الذعر ينتقل من البحيرة إلى المنوفية بعد وفاة مواطنين فى قويسنا
ذعر بين الأهالى فى قويسنا بسبب الثعابين
أثارت وفاة مواطنَين نتيجة تعرضهما للدغات ثعابين سامة فى قرية «شبرابخوم»، التابعة لمركز قويسنا بمحافظة المنوفية، مؤخراً، حالة من الذعر بين أهالى القرية، حيث أعادت الواقعتان إلى أذهانهم ذكريات هجوم سابق شهدته نفس القرية قبل نحو 22 سنة، أودى بحياة 10 أشخاص، وتسبب فى إصابة ما يزيد على 50 آخرين، خاصةً أن هجمات الثعابين والأفاعى السامة التى تشهدها القرية تأتى بعد أيام من ظهورها بأعداد كبيرة فى عدد من القرى بمحافظة البحيرة.
وأكد عدد من أهالى قرية «شبرابخوم» لـ«الوطن» أن الثعابين بدأت فى الظهور بكثرة قبل نحو 10 أيام، وتمكن عدد من المزارعين من قتل عدد منها على أطراف القرية، من بينهم مزارع يُدعى «السيد توفيق»، تمكن وحده من قتل ثعبانين، بينهما أفعى من نوع «كوبرا»، يبلغ طولها نحو 1.5 متر، مشيرين إلى أن الأمر فى بدايته لم يثر قلقاً لدى الأهالى، حيث إنه من المعتاد ظهورها خلال الصيف، فى الزراعات، وبين مخلفات تطهير الترع، وفى المناطق غير المأهولة، إلى أن فوجئ الأهالى، قبل عدة أيام، بوفاة شخص يُدعى «إبراهيم معروف»، كان يعمل بائعاً متجولاً، نتيجة إصابته بلدغة ثعبان أثناء نومه.
المحافظة تعلن الطوارئ وأهالى «شبرابخوم» يستعيدون ذكريات هجوم سابق أودى بحياة 10 أشخاص
وأشار الأهالى إلى أنه عند استيقاظ هذا الشخص لاحظ شقيقه اصفراراً وتورماً فى وجهه، فتوجه به إلى مستشفى القرية، ثم إلى مستشفى قويسنا المركزى، ولكنه لم يجد مصلاً لعلاج سم الثعبان هناك، فأسرع به إلى مستشفى شبين الكوم الجامعى، التى تبعد عن القرية بنحو 30 كيلومتراً، ولكنه توفى قبل وصوله.
وقال «وائل عبدالعزيز»، أحد الأهالى، إن سيدة أخرى، تُدعى «اعتماد العزب»، موظفة بالمعاش، لقيت مصرعها أيضاً، بعد أن هاجمها ثعبان سام داخل حمام منزلها، والذى يقع وسط الكتلة السكنية بالقرية، فأسرع بها عدد من أفراد أسرتها إلى مستشفى شبين الجامعى مباشرة، لاعتقادهم بعدم وجود المصل فى مستشفى القرية، أو مستشفى قويسنا المركزى، ولكنها توفيت أيضاً بعد قليل من وصولها المستشفى الجامعى، مشيراً إلى أنهم علموا بعد ذلك أن مصل لدغات الثعابين والعقارب تم توفيره بمستشفى القرية ومستشفى قويسنا، عقب الحادث الأول، ولكن لم يتم إخطار الأهالى.
وأضاف «عبدالعزيز» أن الواقعتين تسببتا فى حالة من الذعر والهلع بين أبناء القرية، وأعادتا إلى أذهانهم هجوماً سابقاً للثعابين على المنازل، قبل نحو 22 سنة، تسبب فى وفاة 10 أشخاص، وإصابة 50 آخرين، وطالب بسرعة تدخل الجهات والأجهزة المعنية للقضاء على الثعابين التى بدأت تهاجم المواطنين داخل منازلهم وسط الكتلة السكنية، وضرورة توفير كافة الأمصال اللازمة لإسعاف المصابين.
أما «السيد توفيق»، المزارع الذى تمكن من قتل ثعبانين، فأكد أنه قبل نحو أسبوع شاهد عدداً من الثعابين بالقرب من أرضه الزراعية، واصفاً الأمر بأنه طبيعى فى مثل هذه الأوقات من السنة، بسبب ارتفاع درجة الحرارة، وأضاف أنه شاهد 4 ثعابين كبيرة الحجم، تمكن من قتل اثنين منها، مستخدماً فأساً كانت بيده، وتبين أن أحدهما أفعى من نوع «كوبرا»، وهو نوع من الثعابين النادر وجودها فى المناطق الزراعية بالقرية.
من جانبه، أكد النائب عصمت زايد، عضو مجلس النواب عن دائرة بركة السبع وقويسنا، أنه تم التواصل مع وزيرة الصحة، عقب حالة الوفاة الأولى، وتم إرسال لجنة إلى القرية، برئاسة مدير الطب الوقائى بالوزارة، لمتابعة الحالة على الطبيعة، بالتنسيق مع محافظة المنوفية ومديريتى الصحة والزراعة، حيث قرر سكرتير عام المحافظة، الدكتور أيمن مختار، تشكيل لجنة برئاسة مدير مديرية الزراعة، لمكافحة انتشار القوارض والزواحف، واتخاذ كافة الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية اللازمة للحد من الآثار السلبية المترتبة على ظاهرة انتشار الثعابين السامة، فضلاً عن قيام اللجنة بإعداد تقرير شهرى بما تم إنجازه من أعمال.
وأكد وكيل وزارة الزراعة بالمنوفية، الدكتور حمدى جامع، أنه تم معاينة البؤر والأماكن المحتمل وجود الثعابين بها، وتم حقن كميات من البيض وأمعاء الدواجن بطعوم سامة، وتوزيعها على مشارف الأراضى الزراعية والمصارف والترع وتجمعات الحشائش.
وقال وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، الدكتور نصيف الحفناوى، إنه تم رفع حالة الطوارئ بالوحدة الصحية بقرية «شبرابخوم»، ومد العمل بها على مدار 24 ساعة، وتوفير الأمصال والكوادر الطبية وأطقم التمريض المدربة على التعامل مع أى حالات محتملة، فضلاً عن الدفع بعربة إسعاف مجهزة، لمواجهة أى حالات طارئة، وتنظيم حملات وندوات توعية للمواطنين على كيفية اتخاذ إجراءات الحيطة والحذر، وكيفية الوقاية من لدغات الثعابين، وتقديم الإسعافات الأولية.
وأكد رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة قويسنا، مجدى أبوالسعد، أنه تم إصدار توجيهات عاجلة بسرعة إزالة تجمعات القمامة، وتطهير المصارف والترع، ورفع تراكمات الهدم، لمنع اختباء الثعابين بها، حرصاً على سلامة المواطنين.