فوزية: «دخلى فى اليوم بقى أكتر من 200 جنيه.. والحال ماشى»
فوزية زكى
فى غرفة صغيرة ضيقة لم تتجاوز مساحتها المتر ونصف المتر فى مترين، تضم سريراً صغيراً وكنبة فقط بعيدة عن أى منفذ للتهوية، أسفل سلالم منزل مكون من أربعة طوابق آيل للسقوط، تجلس «فوزية» التى تبلغ من العمر 65 عاماً، وابنتها «شامية» التى لم يتجاوز عمرها ثلاثين عاماً، بعد أن طردها زوجها من المنزل.
«كنت بامد إيدى للناس فى الشارع، ومش لاقية تمن علاجى بعد ما اولادى سابونى، والمساعدات اللى كانت بتيجى لى مابتزيدش عن 30 جنيه، وأوقات مابتجيش»، بهذه الكلمات بدأت «فوزية زكى» تسرد حالتها لـ«الوطن»، مؤكدة أن حالتها المادية شبه معدمة، وليس لها مصدر دخل بعدما توفى زوجها وترك أبناءها الأربعة».
«اولادى ولا يعرفونى، ومش لاقية حد يصرف عليا، وأقسم بالله لو شفت شكل عيالى دلوقتى ولا أعرفهم، بعد ما اتجوزوا ماسألوش عليا»، مشيرة إلى أنها فور علمها بقرض «مستورة» من خلال جيرانها توجّهت إلى لجنة الزكاة التابعة للمنطقة، مؤكدة أن اللجنة أجرت بحثاً عنهم قبل الموافقة على القرض.
«أم شامية»: «كنت بامد إيدى للناس فى الشارع ومش لاقية تمن علاجى»
«فوزية» تؤكد أنها قدّمت على قرض بـ5 آلاف جنيه، وتسلمته بعد أسبوعين، مشيرة إلى أن اللجنة تسلمت القرض من بنك ناصر الاجتماعى، وذهبت مع مسئولى اللجنة لشراء فرن غاز وأنبوبتين وشوال دقيق، قائلة: «مافيش حد بياخد القرض فلوس، وماكنتش هاعرف أشترى لوحدى»، مؤكدة أنه لم يكن لديها أى خبرة عملية فى أى مجال، سوى خبز العيش، موضحة: «باعرف أعمل رقاق بلدى وعيش، والجيران وكل اللى حواليا بيشكروا فى حاجتى وشغلى»، مشيرة إلى أنها استفادت من القرض منذ خمسة أشهر.
تستأنف «أم شامية» حديثها: «دخلى فى اليوم بقى أكتر من 200 جنيه، غير قسط القرض اللى قيمته نحو 210 باسددهم قبل ميعادهم، والقرض اللى جبت بيه الفرن وعملت مشروع غيّر حياتى ومش هامد إيدى لحد تانى، الحمد لله قبل ميعاد السداد باكون مجهزة المبلغ، حالتى كانت معدومة، وشحت كتير علشان أجيب علاج الكلى بتاعى، وكنت باروح الجامع، وأقول لأى حد يجيبه لى، وساعات كنت باتكسف أقول لحد، وربنا مابينساش عبده، والقرض اللى عملته الدولة للغلابة سندنى أنا وبنتى واسمه على مسمى».