أزمة فى ضريح «عبدالناصر».. «عبدالحكيم» يرفض استقبال «صباحى»: وضع يده فى يد الإخوان ومواقفه غير وطنية
عبدالحكيم عبدالناصر خلال زيارته لضريح والده
توافد عشرات المواطنين المصريين والعرب وشخصيات عامة وسياسية وحزبية على ضريح الزعيم جمال عبدالناصر، صباح اليوم، لإحياء الذكرى الـ66 لثورة يوليو.
وزار وفد من الحزب الطليعى الاشتراكى الناصرى بالعراق ضريح «ناصر»، وهتف أعضاؤه أمام الضريح: «عاش الجيش العربى العراقى»، و«عاش الجيش العربى السورى»، و«عاشت وحدتنا العربية»، و«فلسطين عربية رغم أنف الصهيونية».
وقال عبدالصمد الشرقاوى، رئيس الائتلاف العربى، إن «عبدالناصر» لم ينظر إلى مصالحه الضيقة وكان يتطلع دائماً لإقامة الوحدة العربية، وقاد حركات التحرر فى المنطقة العربية والأفريقية، وكان صوت الحق للمستضعفين وستظل روحه حية فى قلوب كل الأحرار.
وحرص حمدين صباحى، مؤسس حزب الكرامة، على زيارة ضريح «عبدالناصر» للاحتفال بذكرى الثورة بعد انقطاع عن زيارة الضريح لأكثر من عامين، إثر خلافات مع عبدالحكيم عبدالناصر، الذى رفض استقبال «صباحى» أثناء وجوده داخل الضريح، واضطر الأخير إلى عدم دخول قاعة الزوار واكتفى بقراءة الفاتحة ثم انصرف.
وبرر «عبدالحكيم» عدم استقباله «صباحى» قائلاً لـ«الوطن»: «مواقفه غير وطنية وتحالف مع جماعة الإخوان»، وأضاف أن ثورة يوليو ما زالت مستمرة حتى تتحقق أهدافها التى كان يحلم بها «ناصر» وهى تحقيق التنمية الشاملة فى كل المجالات، وتابع أن علينا أن نسير على خطى «عبدالناصر» لنتحول لمجتمع يتحقق فيه العدل والرفاهية للشعب.
بسطاء ومسئولون عرب يحيون ذكرى الثورة فى متحف الزعيم.. ومستشار الرئيس اليمنى: مصر ما زالت تنشر التعليم والثقافة
فى المقابل رفض «صباحى» التعقيب على عدم استقبال نجل عبدالناصر له، وقال: «نحتفل بذكرى ثورة يوليو، وسنظل نحتفل للأبد»، وأضاف: «عبدالناصر ساهم فى التحرر الوطنى والقضاء على العدو الصهيونى، وبناء نهضة اشتراكية تضمن حقوق الفقراء وتحقيق العدالة الاجتماعية»، وتابع أن «23 يوليو هى أعظم ثورة فى تاريخ مصر، لأن جمال عبدالناصر حكم فيها باسم الشعب وحقق التقدم والاستقلال الوطنى والوحدة العربية، من خلال سياسات متكاملة، اعتمدت على العدالة الاجتماعية التى قضى عليها فكر الانفتاح».
وقال كمال أبوعيطة، وزير القوى العاملة الأسبق والقيادى بحزب الكرامة، إن الاستقلال يبدأ من بناء اقتصاد قوى مثلما فعل الزعيم لتحقيق نهضة الوطن، وتابع: «نشكر الزعيم ناصر على ما قدمه لهذا الشعب والوطن من حرية واستقلال واهتمام واضح وملموس بالصناعة والزراعة وبناء أكثر من 1200 مصنع والنهوض بالفلاح المصرى».
وقال النائب مصطفى بكرى، عضو مجلس النواب، إن جمال عبدالناصر سيظل بطلاً لهذه الأمة العربية، مضيفاً أنه كان نقطة فارقة فى تاريخ الوطن ونحن بحاجة إليه فى كل وقت، فقد وقف بجانب الفقراء ومكنهم من كل حقوقهم، وتابع أن «ناصر» دائماً حاضر فى المشهد.
وقال سيد عبدالغنى، رئيس الحزب العربى الناصرى، إن 23 يوليو لم تكن مجرد ثورة قامت من أجل إصلاح سياسى، بل أحدثت نهضة صناعية وزراعية كبيرة، وكفلت التعليم بالمجان وأجرت إصلاحات اجتماعية حققت المساواة بين كل طوائف الشعب، كما كانت شرارة لثورات التحرر فى العالم كله.
وقال ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل الديمقراطى، إن «عبدالناصر» نجح فى إنشاء طبقة متوسطة مثلت أغلبية المصريين لتكون رمانة الميزان، وخاض بهم معارك البناء والتنمية وحرب الاستنزاف والتحرير، وعلينا فى هذه المرحلة استلهام روح «ناصر» فى الحفاظ على الطبقة المتوسطة والوطن.
وحرص المواطنون البسطاء من مصر وبعض مواطنى ومسئولى الدول العربية على زيارة متحف الرئيس جمال عبدالناصر فى ذكرى ثورة يوليو، بينما غاب السياسيون والمسئولون المصريون.
وقال عبدالملك المخلافى، وزير خارجية اليمن الأسبق ومستشار الرئيس اليمنى الحالى، خلال زيارته لمتحف «عبدالناصر»، مساء اليوم، إن اليمن يعرف مكانة «عبدالناصر»، لافتاً إلى أن الشعب اليمنى مدين لمصر ولعبدالناصر بالإنجازات التى تحققت على يديه وتحريره لليمن من نظام ظالم، وأضاف لـ«الوطن»: «تحية لدماء الشهداء المصريين واليمنيين، التى سالت على أرض اليمن، وما زالت مصر تواصل دورها فى التعليم ونشر الثقافة فى اليمن ودورها فى استعادة الدولة».
وتقول ماجدة فرج هيكل، موظفة مصرية بالمعاش، إنها جاءت اليوم لتتذكر «بابا جمال» مثلما كانوا يلقبونه فى الطفولة، على حد قولها، لافتة إلى أن جيلها شاهد إنجازات ثورة يوليو، ومنها «التعليم والتأمين الصحى المجانى وبناء السد العالى وتأميم قناة السويس»، وتابعت: «الله يرحمه عشنا بنحبه مهما كانت سلبياته وبنغضب لو أى إنسان أخطأ فى حقه».
ويقول «محمد»، سورى، مقيم فى مصر منذ ٧ سنوات، إن الرئيس عبدالناصر زعيم عالمى وليس له مثيل فى الوطن العربى، وأضاف: «زعماء العالم مثل تيتو ونهرو وجيفارا كانوا يحبون ناصر ويعرفون قيمته ويعلمون أنه زعيم ملهم لهم»، مؤكداً حرصه على زيارة متحف عبدالناصر فى ذكرى الثورة، مشيراً إلى أن المصريين فى عهد عبدالناصر كانت لهم مكانة كبيرة، مضيفاً: «السوريون كانوا بيتسابقوا لمشاهدة المعلمين المصريين فى سوريا لأنهم كانوا بيعتبروا أى مصرى من ريحة عبدالناصر».