مشرحة العريش.. هنا جثث متفحمة لـ6 من الإرهابيين
كانت الساعة تشير إلى الرابعة والنصف عصراً، حينما اخترقت سيارات تابعة لقوات الأمن والجيش حرم مستشفى العريش العام الذى تحيطه المدرعات من كل اتجاه، تدلف سيارة مسرعة للداخل تحمل 4 جثث لمتهمين فى الحادث الإجرامى الذى استهدف خيرة شبابنا من جنودنا على الحدود وقتلهم غدراً ساعة الإفطار، تلك الجثث التى سلمها الجيش الإسرائيلى إلى السلطات المصرية بعد أن قتلتهم داخل المدرعة التى اخترقت حدودهم، محيط مستشفى العريش العام تحول إلى ثكنة عسكرية، يهرع المجندون نحو السيارات ويقومون بإنزال الجثث إلى مشرحة المستشفى وسط هدوء وتكتم شديدين، بمتابعة وصحبة تعزيزات لقوات داخل ثلاث سيارات للأمن المركزى ومدرعتين للجيش، تنضم الأربع جثث إلى جثتين كانتا بالمشرحة لمتهمين قتلا بالأحداث داخل الحدود المصرية.
وحسب شهود عيان طالعوا المشهد عن قرب داخل المشرحة، وصفوا الجثث كلها بأنها متفحمة تماماً، مما يصعب تحديد أى آثار أو معالم للتعرف على هوياتهم باستثناء جثة واحدة تبدو ملامحها واضحة ويمكن التعرف عليها.
ويؤكد الدكتور سامى أنور، مدير مستشفى العريش العام، أن عدد الجثث الموجودة حالياً بالمشرحة وصل إلى 6 جثث، منها 2 كانتا بالمشرحة من البداية، لأنهم تمت تصفيتهم والتعامل معهم داخل الأراضى المصرية، و4 تم تسلمها من الجيش قادمة من إسرائيل.
وأضاف «أنور» فى تصريح خاص لـ«الوطن»: أن رئيس النيابة العسكرية بشمال سيناء أصدر أمرا باستدعاء أدلة البحث الجنائى ورفع البصمات لسرعة التوصل لمرتكبى الحادث، ومن المتوقع أن تباشر عملها فى أسرع وقت.
وأشار إلى أن قوات الأمن وضعت خطة محكمة لحماية المستشفى وتأمين جثث المتهمين، تحسباً للتعرض لأى هجمات من ذويهم، وقال: «هناك خطة يشرف عليها مدير الأمن بنفسه بتحديد دوريات أمنية وشرطية متعاقبة أمام المستشفى وداخل حرم الاستقبال».
ورصدت «الوطن» أيضاً وصول إمدادات وتعزيزات فى تمام الساعة التاسعة مساء أمس عبارة عن مدرعتين للجيش وثلاث سيارات حماية شرطية تعلوها رشاشات بجانب سيارة للأمن المركزى إضافية، وبدأت السيارات تتجول داخل حرم المستشفى، مع تجمع أمنى كثيف قرب مدخل المشرحة، الذى ينفصل عن المبنى الرئيسى، مانعين أى شخص من الاقتراب أو التصوير، ومع اقتراب منتصف الليل قامت قوات الأمن بإغلاق باب المبنى الذى يحتوى على المشرحة بالجنازير.