«السيسى» للمثقفين السودانيين: أتمنى أن أرى فى يوم ما «قطاراً مباشراً» من القاهرة إلى الخرطوم
الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال لقائه نائب رئيس جمهورية السودان
قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن زيارته، التى انتهت اليوم، للسودان هى الزيارة الخارجية الأولى له منذ نجاحه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وإنه أصر أن تكون هذه الزيارة إلى السودان، وإنه جاء للسودان «ويده ممدودة بكل الحب والتقدير والخير». وأضاف «السيسى»، خلال لقائه اليوم مع كبار المثقفين والمفكرين والإعلاميين والسياسيين السودانيين، بحضور الدكتور أحمد بلال وزير الإعلام السودانى، أن الزيارة «جاءت لتؤكد قوة ومتانة العلاقات بين مصر والسودان»، منوهاً إلى أهمية الحرص على تطوير تلك العلاقات وتقويتها وتفعيل الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، فى ضوء وجود فرص واعدة لآفاق التعاون المشترك فى كافة مجالات التعاون بين البلدين الشقيقين» قائلاً: «معاً نستطيع أن نفعل الكثير جداً، ولن تروا دائماً من مصر إلا كل شىء طيب، وهذا ليس كلاماً لدغدغة المشاعر، فنحن قوم صادقون».
وأعرب الرئيس، خلال اللقاء، عن سعادته بزيارة السودان والالتقاء بمفكريها وبقيادات العمل السياسى السودانى، لافتاً إلى أن «الزيارات المتعاقبة بين الدولتين تؤكد حرص القيادتين المصرية والسودانية على دفع العلاقات الثنائية وإجهاض أية محاولات لتعكير صفو العلاقات بينهما».
جئنا لنؤكد العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية بين الدولتين.. لن تروا من مصر إلا كل شىء طيب.. وهذا ليس كلاماً لـ«دغدغة المشاعر» فنحن قوم صادقون
وأوضح الرئيس أن «سياسة مصر الخارجية تقوم على مبادئ راسخة بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للآخرين وعدم التآمر على أى دولة، ومدّ روابط التعاون والتنمية وإرساء السلام، فى إطار ثابت من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، التى تسمو فوق أى اختلافات فى وجهات النظر»، مشيداً بما تبذله الدولتان حالياً من جهود حثيثة لدعم علاقات التعاون بينهما، وقيام لجان وآليات التعاون الثنائى بين البلدين بتجاوز العديد من الصعوبات التى كانت تواجهها، وترفيع اللجنة المشتركة بين البلدين إلى المستوى الرئاسى وانعقادها بالخرطوم فى أكتوبر المقبل، وتشكيل لجنة التسيير بين البلدين لتحديد خطط واضحة بأهداف محددة وجداول زمنية لوضع ما يتم الاتفاق عليه موضع التنفيذ.
وعن الشأن الداخلى المصرى، قال الرئيس، إنه سيشهد يوم الثلاثاء المقبل، افتتاح أكبر 3 محطات للكهرباء، مع وجود برنامج كبير وواعد لجذب الاستثمارات، مضيفاً: «نحن نستطيع النجاح رغم ظروفنا الصعبة من خلال تفهُّم شعوبنا، ومساندتها». وأضاف «السيسى» أن مسار الإصلاح الاقتصادى «فى منتهى القسوة»، وأن الشعب المصرى ساعد الدولة فى الإصلاح عبر تحمُّل أسعار السلع التى تضاعفت بعد تعويم الجنيه، وارتفاع سعر الدولار.
وقال الرئيس: إن «المصريين تفهموا أهمية إنجاح الإصلاح الاقتصادى لتجاوز عقبات ظلت سنوات طويلة»، لافتاً إلى أن الدولة المصرية كانت مهددة منذ 3 سنوات بالدخول فى حالة إفلاس، وسعر الدولار كان سيصل إلى 200 أو 300 جنيه.
وفى هذا الصدد، قال «السيسى» إن مصر تستورد لحوماً من دولة على بُعد آلاف الكيلومترات تصدر للعالم لحوماً بـ30 مليار دولار سنوياً، فى الوقت الذى تُعد فيه السودان من الدول الغنية باللحوم، متسائلاً: «كيف أستورد لحوماً من دولة على بُعد آلاف الكيلومترات وأخويا جنبى؟!».
وقال «السيسى» إن «يد الله مع من لا يسعى لتخريب وتدمير الدول، وقد جئنا لنؤكد على العلاقات القوية والشراكة الاستراتيجية بين الدولتين»، لافتاً إلى أن «ظروف الدولتين متشابهة، والأوضاع متشابهة، سواء فى نفس التحديات أو المشاكل»، وأن «الدولتين لديهما الفرصة إذا صدقت النوايا لتحقيق الكثير للشعبين، وهناك فرص حقيقية بين البلدين، كما أن ربط السكك الحديدية بين البلدين ومشروع الربط الكهربائى سيعززان العلاقات بين الدولتين بشكل وثيق، وأنه «يتمنى أن يسير فى يوم ما قطار مباشر من القاهرة وصولاً إلى الخرطوم».
وأشار «السيسى» إلى «الشروع فى تنفيذ مشروعات قومية مشتركة، منها الربط الكهربائى ومد خطوط السكك الحديدية بين الدولتين»، مؤكداً أن هناك آفاقاً واسعة للارتقاء بعلاقات التعاون إلى أبعد مدى ممكن. وتطرّق «السيسى»، خلال اللقاء، إلى جهود الإصلاح الاقتصادى الشامل الجارى تنفيذها فى مصر، فضلاً عن الإجراءات التى تتخذها مصر لتوفير مناخ جاذب للاستثمار، والمشروعات القومية العديدة الجارى إقامتها، خاصة فى مجال البنية التحتية، والمدن الجديدة بمختلف أنحاء الجمهورية، مشيراً إلى ما أظهره الشعب المصرى من وعى وإدراك وتفهُّم لطبيعة المرحلة الراهنة.
ولفت الرئيس إلى حرص الحكومة المصرية على تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجارى مع السودان، منوهاً بأهمية تعزيز العلاقات الحزبية والشعبية بشكل متواز مع العلاقات الرسمية بين البلدين، ومشيراً إلى دورها المحورى فى تعزيز العلاقات الثنائية بوجه عام لتجاوز أية قضايا عالقة بين الجانبين المصرى والسودانى.
وأشار «السيسى» إلى «المسئولية الكبرى التى تقع على عاتق الأجهزة الإعلامية فى البلدين للقيام بدور إيجابى وبنّاء فى توطيد العلاقات الثنائية، وأهمية قيام الجانبين باتخاذ خطوات متسارعة نحو توقيع ميثاق شرف إعلامى يضمن قيام إعلام الجانبين بإعلاء المصلحة الوطنية العليا والنأى عن أية محاولات لتعكير صفو العلاقات بين مصر والسودان»، مؤكداً حرص مصر على استقرار السودان، وأن أمن السودان هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومى، فضلاً عن دعم مصر لدور السودان فى محيطيها الإقليمى والدولى، فى ضوء ترابط الأمن القومى للبلدين والعلاقات التاريخية التى تربط بين الشعبين.
مصر كانت مهددة بالإفلاس منذ ثلاث سنوات وسعر الدولار كان سيصل إلى 300 جنيه لولا «الإصلاح».. وافتتاح أكبر 3 محطات كهرباء الثلاثاء المقبل.. والمصريون تفهموا أهمية إنجاح الإصلاح الاقتصادى لتجاوز عقبات ظلت سنوات طويلة.. ونستورد لحوماً من دولة على بُعد آلاف الكيلومترات تصدر للعالم بـ30 مليار دولار.. فكيف أستورد منها و«أخويا جنبى؟!»
من جهة ثانية، أشاد «السيسى»، خلال استقباله الفريق أول بكرى حسن صالح، النائب الأول لرئيس جمهورية السودان رئيس مجلس الوزراء، فى مقر إقامته بالخرطوم اليوم، بنتائج مباحثاته مع الرئيس السودانى عمر البشير، وبروح التعاون البنّاء بين الدولتين وحرص قيادتيهما على تعزيز العلاقات الثنائية وترسيخ الروابط التاريخية التى تجمع بين الشعبين الشقيقين، مؤكداً أن نهج مصر دائماً هو الحرص على استقرار السودان وتنميته، إيماناً بوحدة المسار والمصير التى تربط شعبَى وادى النيل. وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، فى بيان اليوم، إن «النائب الأول لرئيس جمهورية السودان رئيس مجلس الوزراء القومى أعرب، خلال اللقاء، عن تقدير السودان لمصر قيادة وشعباً، مرحباً بأن تكون السودان هى وجهة الرئيس الأولى خلال الفترة الرئاسية الثانية، مثلما كانت أيضاً الوجهة الأولى له فى عام ٢٠١٤». وأكد الفريق أول بكرى حسن صالح حرص السودان الكامل على تفعيل جميع أطر التعاون المشترك بين البلدين، واستثمار إمكانات البلدين الاقتصادية لتحقيق نموذج فى الترابط والتعاون بين البلدين الشقيقين. وأضاف «راضى» أن «اللقاء تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، خاصة على صعيد التعاون الاقتصادى، وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين».