مساعد وزير الداخلية لـ«المنافذ»: المطارات آمنة 100%
اللواء محمود الديب مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن المنافذ
بين حيل التهريب التى لا تنتهى، ومخاطر الجرائم العابرة للحدود، ومهام التأمين الجسيمة، يقف قطاع تأمين المنافذ بوزارة الداخلية كحائط صد، يصل رجاله الليل بالنهار لتأمين 21 مطاراً و13 ميناءً بحرياً و8 موانى برية منتشرة فى ربوع البلاد.
المهمة ليست سهلة لأنها تتصل بتأمين بوابات مصر، وسط أجواء مضطربة وظروف أمنية منفلتة فى دول جوار على امتداد الحدود، وعن ذلك يقول اللواء محمود الديب، مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن المنافذ، فى حواره لـ«الوطن»، نجحنا رغم التحديات ومطاراتنا ومنافذنا أصبحت بين الأفضل فى العالم، وجميع الدول لديها ثقة تقترب من 100% فى إجراءاتنا، موضحاً أن كافة الدول التى كانت تشترط إجراءات تأمين معينة مثل روسيا وبريطانيا وأمريكا لم تعد لديها تحفظات بعد تطبيق إجراءات التأمين المعمول بها عالمياً فى كل الدول المتقدمة، بل وجرت الإشادة من جانب تلك الدول بإجراءات التأمين المتبعة فى مصر، والتى لا تقل عن نظيرتها فى تلك الدول إن لم تكن تعمل حالياً بأحدث الأجهزة وتضاهى إن لم تكن تفوق أكبر مطارات العالم تقدماً.
اللواء محمود الديب لـ«الوطن»: 6 مراحل للفحص والتفتيش.. و3.5 مليون سائح زاروا مصر خلال 6 أشهر
وأكد «الديب» أن السياحة بدأت تعود بقوة والدليل وصول عدد السياح خلال 6 أشهر بداية من يناير الماضى إلى 3.5 مليون سائح، وهو مؤشر على أن إجراءات التأمين على أعلى مستوى وتحوز رضا الجميع، موضحاً أن القيادة السياسية واللواء محمود توفيق، وزير الداخلية، يولون هذا الأمر اهتماماً بالغاً ويتم دعم القطاع بكل ما يلزم من إمكانيات بشرية ومادية للحفاظ على أمن المنافذ، وهو ما انعكس على انخفاض معدلات التهريب والظواهر الإجرامية التى تُرتكب من خلال المنافذ.. وإلى نص الحوار:
ما سياسة وزارة الداخلية المتبعة حالياً فى تأمين المنافذ؟
- سياسة واستراتيجية وزارة الداخلية بصفة عامة وليس قطاع المنافذ وحده تركز على محور الأمن الوقائى للمواجهة، ولا ننتظر وقوع الجريمة ونحرص على منعها بواسطة آليات عديدة من بينها المعلومات المتوافرة من الأجهزة المعنية بالوزارة والجهات الأمنية الأخرى واستخدام أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا الحديثة فى مجال وسائل التأمين لكافة المطارات والموانى البرية والبحرية، فضلاً عن التدريب المستمر للعنصر البشرى لدينا لمواكبة كافة تطورات جرائم التهريب.
ما اختصاصات قطاع المنافذ والمواقع الذى تتولى العمل فيه؟
- قطاع أمن المنافذ مسئول عن تأمين 21 مطاراً و13 ميناءً بحرياً و8 موانى برية، إضافة إلى 6 مناطق حرة، و2 ميناء نهرى فى أسوان (شرق وغرب)، ويتم ذلك مثلاً من خلال الإدارة العامة لشرطة ميناء القاهرة الجوى التى تتولى كافة إجراءات التأمين سواء للمنشآت بالمطار أو الركاب بحيث نهدف لسلامة النقل الجوى والطيران المدنى، وكذلك مصلحة أمن الموانى والتى تتولى تأمين 20 مطاراً، إضافة إلى الإدارة العامة لشرطة ميناء الإسكندرية التى تتولى إجراءات التأمين فى ميناء الإسكندرية وميناء الدخيلة البحرى، هذا كله بجانب الإدارة العامة لتأمين محور قناة السويس لتأمين المجرى الملاحى للقناة والمناطق المتاخمة له بطول 197 كم، بداية من شمال بورسعيد انتهاء بالسويس وموانيها.
إجراءاتنا الصارمة فى تأمين محور قناة السويس منعت وصول أى دعم للإرهابيين بسيناء وأحبطنا هروبهم إلى الدلتا.. وجميع الوفود الأجنبية التى زارت المطارات أشادت بإجراءات التأمين ولا ينقصنا سوى تدفق السائحين.. وإجراءاتنا تفوق الدول المتقدمة.. وأقول للشعب إن رجال الجيش والشرطة حصنكم المنيع
ما أحدث الإجراءات التى تم اتخاذها لمواجهة التهريب؟
- موضوع مكافحة التهريب مهم جداً ومحل اهتمام كبير من القيادة السياسية ووزير الداخلية، ولذلك تم تشكيل لجنة دائمة لمكافحة ظواهر التهريب برئاسة رئيس مجلس الوزراء وعضوية مسئولين من قطاع المنافذ وحرس الحدود والجمارك والرقابة الإدارية، وهذه اللجنة تعقد اجتماعات بصفة مستمرة لمواجهة ظواهر التهريب ووضع آليات مواجهتها نظراً لخطورة التهريب والظروف الأمنية فى البلدان المجاورة والتى تستدعى اليقظة والسيطرة التامة على جميع تلك المنافذ.
كيف يواكب القطاع تطور حيل التهريب والمهربين؟
- بصفة عامة أعدنا تأهيل وتوعية العنصر البشرى وتدريبه باعتباره حجر الزاوية والركيزة الرئيسية والأساسية فى أداء جهاز الشرطة بصفة عامة وقطاع المنافذ على الأخص، بحيث يخضع لدورات وتقييم مستمر لأدائه ومحاسبته أيضاً وتحفيزه، وخضعت هذه العناصر لدورات تدريبية خارج وداخل البلاد، كما تمت تنقية العناصر غير الصالحة والمؤهلة لممارسة هذا العمل باعتبار منافذ المطارات والموانى من المناطق المهمة التى تتطلب أن يكون القائمون عليها متسمين بمواصفات خاصة، وليقفوا على مدى خطورة الأوضاع وانعكاساتها السلبية على الإجراءات الأمنية داخل المطارات والموانى.
وماذا عن استخدام التكنولجيا الحديثة فى التأمين؟
- نستخدم حالياً أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا الحديثة فى مجال تأمين المعابر والمنافذ، واستعنا فى كل المطارات المصرية بأحدث أجهزة الكشف عن الحقائب والأمتعة X-RAY-DUELVIEW وأجهزة C.T.X وCOMPUTER TOMOGRABHY ويستخدم للكشف على الحقائب والأمتعة بالأشعة المقطعية ولديه القدرة على الاشتباه الأوتوماتيكى فى المتفجرات وجهاز E.T.D EXPLOSIVES TRACACE DETECTOR ومهمته كشف أثر المتفجرات على الحقائب والمتعلقات والأشخاص أيضاً، حيث يتم استخدامه فى تفتيش الركاب والمتعلقات تفتيشاً عشوائياً والاشتباه، بالإضافة إلى أجهزة سيتى إكس لفحص الأمتعة وهى أكثر حساسية لأجهزة إكس راى، باختصار نستخدم طريقة تأمين وفحص سداسية.
نستخدم أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا فى التأمين.. ونهتم بالتدريب المستمر لمواكبة تطورات جرائم التهريب
هل هذه الأجهزة كانت موجودة من قبل؟
- هذه الإجراءات لم تكن متوافرة فى بعض المطارات المصرية، وتم إضافتها مؤخراً من قبََل وزارة الطيران، بخلاف الاستعانة بكلاب الشرطة التى تعتبر أحد المحاور المهمة فى إجراءات التأمين ونستخدمها فى الكشف عن المتفجرات والمخدرات، لما لها من قدرة كبيرة على الكشف عن تلك المواد.
ما تقييم تلك الإجراءات بالنسبة للبلدان الأخرى خاصة الدول المتقدمة؟
- وسائل التأمين المتبعة لدينا تضاهى الإجراءات المتبعة فى تلك الدول إن لم تكن تفوقها، وهذا بشهادة مسئولين من تلك الدول، والدولة المصرية تدرك جيداً مدى خطورة المنافذ وتأمينها بشكل صارم ودقيق.
وما مردود ذلك؟
- مردود ذلك هو انخفاض معدلات التهريب والهجرة غير الشرعية وبدء توافد السائحين الذين وصل عددهم خلال الستة أشهر الماضية إلى 3.5 مليون سائح وما زلنا ننتظر المزيد.
هل يمكن الحديث عن إجراءات التأمين بشكل أوضح خاصة أنها تبدو معقدة؟
- محاور عملنا يتم تنفيذها من خلال آليات جديدة ومتطورة تكنولوجياً لمكافحة الجريمة والتأمين الكامل للمطارات والموانى، بحيث يتم العمل وفق ثلاثة محاور: العنصر البشرى والأجهزة، وخطط التأمين التى نضعها فى ضوء المخاطر التى تواجهنا والأحداث المسبوقة التى نشهدها والاستهداف الممنهج من جماعات معينة، لتواكب خططنا. كما نستفيد من كل أخطاء الدول الأخرى فى هذا المجال، بتحليل الحوادث التى وقعت لديها. وهذه المحاور مجتمعة يتم بلورتها على الأرض فى هيئة إجراءات أمنية، ونهدف من عملنا تحقيق عنصر الأمن الوقائى بحيث لا يتعرض الراكب أو منظومة الطيران أو النقل البحرى والبرى لأى مكروه، وهناك إجراءات أمنية لا يراها الراكب، مثل الكاميرات فى جراجات السيارات بالمطارات أو الشرطة المنتشرة بها، إضافة إلى مرور سيارة للكشف عن المتفجرات داخل هذه الجراجات، ومراحل فحص الحقائب والأمتعة المتعددة، بحيث يمر الراكب وحقائبه فى 6 مراحل للفحص منها مرئى وغير ذلك، ولضمان تطبيق الإجراءات التأمينية بمراحلها بصورة مكتملة تمت إضافة العنصر النسائى بالمطارات ليتسنى لهن مواجهة ذلك الإجراء المطلوب وفحص وتفتيش السيدات سواء كن راكبات أو عاملات بالمطار بحرفية.
«الداخلية» ضمت أعداداً كبيرة من الشرطة النسائية فى المطارات للمساعدة فى عمليات التفتيش الكامل للسيدات
ما إجراءات التفتيش فى كل منفذ ومطار وعدد نقاط التفتيش والتعقيم؟
- هناك إجراءات صارمة فى كل مطار ومنفد وبالتحديد 6 نقاط تفتيش وتعقيم لكل مسافر أو مقبل إلى مصر من خلال مجموعة من ضباط الأمن فى جميع المنافذ، وتتم نسبة التفتيش لكل مسافر أو مقبل إلى البلاد 100%، وذلك فى ضوء تحديات الإرهاب المستمرة مع متابعة يومية من جميع القيادات بالمطارات والمنافد، وقيامى بالمرور عليها يومياً، وذلك لأهمية الدور الأمنى المصرى فى تحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، حيث تشهد تصاعداً مستمراً وصراعات وانتشاراً واسعاً لأعمال العنف، كما تم تطوير التعاون الأمنى لمكافحة التنظيمات الإرهابية، وتضافر الجهود الدولية للتصدى للفكر المتطرف الذى يبرر استخدام العنف والترويع لتحقيق مكاسب مادية وسياسية وزعزعة استقرار عدة دول فى المنطقة.
بعد تلك الإجراءات.. كيف يقيم المسئولون الروس والأمريكان مثلاً وضع تأمين المنافذ فى مصر؟
- زيارة الوفود الأجنبية ومسئوليهم تعكس قناعة ورغبة وحرص هذه الدول لاستئناف حركة السياحة لمصر، وذلك نتيجة ما لمسوه من إجراءات أمنية قوية على الأرض ونجاحات تحققت فى مواجهة التطرف، وقد أكدت هذه البعثات أن الإجراءات التى نطبقها فى مطاراتنا تضاهى أكثر الدول تقدماً، فالبعثة البريطانية وعلى رأسها وزير الأمن البريطانى سبقها زيارة الوفد الروسى والإسكندنافى وبعثات أخرى، جميعهم أبدوا إعجابهم بالإجراءات والتطوير الذى تشهده المطارات المصرية.
هل هناك آلية تضمن تطبيق العنصر البشرى المحاور الأمنية على أكمل وجه دون خلل؟
- سياسة واستراتيجية وزارة الداخلية تعمل وفق مبدأ الشفافية، فلا مواربة أو مجاملة لمخطئ، ولا نقر فى مفردات وثقافة الوزارة أى مخطئ على خطئه، وإن وجد فهو يكون بصورة فردية ويتم محاسبتها إدارياً وجنائياً، وقد تصل العقوبة للعزل من العمل، كما أن الوزارة وقياداتها لم تغفل ذلك الجانب، وتم استحداث إدارة جديدة بقطاع المنافذ تسمى إدارة متابعة معايير الأداء لتتولى تقييم أداء العنصر البشرى القائم على الإجراءات التأمينية ومهمتها قياس معيار أداء العنصر البشرى يومياً.
وماذا عن فحص العاملين بالمطارات والموانى؟
- يخضع كل العاملين بالموانى والمطارات لإجراءات فحص دقيقة تصل لفحص الشخص وأسرته وذويه ليتم التأكد من انتمائه وولائه للدولة، أما فيما يتعلق بدخول العاملين للدائرة الجمركية فيتم ذلك بعد استخراج تصاريح دائرة جمركية لهم، وأثناء عملية دخولهم وخروجهم يخضعون لإجراءات تفتيش وتعقيم شأنهم شأن الركاب، إضافة إلى أنه ولأول مرة يتم العمل بنظام الأجهزة البيومترية.
عبر أى منافذ ترتكب جرائم التهريب الكبرى؟
- عبر المنافذ البحرية تحديداً نظراً لطاقة العبور الكبيرة التى تتحملها ولجوء المهربين إليها لتهريب كميات ضخمة.
وكيف تواجهون ذلك؟
- من خلال المعلومات التى توفرها الأجهزة المعنية فى الوزارة، وتم تزويد تلك المنافذ البحرية بأجهزة حديثة لفحص الحاويات الضخمة وهى أجهزة «راب سكان» لفحص الحاويات وهو ما سهل إجراءات تفتيشها عن ذى قبل.
كيف يتم فحص الحاوية بهذا الجهاز؟
- جهاز «راب سكان» لفحص الحاويات بالأشعة وتعبر من خلالها الحاوية التى تزن مثلاً 5 أطنان وأثناء عبورها تظهر على الشاشة كافة محتوياتها.
وماذا عن تأمين محور قناة السويس؟
- محور القناة بالكامل يخضع لسيطرة أمنية تامة يقوم عليها عناصر بشرية مدربة على أعلى مستوى وأجهزة حديثة لإجراء الفحص الشامل والكامل لكافة الأمتعة والأشخاص والمركبات، وكان لهذه الإجراءات دور بالغ فى منع وصول الدعم اللوجيستى للعناصر الإرهابية بسيناء، كما تم ضبط عدد كبير من الإرهابيين أثناء محاولتهم الهرب من سيناء إلى الدلتا، بالإضافة إلى منع كميات كبيرة من المتفجرات من الوصول إلى سيناء.
ماذا عن دور الشرطة النسائية؟
- قامت وزارة الداخلية بضم أعداد كبيرة من الشرطة النسائية فى جميع المطارات والمنافذ للمساعدة فى عمليات التفتيش الكامل للسيدات، كما هو معمول به فى دول العالم، مع ضم مجموعات أخرى بعد تدريبهم، وتم تعزيز الأماكن والمنافذ التى كان يوجد بها عجز، ومؤخراً قرر اللواء محمود توفيق وزير الداخلية زيادة عدد ضباط الجوازات والكاونتر فى مطار القاهرة للقضاء على الزحام فى أوقات الذروة.
ما الدور الذى يقوم به قطاع المنافذ فى مكافحة الهجرة غير الشرعية وعمليات التسلل؟
- هناك دور مهم لرجال الشرطة والقوات المسلحة فى مكافحة الهجرة غير الشرعية وعمليات التسلل فى ضبط تلك العصابات من خلال التأمين الكامل للمنافذ وقيام رجال حرس الحدود بضبط جميع من يحاول التسلل، ودور الشرطة فحص مستندات السفر فى المنافذ والمطارات وأسباب الدخول إلى البلاد، وتم ضبط 625 قضية هجرة غير شرعية خلال الفترة من يناير الماضى حتى الآن.
ما الذى ينقصنا حالياً فى هذا المجال؟
- توافد السائحين والركاب بكثافة، وهذا ما نأمل تحققه قريباً فى مطاراتنا، خاصة أن كل مطاراتنا مؤهلة لاستقبال حركة الركاب بتدفق بإجراءات أمنية تعادل كل ما يطبق بأحدث مطارات العالم تقدماً ومؤهلة باللوجيستيات والمعدات الحديثة والعنصر البشرى المؤهل وخطط التأمين، ولا يقتصر التأمين على مبنى المطار بل يمتد للأعماق لمسافة عدد من الكيلومترات وتشمل النقاط المتقدمة وأسوار المطارات.
فى النهاية.. ما رسالتك للشعب المصرى والراغبين فى زيارة مصر؟
- أقول للشعب المصرى إن رجال الشرطة والجيش حصنكم المنيع وعلى أتم استعداد لمواجهة أى مخاطر من أجلكم والسهر على حمايتكم، وللراغبين فى زيارة مصر أقول لهم مصر آمنة تماماً، وجميع مطاراتها على أهبة الاستعداد لخدمتكم وراحتكم وكلها آمنة تماماً، وإجراءات التأمين فيها تضاهى الموجودة فى بلادكم.