حميدة: «حقوقنا كانت مهدورة.. ولولا القرض كنت هاشحت أنا وبناتى»
حميدة عباس
بوجه بشوش ضاحك، وملامح وجهها الأسمر الباسم، ولهجتها التى تدل على أصالتها الصعيدية، لسان حالها شاكر للمولى عز وجل على نعمته عليها، تجلس صاحبة الخمسين على رصيف بجوار صيدلية، بجوارها المشمع وأوراق الألومنيوم، ومفارش المطبخ، ذلك قوت رزقها، من أجل سد احتياجاتها واحتياجات بناتها.
«حميدة عباس»، سيدة خمسينية، من سكان منطقة أرض اللواء بالجيزة، إلا أن أصول نسلها من الصعيد بحكم لهجتها، حيث ظلت 10 أعوام تعانى ضجيج الحياة، بعد وفاة زوجها الخباز، الذى كان لا يزيد دخله على 50 جينهاً فى اليوم، وترك لها ابنتين تعولهما وواحدة منهما مطلقة وتعول طفلتين تتكفل الجدة أيضاً بمصاريفهما».
«آدينى عايشة وربنا بيرزقنا».. بهذه الكلمات استهلت «حميدة»، وهى تشعر بحالة من الرضا، تجلس على رصيف المنطقة بشكل يومى، سعياً وراء الرزق.
بائعة المشمع: «أشكر الوزيرة لأنها فكرت فى حاجة تخدم بيها ستات مصر»
«هاتى لنا مشمع للمطبخ»، بمجرد أن تسمع «حميدة» هذه الجملة، تنهض مسرعة لتحضر الطلب، وفور أن تتحصّل على النقدية تقبلها وتقول: «الحمد لله»، ويومها يبدأ منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر، تفرش بضاعتها بجوار الصيدلية، تقول: «آدينى باسعى علشان أأكل عيالى واولادهم».
وفى حديثها إلينا، قالت: «طول عمرى وأنا شغالة وباشقى على بناتى من صغرى، وكنت عايشة على معاش جوزى وكان 500 جنيه بس ماكانش بيعمل حاجة، بس دلوقتى وبفضل المشروع بقى دخلى فى اليوم بفضل الله بيعدى الـ150 بسبب القرض بتاع مستورة اللى عملته وزارة التضامن الاجتماعى، وأنا عرفت بالقرض من الستات اللى أخدوه من الشارع، ورُحت للجنة الزكاة اللى فى المنطقة، وطلبوا منى بحث اجتماعى عملته وسلمته للمسئول، وبعدها بكام يوم قالوا لى تعالى فى بنك ناصر واستلمى قيمة القرض، وأنا يعتبر من أول الناس اللى استفادت من القرض من أول ما نزل من 6 شهور، وكان فى شهر فبراير، وتسلمت 15 ألف جنيه جابوا لى بيهم بضاعة، وباسدد 630 جنيه فى الشهر دلوقتى».
وتابعت: «القرض فرق معايا جداً ومع بناتى، وأحب أشكر الوزيرة أنها فكرت فى حاجة كده تخدم بيها ستات مصر، ياما ستات موجودة مش لاقية تاكل، وإحنا حقوقنا مهدورة، والحمد لله اتنصفنا، فلولا القرض كنت هاشحت أنا وبناتى».
وفى نهاية حديثها، تمنت «حميدة» أن يعطيها الله العمر والصحة، من أجل أن تكافح وتربى ابنتيها وأطفال ابنتيها، ليتحصلوا على شهادات عالية، ويتولون مراكز مرموقة فى الدولة، حتى تشعر بأنها عوَّضت حلم الفقر الذى عانت منه طوال عمرها هى وابنتيها.