ألقاه جالسا وأعلن بناء السد العالي.. آخر خطابات "ناصر" في ذكرى الثورة
حكاية آخر خطاب لعبدالناصر في عيد الثورة: "بنينا السد العالي"
الزعيم الراحل جمال عبدالناصر
ثورةٌ عظيمةٌ شهدتها مصر في 23 يوليو 1952، حين قرر مجموعةٌ من الضباط الأحرار بالجيش يتقدمهم البكباشي جمال عبدالناصر، أن يخلصوا مصر من الفساد الذي استشرى خلال حكم الملك فاروق، تحت مظلة الاحتلال الإنجليزي، ويحتفل المصريون اليوم بمرور 58 عامًا على ذكراها العطرة.
وعلى مدار 18 عامًا بعد الثورة التي أطاحت بحكم الملكية، والاحتلال الإنجليزي، أنجزت مشاريع ضخمة، وعملت على تحقيق العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة، تصدّر الزعيم الراحل جمال عبدالناصر مشاهد الاحتفالات بعيد الثورة كل عام، واقفًا بشموخٍ ملقيًا كلمته أمام جموع المصريين المسحورين بها، إلا أن الأمر كان مختلفا في آخر خطبةٍ ألقاها عبدالناصر، في عيد ثورة يوليو.
قبل عيد الثورة الثامن عشر، كان الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أمضى 16 عامًا رئيسًا للجمهورية، مر فيهم بانتصارات وانكسارات، وأحداث جسام نالت من صحته، جعلته يقضي أيامًا في روسيا للعلاج قبل 23 يوليو، لأنه أصيب بنوبةٍ قلبية لم يستطع استكمال علاجها، بسبب المهام الرئاسية والأحداث المتتالية.
عاد ناصر إلى مصر قبل عيد الثورة بأيامٍ قليلة، وألقى خطاب الثورة في مجلس الشعب جالسًا على غير عادته، ظاهرةً عليه علامات الإعياء والمرض، يلقي خطابه بنفس الحماس المعهود، إلا أنه كان حماسًا ممزوجًا بإرهاق سنواتٍ طويلة في الحكم.
خطابٌ أعلن خلاله الرئيس الراحل عن الإنجازات الكبيرة التي تحققت منذ الثورة التي اقتربت على إكمال عقدها الثاني، وكان أهم ما أعلن عنه كان الانتهاء من المشروع القومي الكبير الذي كان حلمًا فاكتمل، حيث أعلن عن انتهاء عمليات البناء في السد العالي التي بدأت منذ سنواتٍ طويلة، إلا أن القدر لم يمهله لافتتاح الحلم الذي بدأه، حيث وافته المنية بعد الخطاب بشهرين فقط في سبتمبر من نفس العام.