تاكسي أبورجب
"عزيزى الراكب.. عزيزتى الراكبة.. من حقك أن تتأكد من وجود عداد في السيارة قبل استقلالها فلا تفرط في حقك"، للوهلة الأولى، تظن أن تلك إرشادات من الإدارة العامة للمرور للركاب، حتى لا يقعوا فريسة في يد المستغلين من سائقي السيارات الأجرة، إلا أن المفاجأة، كانت أن تلك النصيحة، هي واحدة من مجموعة تعليمات، قرر "تاكسي أبو رجب"، أن يرشد إليها زبائنه، حرصًا منه على راحة الركاب، وانطلاقًا من مبدأ يسير به في حياته العملية، قد يعده البعض مثاليًا، وهو "الفلوس مش كل حاجة".
داخل "التاكسي الأبيض"، الذي يملكه أيمن محمد رجب، الشهير بـ"أبو رجب"، صاحب الـ48 عامًا، تجد الأمر مختلفًا عن بقية سيارات التاكسي في شوارع العاصمة، فالإرشادات والتعليمات معلقة في كل جوانب السيارة، ولغة التعامل الراقية مع الركاب، تجبرك على احترام قائده، فعلى "تابلوه" السيارة، تستقبلك تلك العبارة، "عزيزي الراكب.. عزيزتي الراكبة، حرصا مني على مصلحتك نرجو من شخصكم التأكد قبل استقلال السيارة من أنها سيارة أجرة من لوحة السيارة باللون البرتقالي وليست أي لون آخر، ذلك لعدم تعرض حياتكم للخطر"، تتبعها مجموعة من التعليمات الأخرى كلها لمصلحة الراكب ومن أجل راحته، على حد تعبيره.
"أبو رجب"، الذي ورث مهنة "السواقة" أبًا عن جد، واختصر الطريق منذ تخطيه المرحلة الإعدادية وبدأ مشواره المهني مع أبيه، يتعامل مع زبائنه، وفق المبادئ والأخلاقيات التي غرسها فيها الأب، والتي يرى أنه يجب على السائق أن يتحلى بها، مشيرًا إلى أن تلك القيم، التي تربى عليها جعلته يحب مهنته، ويفضلها عن أي مهنة أخرى لأكثر من 30 عاما، ويسعى أن يحافظ على أخلاقيات المهنة ونقل صورة سليمة عن سائقي التاكسي الشرفاء، "أبويا علمني أن الفلوس مش كل حاجة كفاية السيرة الطيبة".
لم يكتف السائق الأربعيني بالإرشادات والتعليمات في التعامل مع زبائن التاكسي، بل يحرص على تقديم الخدمة المميزة لركابه، بداية من نظافة السيارة، وحتى إرشاد الراكب لكيفية معرفة تكلفة التوصيلة الحقيقية، وكذلك حرصه على تشغيل التكييف طوال الرحلة، "ده حق الزبون، مش فضل من السواق عليه".
داخل سيارة "أبو رجب" تتوفر كل وسائل التكونولجيا الحديثة، المواكبة لتطورات العصر الحديث، فهناك خدمة "واي فاي" متاحة للركاب "طول المشوار"، وكذلك له صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، تحمل كل بيانات السيارة، وكذلك رقم هاتفه، وفيها يجيب على كل استفسارات زبائنه.
انتشار حوادث الخطف والتحرش منذ عام 2011، جعلت "أبورجب" يحرص على وضع إرشادات الأمن والسلامة، للراكبات كأولوية، "عربيات كتير عملت نفسها تاكسي، وكتير من البنات والسيدات اتعرضوا لتحرش وخطف عشان مش عارفين لوحة التاكسى لونها لازم يبقى ايه"، مشيرًا إلى عدة إجراءات إرشادية للسيدات والبنات قبل ركوب السيارة الأجرة، من أجل توصيلة آمنة.
تعليقات الفيسبوك