"الإتربي": المنطقة العربية تواجه 4 تحديات بيئية ناتجة عن تغير المناخ
اتحاد بنوك مصر
قال محمد الإتربي، رئيس مجلس إدارة بنك مصر، وعضو مجلس إدارة اتحاد بنوك مصر، أن الدراسات المتخصصة أشارت إلى ان المنطقة العربية تواجه أربعة تحديات بيئية رئيسية ناتجة عن تغير المناخ وهي أمن الطاقة والأمن الغذائي والأمن المالي والتصحر وتدهور جودة الأراضي الزراعية، وتشير الإحصاءات إلى أن نسبة الأراضي الجافة وشبه الأراضي تبلغ حوالي 90% من مجمل الأراضي العربية، مع تنامي ظاهرة التصحر حيث تخسر المنطقة العربية مساحات شاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة، الأمر الذي يؤثر سلبًا على واقع الأمن الغذائي، خاصة مع إزدياد نسبة التلوث البيئي والتغير المناخي.
وأشار "الإتربي"، خلال كلمة اتحاد بنوك مصر، على هامش منتدى "الصيرفة الخضراء، إلى ان الحديث عن مفهوم الاقتصاد الأخضر يدفعنا بالضرورة للحديث عن مفهوم التنمية المستدامة، حيث يعتبران وجهان لعملة واحدة، وإن الاقتصاد الأخضر جاء كمقترح يساعد على تحقيف أهداف التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن الانجاز الأكبر لمفهوم التنمية المستدامة في هذا السياق قد تحقق في نجاح قمة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة التي عقدت في سبتمبر 2015، بنيويورك، في اعتماد خطه جديده طموحة للتنمية المستدامة أعلن خلالها 193 من قادة العالم إلتزامهم بـ17 هدفا من أجل تحقيق 3 إنجازات استثنائية في السنوات الـ15 المقبلة تتمثل في: القضاء على الفقر، مكافحة عدم المساواة والتعاون من أجل تخفيف الأثار السلبية الناتجة عن تغير المناخ.
وأكد أن اتحاد بنوك مصر يعمل على ترسيخ نهجه المؤسسي على صعيد الاستدامة، ودعم جهود التنمية الشاملة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، انطلاقا من حرصه على دعم رؤية مصر 2030 في هذا الشأن، وتتركز جهوده في هذا الخصوص على المساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة، والمساهمة في تطوير العشوائيات وتنمية المجتمعات غير المخططة، والمحافظة على الموارد البيئية، حيث قام الاتحاد في عام 2014 بإنشاء لجنة التنمية المستدامة لتنفيذ رؤية الاتحاد في هذا المجال مع الالتزام بأفضل الممارسات العالمية في هذا الشأن.
وأوضح أن الاتحاد قد أطلق مبادرة لتطوير العشوائيات في عام 2014 ساهمت خلالها البنوك الأعضاء بمبلغ قدره 320 مليون جنيه لتطوير المناطق غير المخططة ذات الأولوية بكل من حلوان والجيزة، وتم تحديد معايير تصنيف المناطق بما يتفق مع المعاهدات الدولية وبما يضمن حقوق السكان ومراعاة ظروفهم المعيشية.
وأضاف أن تلك المبادرة تتبنى مفهوم التطوير الشامل الذي لا يقتصر على البنية الأساسية من تشييد ورفع كفاءة شبكات مياه الشرب والصرف الصحي وتمهيد الطرق وتوفير الإنارة بالشوارع، دفن خطوط كهرباء الضغط العالي الهوائية فحسب، بل يمتد نطاق المبادرة ليشمل التنمية البشرية مع إبداء اهتمام خاص بمحوري الصحة والتعليم كركيزتين أساسيتين للتنمية، مشيرًا إلى أنه تم تخصيص 100 مليون جنيه لأنشاء مركز طبي ومجمع مدارس نموذجي متكامل لخدمة الأهالي بحلوان. وأفاد بأن مبادرة الاتحاد لتطوير المناطق غير المخططة استهدفت أنشطة تمويل الطاقة النظيفة ودعم الأنشطة البيئية وخدمات التدريب وريادي للمشروعات، ومساندة المشروعات متناهية الصغر، مع إيلاء اهتمام خاص بالمرأة المعيلة من سكان هذه المناطق وذلك بالتعاون مع كافة الأطراف ذات الاهتمام المشترك لتوفير أفضل الفرص للنجاح وتعظيم المردود الإيجابي للمبادرة.
وأوضح "الإتربي" أنه في هذا السياق قام اتحاد بنوك مصر بتوقيع اتفاقية تعاون مع وزارة البيئة للمساهمة في تحسين الظروف البيئية وتطوير منظومة جمع القمامة من المناطق العشوائية بحلوان وتجميل وتشجير شوارع حلوان ورفع الوعي لدى المواطنين للمحافظة على الإنجازات التي تم تحقيقها من خلال مبادرة الاتحاد.
كما أوضح أنه من جهة أخرى قام الاتحاد بدعوة جهود وزارة الكهرباء الرامية إلى تبني مشروعات الطاقة المتجددة وترشيد استهلاك الطاقة وتحسين كفاءتها والحفاظ على الموارد البيئية إتساقا مع "رؤية مصر ٢٠٣٠" وإستراتيجيتها لتعظيم دور مصر الإقليمي في أسواق الطاقة العالمية.
وتابع: "قام الأتحاد بمساندة المبادرة الوطني التي تبنتها وزارة الكهرباء بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومرفق البيئة العالمي لتحسين كفاءة نظم الإضاءة في كافة القطاعات ومنها القطاع المصرفي بهدف التحول إلى نظم الإضاءة الموفرة للطاقة والتوسع في إستخدام الخلايا الضوئية."
واختتم "الإتربي" حديثه: "لاشك في أنكم تتفقون معي في أهمية إدراج البنوك خطط "التمويل والتنمية المستدامة" ضمن استراتيجيتها المستقبلية لمنح الائتمان والتاكيد على أهمية التمويل المستدام في تنويع محافظ البنوك، ونمو حجم أعمالها بشكل يخدم الأجيال الحالية دون الإضرار بحقوق واحتياجات أجيال المستقبل والاقتصاد ككل".