«وادى النيل» يتحمل فارق تكلفة العمليات الجراحية والخدمات المقدمة لـ«مرضى الانتظار» بالتعاون مع «الصحة»
وزيرة الصحة خلال جولتها داخل مستشفى وادى النيل
وافق مستشفى وادى النيل على تحمل فارق التكلفة المادية الناتجة عن إجراء العمليات الجراحية والخدمات المقدمة لمرضى قوائم الانتظار المعالَجين داخل المستشفى، مع قيمة المبالغ المالية التى ستورد له من جانب وزارة الصحة والسكان سواء كانت قرارات علاج على نفقة الدولة، أو نفقات يتحملها «التأمين الصحى»، وفقاً للدكتور حازم خميس، مدير مستشفى وادى النيل.
وقال، لـ«الوطن»، إن ذلك يأتى تدعيماً لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى بعلاج جميع حالات قوائم انتظار التدخلات الجراحية الحرجة بالمستشفيات المملوكة للدولة خلال فترة زمنية أقصاها 6 أشهر، مع وضع نظام صحى مستدام يمنع انتظار المرضى لفترات تصل لسنوات قبيل إجراء التدخل الجراحى الذى يحتاجونه على نفقة الدولة أو «التأمين».
وبدأ «وادى النيل» فى استقبال عدد من المرضى المسجلين على الموقع الإلكترونى لاستقبال «مرضى قوائم الانتظار»، أو عبر الخط الساخن لـ«مبادرة الرئيس»، مع إجراء عمليات جراحية لهم فى أسرع فترة ممكنة.
ورغم صعوبة العمليات الجراحية التى يجرونها، فإن «الوطن» رصدت فرحة غامرة فى أعين المرضى، وأهاليهم، ممن أجروا التدخل الجراحى اللازم لهم داخل «وادى النيل»، مشيدين بكفاءة الأطباء، ووصل الأمر إلى حد وصف أحدهم ما يعيشونه حالياً بـ«الحلم»، إذ أجرى العملية الجراحية الخاصة به فى ظرف يومين، بعدما كان من المقرر أن ينتظر أجراءها بعد قرابة 5 أشهر، وفى مستشفى أشبه بـ«مستشفيات أوروبا وأمريكا»، على حد وصفه، مع توجيه جميع المرضى الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، على توجيهه للدولة بعدم تحمل المرضى أى نفقات جراء إجراء «العمليات».
«عبدالخالق»: «السيسى» يريح آلام آلاف المصريين بمبادرته.. وأقول له: «كتر ألف خيرك يا ريس.. وربنا ينصرك على مين يعاديك»
فى الدور الثانى من «وادى النيل»، تجد عدة غرف مجاورة لبعضها البعض، وبداخلها مرضى لحالات متنوعة، بعضهم أجرى التدخل الجراحى الخاص به بالفعل، والآخرون ما يزالون قيد «التحضير»، مع تخصيص فريق متكامل من أطقم التمريض، والعلاقات العامة بـ«المستشفى» لتسهيل وتسريع الإجراءات اللازمة لإجراء العمليات للمرضى، وتقديم الخدمة الطبية اللازمة لهم تحت إشراف مجموعة من الأطباء المتخصصين.
يقول صبرى عبدالخالق، أحد المرضى المحولين من وزارة الصحة لـ«وادى النيل»، وهو مواطن خمسينى، إنه صُدم حينما تم تشخيصه طبياً بأنه يحتاج إجراء عملية جراحية لتركيب «دعامتين» فى القلب، بأنه سيجرى «العملية» بعد قرابة 4 أو 5 أشهر من موعد التشخيص، ولكن لم يكن فى اليد من حيلة، وسط انتظاره لإجراء العملية على أحر من الجمر، حتى جاءه اتصال من غرفة عمليات وزارة الصحة العاملة على مبادرة القضاء على «قوائم الانتظار»، ليقولوا له: «تعالى اعمل العملية بكرة».
آلام «عبدالخالق» تبددت من مفاجأة الاتصال، حيث كان يعد الأيام حتى يوم «14 أكتوبر»، وهو موعد التدخل الجراحى اللازم له، ليتحول «الوجع»، إلى فرحة فوجئ بها المحيطون به، ليذهب إلى المستشفى، ليفاجأ بوجود فريق من العلاقات العامة بالمستشفى، قاموا بتوصيله لأحد أماكن الانتظار، وأخذوا أوراقه، ليكملوا له كل الإجراءات التى يحتاجها، بدلاً من الحاجة لـ«اللف كعب داير على المكاتب»، حتى ينتهى من تلك الإجراءات، لتنتهى فى ظرف دقائق معدودة، بدلاً من الروتين المعتاد حدوثه فى المستشفيات العامة والمركزية.
«الدكاترة شاطرين.. والخدمة متميزة»، بتلك الكلمات واصل المواطن الخمسينى حديثه لـ«الوطن» من داخل غرفته بالمستشفى، التى يشاركه فيها أحد المواطنين الآخرين، معرباً عن سعادته بقرار الرئيس، والدولة، بعدم تحملهم مبالغ مالية، فى مقابل حصولهم على خدمة صحية لم يكونوا ليحلموا بالحصول عليها فى مصر، على حد قوله. وفور حديث محرر «الوطن» عن «مبادرة الرئيس»، التقط «عبدالخالق» أطراف الحديث، موجهاً الشكر للرئيس على مبادرته التى تريح آلام آلاف المصريين، قائلاً: «كتر ألف خيره، وربنا ينصره على من يعاديه، ويحبب فيه خلقه، ويكفيه شر أنفسنا جميعاً»، واصفاً الرئيس السيسى بـ«واحد من الناس القليلة المخلصة لمصر»، مشيداً فى الوقت ذاته باهتمام الرئيس بملفى الصحة والتعليم، لأنهما المشكلتان الرئيسيتان فى مصر، على حد وصفه.
«توفيق»: تصورت أنى سأخضع لكشوفات لأيام.. لكن لم أستغرق وقتاً وأجريت العملية فى اليوم نفسه.. ومرضى: «إحنا فى حلم.. ومش مصدقين إن فيه خدمة كده فى مصر»
حالة «عبدالخالق» لم تكن الوحيدة التى تمت مفاجأتها بسرعة تحديد موعد الجراحة فى «وادى النيل»، لكنها تعددت من مواطنين بسطاء رسم «التدخل الرئاسى» لتسريع تلقيهم العلاج البسمة على وجوههم، ليقول أحمد توفيق، أحد مرضى التأمين الصحى الذين أجروا عملية قلب بـ«وادى النيل»، إنه رأى فى المستشفى ما لم يكن يتخيل أنه قد يكون موجوداً فى مصر، بل فى أمريكا وأوروبا، وتلقى خدمة لم يكن يحلم أن يتلقاها سواء فى الوقت، أو الجودة.
«توفيق» أكد، لـ«الوطن»، وهو على سرير المرض، أن حديثه لا يقصد به رياءً أو كذباً، على حد وصفه، لكنه سعيد للغاية بمبادرة الرئيس التى تريح الآلام، مشيراً إلى أن «العملية»، تم إجراؤها له، وبالفعل بدأ فى التماثل للشفاء.
ويروى «مريض التأمين» قصة مرضه، لافتاً إلى أنه أجرى عملية جراحية فى مستشفى «دار الشفاء»، ثم تابع حالته الصحية لفترة مع مستشفيات الهيئة العامة للتأمين الصحى، لكنه فوجئ بعد فترة بقول الأطباء له إنه يحتاج لإجراء عملية جراحية، ولكن أقرب موعد لها بعد 4 أشهر من التشخيص.
ويشير «توفيق» إلى أنه تلقى اتصالاً من طبيب بوزارة الصحة والسكان يدُعى «دكتور محمد»، وقال له: «حضّر أوراقك، وتحاليلك، وأشعتك عشان هتكشف بكرة فى مستشفى وادى النيل، لإجراء العملية»، ليذهب «المريض»، وبرفقته أسرته، وفى ذهنه أن الكشف سيتبعه كشوفات لأيام أخرى، ولكنه فوجئ بأن العملية تم إجراؤها له فى اليوم نفسه.
ويشيد «مريض التأمين الصحى» بمستوى الأطباء، والتمريض، والفنيين، بالمستشفى، ليقول: «المعاملة والخدمة فوق الوصف، وفعلاً معندهمش حاجة ناقصة.. كل اللى محتاجينه موجود، وكل ده ومتحملناش تكلفة مادية».
يذكر أن مستشفى وادى النيل يقدم الخدمة لمختلف الفئات المجتمعية، سواء مسئولين بأجهزة الدولة، أو مواطنين، فضلاً عن تعاونه مع عدد من المؤسسات فى علاج المواطنين البسطاء، كما أن المستشفى يعتبر أحد المستشفيات القليلة الحاصلة على شهادة الاعتماد الدولية «JCI» فى مصر.