«دبلوماسية المصالح».. تركيا تخطط لـ«الوصاية» على القدس الشرقية.. وموقف إسرائيل غامض
القدس الشرقية باتت مطمعاً للوصاية التركية
نشرت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية تقريراً حول الجهود التركية للسيطرة على القدس الشرقية من خلال تنفيذ مشاريع مختلفة فى المنطقة، وقالت إن «أنقرة» تسعى لتعميق وجودها فى القدس الشرقية من خلال مشاريع تضم إعادة ترميم منازل فى الحى الإسلامى وتقديم مساعدات غذائية للفلسطينيين بهدف توسيع نفوذها فى المدينة، عبر منظمات تركية غير حكومية تشرف على هذه المشاريع.
وأشارت الصحيفة إلى مشاريع أخرى، من بينها تحفيز الوفود التركية على زيارة القدس، وجمع التبرعات من الأتراك لصالح المدينة المقدسة، ونقل شبان من القدس إلى تركيا للمشاركة فى مؤتمرات، معتبرة أن كل هذه الجهود توضح نشاط الجمعيات التركية المتنامى لتعزيز نفوذ تركيا بين سكان شرقى القدس، الأمر الذى اعتبرته عضو الكنيست «عنات بيركو» تخريباً سياسياً يحاول أن يبنى المزيد من الكراهية ضد إسرائيل، ووصفت الصحيفة هذا الاتجاه بـ«انقلاب الإخوان المسلمين برئاسة أردوغان بهدف أسلمة تركيا»، داعية إلى وقف التدخل التركى فى القدس.
ونقلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فى يونيو الماضى، أن الأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية حذروا إسرائيل من أنشطة تركيا فى القدس، ووجهوا رسائل عدة إلى إسرائيل لتحذيرها، حيث ترى الأجهزة الأمنية فى إسرائيل أن رحلات الحجاج الأتراك للقدس، التى تشرف عليها منظمات إسلامية، أحد أهم عوامل تعزيز الوجود التركى بالمدينة، فى الوقت الذى يشارك فى هذه الرحلات آلاف الأتراك، بجانب مشاركة ناشطين متصلين بتركيا فى المظاهرات التى تتصدى لاقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى.
«هآرتس»: الأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية حذّرتا «تل أبيب» من أنشطة «أنقرة».. و«عبدالفتاح»: «أردوغان» يستخدم قضية فلسطين لتعزيز موقفه داخلياً ودعم سياسته الإقليمية والدولية
وأوضحت الصحيفة أن الأردنيين ادعوا، بعد التوقيع على اتفاق المصالحة بين تركيا وإسرائيل عام 2016، أن إسرائيل لا ترغب فى مواجهة «أردوغان»، لذلك تفاعلت ببطء مع الأمر، مشيرة إلى أن إسرائيل تلقّت الرسائل لكنها رفضت الانتقادات الأردنية بشأن التأخير فى الرد الإسرائيلى، وقالت إسرائيل إنها تراقب الظاهرة وتتصرف بعدة طرق لاحتواء الأمر والقضاء على الظاهرة.
وفى مايو الماضى اتخذت الحكومة الإسرائيلية قراراً بعدم الاحتكاك مع تركيا، عندما قررت سحب مشروع قانون الاعتراف بالإبادة التركية ضد الأرمن من بنود جدول أعمال اللجنة الوزارية لشئون التشريع، وأوضحت القناة الثانية الإسرائيلية أن هذا القرار تم اتخاذه لمنع تفاقم الأزمة الدبلوماسية مع تركيا.
وأكدت المؤسسة الأمنية فى إسرائيل أن محاولات تركيا توسيع وجودها فى القدس لا تزال سرية، من خلال سعى الأتراك للحصول على عقارات وإثبات وضعهم من قبَل منظمة غير ربحية تدعم المواطنين فى القدس، فيما قالت «هآرتس» إن السلطات الأردنية تخشى من النشاط التركى فى القدس حتى لا يتم تقويض مكانة المملكة الأردنية صاحبة الوصاية على الأماكن المقدسة فى المدينة.
يُذكر أن جهاز الأمن العام الإسرائيلى (شاباك) اعتقل العام الماضى فلسطينياً يُدعى محمد مرتجى، وهو ممثل وكالة التعاون والتنسيق التركية (تيكا) فى غزة، وقررت المحكمة العليا الإسرائيلية الحكم عليه بالسجن 9 سنوات بعد إدانته بتمويل حركة «حماس»، ووجهت له عدة اتهامات، منها العمل مع «حماس»، وعضوية منظمة معادية، وإعداد مؤامرة للإضرار بالأمن، والتواصل مع جواسيس أجانب.
من جانبه قال بشير عبدالفتاح، الخبير فى الشأن التركى، إن تركيا تسعى لزيادة نفوذها فى المنطقة، وتستخدم القضية الفلسطينية لتعزيز موقف «أردوغان» فى الداخل وتقديم نفسها على أنها المدافع الأول عن القضية الفلسطينية.
وأضاف، لـ«الوطن»، أن إسرائيل تحاول أن تروج لهذا الأمر فى إطار خلافها مع تركيا هذه الأيام، وتابع: «بالفعل هناك نوايا تركية، وإسرائيل تحاول أن تسلط الضوء على هذه النوايا، وتستثمر القضية، بشكل أو بآخر، فى سياستها الإقليمية والدولية».