بروفايل| صديق.. تكريم منقذ الثورة
صورة تعبيرية
ورقة بيضاء أرسلها له الضابط حينها «جمال عبدالناصر» كُتب فيها 6 مبادئ، دقق «البكباشى» النظر فى الورقة، وقرأها مرات عديدة قبل أن يردد ما فيها ليعلن انضمامه للضباط الأحرار، ذلك التنظيم الذى أسسه زميله عبدالناصر داخل الجيش المصرى، فى أربعينيات القرن الماضى، معلناً بذلك بداية طريق طويل من الثورة، لم ينته حتى مع قيام الثورة نفسها فجر يوم 23 يوليو عام 1952، وهى الثورة التى لعب فيها الدور الأكبر، ليدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وليستحق لقب «منقذ الثورة وفارسها وقديسها.. يوسف صديق».
ولد يوسف منصور صديق فى 1910 بقرية زاوية المصلوب بمركز الواسطى التابع لمحافظة بنى سويف، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1933، ثم حصل على شهادة أركان الحرب عام 1945، وشارك فى حرب فلسطين عام 1948، وبعد انضمامه لتنظيم الضباط الأحرار أُسندت إليه مهمة قيادة الكتيبة الأولى مدافع ماكينة، وكان منتصف ليل 23 يوليو، هو الوقت الذى حدده قائد الثورة جمال عبدالناصر لتحرك القوات ومحاصرة المواقع المهمة فى القاهرة، إلا أنه بعد ذلك عَدل الموعد إلى الواحدة صباحاً وهو الأمر الذى لم يصل إلى «يوسف صديق» حينها، فتحرك فى الموعد الذى حُدد له مسبقاً، وكان هذا الخطأ سبباً فى نجاح الثورة، حيث تمكن «صديق» من اعتقال عدد من القادة العسكريين الذين قابلهم فى طريقه ثم توجه إلى مبنى قيادة الجيش لاحتلاله.
نجحت الثورة وكان «صديق» أحد أبرز أبطالها، إلا أن الأمور تعقدت بينه وبين أعضاء مجلس قيادة الثورة بعد ذلك بسبب اختلافات كثيرة فى وجهات النظر، وتدخل «عبدالناصر» ونصحه بالابتعاد والسفر إلى سويسرا للعلاج، إلا أنه وبعد عودته طالب بأن يعود البرلمان المنحل لممارسة عمله، وطالب أيضاً بتشكيل وزارة ائتلافية تضم كل الأطياف، ليتم بعد ذلك اعتقاله فى عام 1954 لمدة عام، وبعد خروجه تم تحديد إقامته فى قريته بمحافظة بنى سويف إلى أن وافته المنية عام 1975. وبالرغم من أن اسم «صديق» محفور فى كل دفاتر تاريخ الثورة، إلا أنه لم يحظ بالتكريم الذى يليق به، وهو الأمر الذى طالما شكا منه أفراد أسرته، وبالأمس وبعد مرور 66 عاماً على ثورة يوليو، وخلال الاحتفال بحفل تخريج دفعة جديدة من طلبة الكليات والمعاهد العسكرية فى الكلية الحربية، قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بمنح اسم صدّيق «قلادة النيل»، لينال قديس الثورة تكريماً يليق بتاريخه الوطنى.