أحد مذيعي الإذاعة البارزين ارتبط صوته بكثير من المناسبات الوطنية والقومية، ارتبط أسمه أيضا بالبرنامج الشهير "أضواء المدينة"، وكان من أبرز مقدمي حفلات أم كلثوم وامتاز بوصفه الدقيق للجو العام للحفل.. هو الإذاعي جلال معوض وزير الثقافة السابق، الذي كان جزء مهم لتوثيق أحداث ووقائع وقعت في الفترة التي عمل فيها بالإذاعة المصرية عام 1950.
وفي حوار أجرته معه مجلة الإذاعة والتليفزيون في عددها رقم "1479"، الصادر بتاريخ 20 يوليو 1963،عن أول بيان إذاعي عن ثورة يوليو قال: "من الصعب على الإنسان أن يستعيد ذكريات مشحونة بانفعالات ثائرة، لكني رغم ذلك أتذكر يوم أن تقدم مني ضابط شاب، وطلب إذاعة البيان الذي أعلنه الرئيس الراحل أنور السادات على الشعب، وكان ذلك في صباح 23 يوليو 8 ونصف صباحًا.
ويروي معوض تفاصيل بيان الثورة موضحًا: جاء إلى مكتبي ضابط ليكلفني بقراءة البيانات الثورية الثلاثة التي حدثت في هذه الساعة، ودون تردد قرأتها، وبين كل سطر منها قرأت نفسي الثائرة.. فكلماتها تجاوبت مع كلمات نفسي ونفس كل فرد في هذا المجتمع.. وشعرت وقتها بأنها أمنية العمر التي كنت أحلم بها.
وفي الساعة التاسعة مساء، أذعت البيان الرابع، وفي اليوم الثاني طلبنى أحد المسئولين في مكتبه، وأخذ يؤنبني بسبب قراءة البيانات، وقال لي "كريم باشا ثابت" يسمع البيانات من الراديو، وأن "السرايا" تسجلها.. وتطور النقاش إلى قرار بإيقافي عن العمل.
لم يزده هذا إلا إصراراً على العمل واستمرار في قراءة البيانات، وكان دائماً يحدث نفسه قائلاً: "إما أن نعيش حياة كريمة، أو يكون الموت أكرم لنا من حياة ليست بها كرامة"، فأجهش بالبكاء عندما وصلته خطابات الجماهير متجاوبة مع الثورة، فأحس يومها بمعدن هذا الشعب، واستمر في عمله حتى إذاعة البيان الخاص بطرد الملك فاروق.
أما عن شعوره أثناء قراءة البيانات ليلة الثورة فيقول: "انتابني شعور كطالب ثائر، وجد الخلاص، فلم تغمض عيناي ليلتها، وأخذت تمر أمام عيني صور الجماهير الثائرة، فالشدائد هي التي تصهر الشعوب، وتصقل معدنها.
تعليقات الفيسبوك