شيخ مجاهدى سيناء: العملية الشاملة ناجحة.. والأهالى على قلب رجل واحد مع الجيش.. ومشروع «السيسى» هو نفس ما فعله «عبدالناصر» لكن بأدوات مختلفة
الشيخ حسن خلف السواركة شيخ المجاهدين
حياته عبارة عن محطات من البطولة، شارك فى حرب الاستنزاف ضد العدو الإسرائيلى، رأى الموت بعينيه لكنه لم يتراجع ولم يستسلم، حارب بين أبطال الجيش المصرى حتى وقع أسيراً لدى المحتل وقضى داخل سجونه 40 شهراً إلى أن خرج فى تبادل أسرى عقب انتصار أكتوبر وحصل على نوط الامتياز من الدرجة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات بعد عودته من الأسر عام 1974.
هو الشيخ حسن خلف السواركة، «شيخ المجاهدين» كما يصفه أهله فى سيناء، لكنه لا يحب هو أن يصف نفسه إلا بأنه «إنسان مصرى يحب بلده ويريد أن يلقى ربه على خير»، أكد فى حواره لـ«الوطن» وحدة أهالى سيناء مع الجيش المصرى الذى ينفذ العملية الشاملة سيناء 2018، مشدداً على أن العملية ناجحة وحققت نتائج إيجابية، وحذر الشيخ حسن من محاولات النيل من وحدة المصريين ممن يرددون أكاذيب لا وجود لها إلا فى أذهانهم المريضة بهدف ضرب الدولة وخدمة الإرهاب.
الشيخ حسن خلف: «الرئيس» أنقذ البلد من الضياع ويتمتع بحكمة تجعله يقرأ الأمور قبل غيره
ووجه «شيخ المجاهدين» رسالة إلى الشباب قائلاً «لا تكفوا عن العمل من أجل تحقيق أحلامكم وبناء وطنكم، ولا تستسلموا أبداً ولا تيأسوا»، كما وجه رسالة إلى أهالى وأسر الشهداء مؤكداً فيها أن الله اختار أفضل خلقه ليكرمهم بالشهادة، وقال إنه يحب الرئيس السيسى ويقدر الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، لافتاً إلى وجود أوجه شبه كثيرة بين الرئيسين.. وإلى نص الحوار:
ما تقييمك لمجهودات الدولة فى سيناء والعملية الشاملة التى تنفذها القوات المسلحة حالياً؟
- الدولة بدأت حربها على الإرهاب فى سيناء منذ 30 يونيو، وقامت بالعديد من العمليات العسكرية الواسعة مثل عملية حق الشهيد، وحالياً هناك العملية الشاملة التى تجرى على أفضل صورة وعلى أعلى مستوى من الالتزام والكفاءة والمهارة القتالية، وحققت أهدافاً إيجابية جداً، واستعادت جزءاً كبيراً من الأمن فى شبه جزيرة سيناء وأعادت استقرار الأوضاع بنسبة كبيرة، ونحن نشكر الجيش والقيادة السياسية تحت قيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية، الحريص جداً على أن تكون سيناء خالية من الإرهاب وأرض خير لأهلها ولكل المصريين.
هل قد نرى قريباً سيناء خالية من الإرهاب لتبدأ عملية تنمية واسعة هناك؟
- كلنا نتمنى ذلك، والرئيس السيسى وجه إلى ذلك، وأعتقد بإذن الله بعد فترة قصيرة يمكن أن نرى سيناء بدون إرهاب وتبدأ رحلة التنمية والتعمير ليعم الخير على الجميع، خاصة أنه كما ذكرت العملية الشاملة فى سيناء ناجحة جداً واستطاعت تحقيق نتائج إيجابية وأن تخنق الإرهابيين وتدمر جزءاً كبيراً من معداتهم ومخابئهم وأسلحتهم وتستعيد الاستقرار والسيطرة.
وكيف ترى العلاقة بين أهالى سيناء وقوات الجيش التى تنفذ العملية الشاملة؟
- العلاقة بين أهالى سيناء والجيش المصرى تخطت مرحلة التعاون ووصلت إلى مرحلة العشق، أهالى سيناء ينظرون إلى الجيش نظرة حب وعشق وتقدير كبير، وكل سيناوى شريف يحب بلده وأرضه قرر من اليوم الأول أن يضع يده فى يد الجيش، لأننا كلنا فى مركب واحد، وهذا بلدنا جميعاً، إذا ضاع ضعنا، وإذا استطاع الإرهابيون أن يكون لهم الغلبة فلن يكون لأحد منا مكان، وهو ما لم ولن يحدث، لأن هناك جيشاً وطنياً قوياً وشعباً مصرياً سيناوياً وغير سيناوى متماسكاً، وأهالى سيناء على قلب رجل واحد ضد الإرهاب ومع الجيش.
لكن ما رأيك فى بعض التقارير الأجنبية التى تزعم وجود خلافات بين أهالى سيناء والجيش؟
- الذين يروجون لوجود خلافات بين الأهالى والقوات المسلحة يرددون أكاذيب لا وجود لها إلا فى أذهانهم المريضة، والهدف منها النيل من وحدة الصف المصرى وتماسك الجبهة الداخلية وفى المقابل خدمة الجماعات الإرهابية، والحق هو أن أهالى سيناء ضد الإرهاب ومع الدولة ويحبون جيشهم وأبناء جيشهم، والتقارير الأجنبية التى تصور غير ذلك تخدم الإرهاب وتحاول ضرب مصر.
فقدت مصر الكثير من الشهداء فى حربها على الإرهاب.. ما رسالتك لأهالى الشهداء؟
- أقول لهم إن الله عز وجل اختاركم ليكرمكم ويكرم أبناءكم وأزواجكم، الشهادة هى أسمى شىء يمكن أن يحصل عليه الإنسان فى نهاية حياته، وهى مكافأة عظيمة من المولى لبعض عباده، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون كما حدثنا القرآن، ومصر دفعت من دم أبنائها للحفاظ على أرضها وأمنها واستقرارها، ليس اليوم فقط فى الحرب على الإرهاب، لكن منذ حربها ضد المحتل الإسرائيلى، وقدمنا آلاف الشهداء فى حروب ومواجهات وما زلنا نقدم دماءً جديدة طاهرة للحفاظ على هذا البلد الأمين، وأنا على المستوى الشخصى ابنى شهيد أحتسبه عند الله ولا أذكيه على الله، وعائلتى منها 4 شهداء نفتخر بهم ونسأل الله أن يجمعنا بهم على خير.
ظل رأسى مرفوعاً خلال محاكمة الاحتلال الإسرائيلى لى.. وعكست الآية بتوجيهى الاتهامات لهم.. والدفاع عن الوطن والجهاد فى سبيل الأرض لا يقدر بمال.. وتقارير أجنبية تهدف لضرب الدولة وخدمة الإرهابيين.. تروج أكاذيب لا وجود لها إلا فى عقول أصحابها وأقول للشباب: «لا تكفوا عن العمل لتحقيق أحلامكم وبناء وطنكم.. لا تستسلموا ولا تستجيبوا لأهل الشر»
التقيت أكثر من مرة بالرئيس السيسى.. كيف تقيم دوره خلال السنوات الماضية؟
- الرئيس السيسى أنقذ مصر من الضياع، وهذا قول واحد لا جدال فيه، ودوره منذ لحظة 30 يونيو ثم 3 يوليو ثم عندما انتخب رئيساً للبلاد لن ينساه التاريخ، مصر كانت على حافة السقوط والله بعتلنا السيسى بدرى على رأس الجيش المصرى علشان ينقذها وينقذنا، وهو تصدى للجماعات الإرهابية، ووقف مع الشعب ضد الإخوان، واستطاع أن يستعيد الأمن والاستقرار فى ربوع مصر، وبدأ مسيرة من التنمية والتطوير والبناء على كل المستويات، وهو إنسان قريب من ربنا، عنده إيمان شخصى قوى لكنه معتدل، وعنده حكمة تجعله سباقاً فى قراءة الأمور قبل غيره وحسن التصرف فيها.
مَن أيضاً تحبه من رؤساء مصر السابقين وتشعر تجاهه بهذه المشاعر التى تتحدث بها عن الرئيس السيسى؟
- أحب الرئيس جمال عبدالناصر كما أحب الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد والزعيم عبدالناصر كان وطنياً من الطراز الرفيع، كان صاحب مشروع لأهله وناسه وبلده، وهذا المشروع هو الاستقلال الوطنى والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية بين المصريين، وهذا المشروع هو نفس المشروع الذى يعمل عليه الرئيس السيسى، فكلاهما ينطلق من مبادئ واحدة وعقيدة واحدة تضع مصر فى المقام الأول دائماً، لكن الاختلاف أن الزمن تغير وبالتالى الأدوات تغيرت. فالهدف واحد والعقيدة واحدة لكن الآليات مختلفة بحكم تغير الزمن.
منذ عبدالناصر إلى السيسى ما زال البعض يراهن على سقوط مصر، لكن برغم الحروب والثورات والإرهاب إلا أن مصر لا تزال صامدة.. كيف تحلل ذلك؟
- مصر لها خصوصيتها، وكل الذين راهنوا أو يراهنون على سقوطها مجموعة من الأغبياء، لا يعرفون أن هذا البلد محفوظ من الله سبحانه وتعالى، وهو أقوى من أن يسقط أو يقسم أو يضيع فى بحور الفوضى كما ضاعت دول وسقطت دول واختفت دول، مصر باقية بفضل تماسك شعبها أولاً، وقوة ووحدة ووطنية جيشها ثانياً، وأن لها رجالاً قادرين على حمايتها والدفاع عن ترابها مثل الرئيس عبدالفتاح السيسى وغيره من أبطال الجيش والشعب، وإذا تعرضت مصر لجراح فإنها قادرة على التعافى والعودة وستقف على قدمها وستبقى لأنها عمود الخيمة بين أشقائها، إذا ضاعت مصر ضاع العرب جميعاً.
قمت ببطولات مع غيرك من المجاهدين وأبطال الجيش ضد الاحتلال الإسرائيلى فى سيناء خلال حرب الاستنزاف حتى نصر أكتوبر.. ما أهم المعانى والدروس التى تتذكرها من تلك الفترة؟
- أهم الدروس أن الدفاع عن الوطن والجهاد فى سبيل الأرض لا يقدر بمال ولا بحياة، وأن الوطن أغلى من النفس، وأتذكر أن المجاهدين ما كانوا يحصلون على مقابل لما يقومون به رغم أن حياتهم معرضة للخطر، وكل ما كان يحصل عليه المجاهد عبارة عن جوال دقيق يرسله الجيش المصرى إلى أسرة المجاهد كى تجد ما تأكله، وكنا نقوم بذلك لأننا نحب بلدنا ومستعدون للتضحية من أجله، وكلنا رأينا الموت أكثر من مرة وعشنا أوضاعاً صعبة للغاية أصعب بكثير من الأوضاع الحالية التى تعيشها مصر سواء اقتصادياً أو أمنياً ومع ذلك استطعنا أن ننجح وأن نمر من تلك المرحلة ونرى النصر بأعيننا، أقول لكل المصريين النصر قائم والخير مقبل وبلدكم سيكون نموذجاً يتعلم منه العالم كله.
كيف تعاملت مع الإسرائيليين عندما أسروك داخل سجونهم؟
- ظل رأسى مرفوعاً مثل أى مجاهد أو بطل مصرى آخر، ولم أخفض رأسى أبداً فى وجه عدو إسرائيلى، وعندما قدمونى للمحاكمة باتهامى أننى أقتل الأطفال، قلت لهم أنتم الذين تقتلون الأطفال وتحتلون الأرض، وكنت أثق أن الجيش المصرى لن ينسى أبناءه وأبطاله ومجاهديه، وتم خروجى بعد نصر أكتوبر العظيم، عشنا مرفوعى الرأس وقت الهزيمة وخرجنا مرفوعى الرأس وقت النصر.
بعد كل هذه التجربة الطويلة.. ما نصيحة شيخ المجاهدين إلى الشباب حالياً؟
- نصيحتى للشباب اعملوا ثم اعملوا ثم اعملوا، لا تكفوا عن العمل من أجل تحقيق أحلامكم وبناء وطنكم، ولا تستسلموا أبداً، ولا تيأسوا، ولا تستجيبوا لأهل الشر الذين لا يريدون الخير لكم ولا لبلدكم، لكن يريدون الوقيعة والدم والفوضى والخراب، أقول للشباب أنتم أمل مصر ومستقبلها، اجتهدوا وأحسنوا فإن الله لا يضيع أجر من اجتهد وأحسن عملاً.