لماذا غاب محمد أنور عن حفل تخرجه من كلية الشرطة؟
الشهيد محمد أنور صدقي
حضر الجميع، ارتدوا ملابس التخرج، جهزوا كاميراتهم لالتقاط صور أنبل ذكرى في حياتهم، ملأ أصحاب الرداء الأبيض أكاديمية الشرطة بضاحية التجمع الأول، في انتظار الرئيس عبد الفتاح السيسي ليشهد حفل تخريج دفعة جديدة من كلية الشرطة، أهاليهم ينظرون إليهم بزهو وفخر لا مثيل له، الكل حاضر وغاب واحد فقط، كان على عجلة من أمره.
الطالب بكلية الشرطة محمد أنور محمد صدقي أبوعايد، قبل تقلده رتبة ملازم تحت الاختبار، لقي مصرعه بعد انقلاب سيارته التي كان يستقلها بصحبة زميليه بالكلية وآخر، أمام قرية البركة التابعة لمركز نجع حمادي، عصر 4 أكتوبر 2017، قبل 9 شهر من تخرجه.
يوم 2 أكتوبر 2017، كان محمد حينها في الفرقة الرابعة، طلبت منه إدارة الكلية أوراق وبيان "فصيلة دم" بختم الهلال الأحمر في مسقط رأسه بمحافظة قنا، وهناك كانت أولى خطوات الحياة وآخرها أيضا.
"العالم ربنا بإحساسي، الحمد لله، محمد أكبر أخوته لبنى ومصطفى، اتوٌلد في 9 سبتمبر 1996، كان حلمه من زمان انه يدخل شرطة، وكان طالب متفوق في الكلية وحصل على شهادات تقدير لانضباطه"، كانت تلك كلمات والدة محمد أبوعايد لـ"الوطن" عبر الهاتف، بعد مشاهدتها لحفل تخرج زملائه.
وتابعت الأم: "يوم الحادث صحيته الساعة 6 الصبح، صلى وفطر ونزل بسرعة خد عربيتي وراح قنا عشان يلحق يخلص الورق بتاعه، وعرف يخلص كل الورق وكان راجع البيت عشان هيسافر تاني قبل أجازة 6 أكتوبر، الساعة 2:40 الظهر حد كلم والده وقاله إن محمد عمل حادثة ونقلوه هو وزمايله لمستشفى فرشوط العام".
في مستشفى فرشوط العام علمت الأسرة بوفاة نجلهم في الحال، نتيجة انقلاب السيارة التي كان يستقلها، بينما أُصيب مرافقوه بإصابات بالغة، وكانت النهاية بوصول عربة الإسعاف تحمل جثمان "محمد" وألقت والدته النظرة الأخيرة عليه، ثم دُفن بمقابر العائلة مساء اليوم ذاته.