما لم نفوّت الفرصة عليهم فلن يحدث أى جديد.
اقرأ المزيد:
-
أحمد قذاف الدم
-
أسلحة الدمار
-
أمير قطر
-
أنحاء العالم
-
إجراء الانتخابات
-
إجراء انتخابات
-
إخوان ليبيا
-
الأزمة الليبية
-
القذافى
-
أنصار الجماهيرية
-
القوى الوطنية الليبية
-
مبعوث الأمم المتحدة
-
مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا
-
غسان سلامة
-
سقوط النظام السابق
-
النفط والغاز فى ليبيا
-
على الأحول
-
سقوط النظام الليبي
-
ليبيا
-
رئيس أخر قبائل ليبيا